تقنيات البناء تخفض تكلفة المسكن وتوفر الوقت وترفع مستوى الجودة وتزيح العمالة الهامشية

  • 4/24/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر مختصون في مجال مشاريع التشييد والبناء أن جميع الأنشطة في الحياة المدنية استخدمت واستفادت من التقنية في الأعوام الأخيرة باستثناء قطاع البناء الذي يعتبر القطاع الأضعف في الاستجابة والتعامل مع التقنية في المملكة، مرجعين السبب إلى ظروف العمالة والتشريعات والتمويل والاستثمار وكذلك صناعة البناء نفسها. "الرياض" استطلعت أراء مختصين في مجال البناء والتشييد والإسكان، حيث أوضح المهندس عبدالعزيز العامر المختص في المشروعات وإدارة المرافق أن ظروف العمالة والتشريعات والتمويل والاستثمار وصناعة البناء نفسها عوامل أدت إلى ضعف الاستجابة لتفعيل تقنيات البناء واستخدامها في مشروعات الإسكان، وهذا بشكل عام وفي المقابل هناك بعض الأنظمة المحفزة مثل برنامج نطاقات في وزارة العمل والتسهيلات في وزارة التجارة والصناعة، مشيدا بقرار ربط صندوق التنمية الصناعية بوزير التجارة والصناعة، موضحا أن المقصود هنا القروض الصناعية ومنها ما يتعلق بالبناء، حيث تعد محفزات لتفعيل التقنية. وأشار المهندس العامر أن ما أبرز التقنيات في البناء ما يخص السكن وهي مرحلة "بناء العظم" وفيه يتم ميكنة العمل من خلال استخدام الخرسانة مسبقة الصنع "البريكاست" لإنشاء القواعد والجدران الحاملة، والأسقف بتقنية الهلوكور، وهذه تمثل تقنية جديدة يجب الاستفادة منها في مشروعات البناء بشكل عام ومشروعات الإسكان بشكل خاص. لافتا أن الاستثمار في مجال صناعة الخرسانة ال"بريكاست" يعاني ضعفا فهو ليس صناعة شائعة، مرجعا السبب في غياب الاستثمارات في تلك التقنيات رغم وجود بوادر في سوقنا المحلي السكني تسعى لتلبية الحاجة الماسة إلى توفير منتج سكني سريع وبجودة عالية. من جانبه، قال المهندس عبدالرحمن السحيمي المتخصص في إدارة المشروعات أن التطور التقني المتعلق بالبناء ومنها على سبيل الخرسانة مسبقة الصنع "البريكاست" واستخدام التقنية والميكنة في إنتاج مكونات المبنى بطريقة مثالية ووسط أجواء مناسبة وتحت إشراف مختصين مطلب ملح لمواجهة الطلب المتزايد على المساكن ومعالجة الأزمة التي نعاني منها في المملكة. وقال إن الطريقة التقليدية الحالية والتي تستخدم عملية صب الخرسانة في نفس الموقع تعتبرا أسلوبا متأخرا بالنظر إلى الطريقة التقنية والمتمثلة في ال"بريكاست" سواء في الوقت أو الجودة أو إنتاجها، موضحا أن صب سقف لمنزل يتطلب مدة طويلة تصل إلى أكثر من ستة أسابيع بالإضافة إلى عدم ضمان عملية الصب من حيث الوقت كالحرارة العالية أو العمالة غير الماهرة فتظل الجودة وإتقان العمل ليس بالمستوى المأمول أو المطلوب، وفي المقابل نحن بحاجة إلى استخدام التقنية الحديثة في إنشاء الخرسانة وتوفير الوقت والجهد والتكلفة. وعن عدم توفر البريكاست لبناء المساكن، أوضح المهندس السحيمي أن تقنية البريكاست متوفرة ولكن على نطاق محدود إذ أنها لا تورد ولا تصنع إلا للمشروعات الكبيرة والمجمعات السكنية الحكومية، مؤملين انتشارها على مستوى الأفراد كمساكن فردية فهي تقنية متطورة في مجال البناء في صناعة البناء بالمملكة. وهنا عاد المهندس العامر ليشير إلى أن التقنية التي نراها الآن وإن كانت قليلة في حجمها وعددها هي بداية لتوطين صناعة الإنشاءات واستخدام تقنيات البناء التي من فوائدها توفير فرص وظيفية للشباب السعودي وتقليل العمالة الهامشية في صناعة البناء وإيجاد عمالة ماهرة تتمثل في شباب سعودي يقود تلك التقنيات بعيدا عن العمل الفردي والعشوائي الهامشي، وتقليل الفاقد الاقتصادي من خلال توفير مساكن ذات جودة عالية لتعيش عمرا أطول تحافظ على قيمتها، ولهذا فصناعة البناء في المملكة مصدر اقتصادي إذا أحسن استثمارها. وهنا لابد من الإشارة إلى وجوب تمويل ودعم تلك التقنيات، فمن المعلوم أن تمويل هذه الصناعات مقفل من صندوق التنمية الصناعية، وهذا في ظني خطأ اقتصادي وإسكاني في ظل توجه الدولة "رعاها الله" لإيجاد حلول نوعية وسريعة لمشكلة الإسكان، ولهذا يجب إعادة النظر في سياسة الإقراض والدعم فيما يخص صندوق التنمية الصناعي وتحديدا في صناعة البريكاست وذلك بالنظر إلى الحاجة المتزايدة لوحدات سكنية بمئات الآلاف وتزداد سنويا وعليه منح قروض لدعم تلك التقنيات التي تستهدف بشكل مباشر بناء المساكن. وعن تأثير التقنية الحديثة في بناء المساكن ومعالجة الأزمة، رجح المهندس السحيمي أن المباني السكنية تتمثل أهميتها في بناء العظم الذي هو من الخرسانة، ولهذا فالخرسانة البريكاست تعد تقنية مميزة في مقابل الصب التقليدي، موضحا أن تلك التقنية تساهم في تقليل الوقت وتوفير الجهد وتقديم منتج مثالي لا يقتصر تأثيره على الفرد بل على الاقتصاد المحلي من حيث الجودة والمسكن الملائم، حيث ان التكلفة تقل في بناء العظم بنسبة 30 % ويقل الوقت بنسبة 50 %، وتكلفة البناء أقل وفقا لمساحة المبنى.

مشاركة :