وداعاً الملك الصالح - عبدالرحمن بن ساير العواد

  • 1/28/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

إن الفقد والوداع من المشاعر التي تتفاعل معها النفس بشكل فيه انقباض وعلى مقام المفقود على مقدار الانقباض النفسي ونحن وإن كنا فقدنا ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز وانقبضت أنفسنا لذلك إلا أننا في المقابل ولحبنا له رحمه الله نعتقد بأنه سيفد على ربنا الرحمن الرحيم الذي سيعامله برحمته ولطفه وإن من دلائل الخير وتباشير التوفيق أن له محبة مطبوعة في أنفس البشر ليس في بلدنا المبارك السعودية وحسب بل إننا نلمسه في عدد ليس بقليل من كآفة الجنسيات المختلفة من بلدان العالم وهذا كله يجعلنا نعتقد أن تجربة الموت التي يمر بها إنما هي تجربة عبور له إلى جنات النعيم والملك المقيم بإذن المولى الكريم. وإننا إذا استرجعنا شريط حياته رحمه الله لوجدنا فيه الكثير والكثير من قيم الإنسانية الخلّاقة. إنك أيها الملك الإنسان قدمت الكثير من الإضاءات النورانية في هذا الكون ومن تلك الإضاءت دعوتك لحوار الأديان والحضارات والتقريب بين المذاهب الإسلامية وأيضا الابتعاث الدراسي فمن أعداد قليلة إلى شباب وشابات سعوديين تتجاوز أعدادهم المائتي ألف شاب وشابة في كثير من جامعات العالم ومن الإضاءات كذلك مشاركة المرأة في مجلس الشورى. وإننا إذا تأملنا الصورة بشكل كامل دخوله للمستشفى ثم وفاته ثم مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز نشاهد في الصورة كاملة الهدوء والتوزان والانسجام والتناغم وتلك والله نعمة من نعم الله العظيمة التي تستوجب مزيد الشكر نعم أيها القائد الكبير وملك الإنسانية الصالح عبدالله بن عبدالعزيز إنك تارك بعدك فراغا كبيرا ولكن حسبنا أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قادر بإذن الله على سدّ هذا الفراغ فكلكم قادة كبار إن حصل لأحدكم مانع قام الآخر بالأمر خير قيام. لقد انتقلت أيها الملك الصالح بسلام وإننا نحبك فنستودعك الله أكرم مضيف ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله.

مشاركة :