وداعاً شيخنا الفاضل صالح اللحيدان رحمه الله - رشيد بن عبدالرحمن الرشيد

  • 1/11/2022
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن على فراقك لمحزونون.. فقدت بلادي عَلَما غزيرا في علمه وواحدا من مصابيح الدجى ومن حارب الجهل والظلام..وساهم في تبصير الناس بدينهم وأحكامه.. عالم برتبة كبير القضاة لكنه حمل همّ الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن، كم رأيته وهو يجلس في حلقته العلمية في حرم الله وهو محاط بدوائر بشرية حملت المحبة لهذا الشيخ الجليل..رأيتهم يسارعون الخطى لنيل منزلة قريبة ثقة وإعجابا بهذا الشيخ الوقور..وما يحمله من كنز فقهي وأدب شرعي ولسان رطب بذكر الله لقد كانت تلك الزاوية التي يجلس فيها الشيخ الجليل لدعوة والفتوى مصدر إلهام وتبصير لكثير من المسلمين والمعتمرين والحجاج بصفاء العقيدة وتحريرها مما يشوبها من بدع وخرافات في عالمنا الأسلامي.. وكم كان ذلك المكان والبقعة المباركة وذلك الكرسي الخشبي المتواضع ومن جلس عليه من علمائنا الأجلاء سببا في الهداية والاستقامة. عقود طويلة من الزمان وشيخنا الفاضل صالح محمد اللحيدان حامل همّ الدعوة إلى الله صابراً ومحتسباً.. قلبه حمل الرغبة الصادقة في هداية الناس إلى الطريق المستقيم بأسلوب رقيق ومحبب للنفوس..وكم أجاب عن تساؤلات من يبحثون عن إجابات فقهية ..فكان بحرا من العلم يكسوه التواضع.. يبسط مسائلهم ويربطها بالكتاب والسنة، شيخاً أحبه الملوك والأمراء والخاصة والعامة، فهنيئاً لهذه الأسرة الكريمة (اللحيدان) التي أنجبت هذا المصباح المنير والنجم اللامع من نجوم السنة المحمدية وهذا نهج علمائنا الكرام صفاء العقيدة.. رحم الله من رحل وبارك في الباقين وسدد خطاهم. شيخنا رحل بجسده لكنه لن يرحل من أذهاننا وسيبقى ذكره الطيب وسيرته العطرة فواحة وسيقى نبراسا وقدوة للعالم الجليل الذي سخر علمه لخدمة الإسلام والمسلمين، وسيبقى موروثه العلمي وتجربته بالدعوة والإفتاء محطة تزود المستجدين بجينات الدعوة الصحيحة والزلال الصافي والصبر الطويل على هذا الطريق.. وجميل أن يبقى ذكره يزين أحد الشوارع والطرقات والقاعات أو الميادين وجامع يحمل اسمه ورسمه. رحل شيخنا صالح بعد معاناة من المرض وكان محاطا برعاية الله ثم السنة كانت تلهج بالدعاء له بالشفاء.. لكن قدر الله نافذ رحل بعد أن خدم أمته وبلاده بكل علم نافع ورأي سديد.. جامع الراجحي بالرياض شهد جموعا غفيرة حضرت لتأبين هذا العالم الجليل والصلاة عليه، وكانت تحمل في عيونها الدمعة وفي قلبها الأسى والحسرة بفقد واحد من ورثة الأنبياء داعية من رب غفور رحيم أن يثبته بالقول الثابت وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. رحم الله الشيخ صالح وأسكنه فسيح جناته وجعل ما أصابه كفارة وطهورا وأتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى حكومتنا الرشيدة بفقيد البلاد والأمة الإسلامية... والعزاء لأولاده وبناته وأهله وأحفاده وأسرة اللحيدان بالوطن الغالي عظم الله أجرهم وجبر مصابهم وألهمهم الصبر والسلوان وأشاطرهم الحزن والعزاء ولا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

مشاركة :