دبي: ملحم الزبيدي قال خبراء وعاملون في شركات المقاولات إن استخدام وتوظيف الحلول التكنولوجية والتقنية في سوق البناء والتشييد بات يلعب دوراً حيوياً على صعيد خفض التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشاريع وصيانتها على المدى الطويل بنسبة تتراوح بين 10 و 15%، بالإضافة إلى تقليل عامل الجهد والوقت في الشأن ذاته.أشارت المصادر إلى أن تذبذب حركة أسعار مواد البناء الرئيسة بين الحين والآخر والتي في أغلب الأوقات تتجه إلى الارتفاع مثل الحديد والأسمنت، أوجبت دراسة توظيف التكنولوجيا الحديثة وحلول بناء جديدة للتوفير في التكلفة والسرعة في الإنجاز معاً، وذلك للتغلب على الخسائر التي قد تتكبدها بسبب استخدام المواد أو الحلول التقليدية في البناء.بينت أن من أبرز تحديات استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة أن الحلول التقليدية لا تزال تفرض نفسها على سوق البناء في الإمارات بسبب أجوائها الصعبة، إضافة إلى قلق غالبية العاملين في قطاع البناء والتشييد من استخدام تكنولوجيا وحلول جديدة غير مدعمة بتجارب سابقة، بالإضافة إلى أن الدوائر والمؤسسات الحكومية لا تزال غير جاهزة لاعتمادها مع وجود نقص في الخبرات المؤهلة لهذا المجال.وأضافت المصادر أن التفكير في الوقت الحالي ينحصر في التوفير في عمليات التشطيب باستخدام الواجهات الزجاجية أو التوفير في استخدام الخرسانات واستبدالها بحلول الحوائط الحاملة أو الحوائط الخرسانية الجاهزة المعروفة بنظام البريكسات أو استخدام الاستيل الصلب في البناء بديلاً للأعمدة الخرسانية.وقال جمال موحد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «يونيك للهندسة المدنية»: «أصبح تجهيز المباني بالوسائل والتقنيات الذكية في الوقت الراهن شائعا لتأمين الحماية والاتصالات والتحكم بالإضاءة والأجهزة السمعية والبصرية وكاميرات المراقبة ومواقف السيارات وحتى التحكم بالدخول إلى المبنى. أما المباني الخضراء، التي تعتبر إصداراً متقدماً من المباني الذكية، تتطلب تجهيزها بنظام لمراقبة وتنظيم أجهزة التكييف والمصاعد والإنارة والتدفئة والنظم الكهربائية والميكانيكية الأخرى لجعل المباني أكثر ترشيداً للطاقة وللحد من الملوثات الضارة للبيئة».وأضاف موحد قائلا: «تعتبر المباني الخضراء والذكية حالياً الاتجاه الرئيسي في قطاع البناء والتشييد في دول الخليج العربي، وهذا الاتجاه الذي يوسع الأفق أمام استخدام التكنولوجيا في تشييد المباني الضخمة والحديثة والتي تعتمد على أنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتكاملة والجهد شديد الانخفاض وأنظمة إدارة المباني حتى تتمكن من العمل بكفاءة عالية، لذا اصبح استخدام حلول هذه الأنظمة شرطاً أساسياً في تشييد مختلف المشاريع الجديدة مثل مراكز التسوق الحديثة والفنادق والمستشفيات والمطارات والمدارس والملاعب».من جانبه، أفاد المهندس عماد شبيطة، مدير قسم الهندسة الكهروميكانيكية والصيانة في شركة «غرناطة للمقاولات»، بأن دخول حلول التكنولوجيا في قطاع البناء والتشييد بات ضروريا لدوره الواضح في خفض تلكفة التنفيذ والصيانة على المدى الطويل بنسبة تتراوح بين 10 و 15%، كما يقلل من عاملي الجهد والوقت في هذا الشأن.وأشار شبيطة إلى أن نشر تجربة وثقافة التكنولوجيا الحديثة في قطاع البناء والتشييد تواجه 3 تحديات ألا وهي، أولا: أن غالبية شركات المقاولات تفضل الاعتماد على الحلول التقليدية المتعارف عليها في الأسواق كبديل للحديثة منها الغير مدعمة بالتجربة السابقة. ثانيا: لا تزال الدوائر الحكومية المعنية بهذا العمل غير جاهزة لاعتماد الحلول الجديدة وإعطاء الموافقات اللازمة لها. ثالثا: يعاني قطاع المقاولات نقص الخبرات التي تستطيع الربط بين العملين الهندسي والتكنولوجي في نفس الوقت.بدوره، أوضح المهندس أحمد علي موسى النقبي، الرئيس التنفيذي لمجموعة علي موسى وأولاده، أن التطور التكنولوجي عمّ مختلف قطاعات الأعمال ومن بينها البناء والتشييد، إلاّ أن هناك تبايناً بين القطاعات من حيث التفاعل مع هذا التطور التقني السريع جداً. ولفت النقبي إلى أن صناعة البناء والتشييد بدأت في السنوات الأخيرة، بمواكبة الحلول التكنولوجية المرتبطة بها لكننا نراه بطيئاً نوعاً ما، مقارنة بغيره من القطاعات نظراً إلى أن خطوات التطبيق تحتاج إلى التجربة العملية على أرض الواقع ولعدة مرات لإثبات مدى فعاليتها وهذا يستنفد الكثير من الوقت مما ينعكس على التحول التكنولوجي الحقيقي في هذا المجال.وأكد النقبي، في نفس الوقت، على جدوى الحلول التقنية في مختلف القطاعات المرتبطة بالمقاولات كالمواد والآليات المستخدمة إلى جانب الكوادر البشرية التي تكاد تكون نادرة للربط بين الاختصاصين في نفس الوقت، مشيراً إلى أنها تساهم في خفض التكلفة والوقت والجهد على المدى الطويل.
مشاركة :