إقدام قطر على توقيع عدة اتفاقيات مع تركيا يأتي في اطار ضمان دعم تركي سياسي مقابل منح أنقرة العديد من الامتيازات المالية متمثلة في شكل اتفاقيات تجارية واقتصادية.علاقة نفعية لفك العزلة العلاقة قوامها مصالح ثنائية متبادلة لتخفيف الضغوط أنقرة – تأتي زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى تركيا في سياق ارتماء الدوحة في أحضان أنقرة وحثها على دعمها إقليميا في ظل العزلة التي تعيش على وقعها قطر جراء تورطها في دعم الإرهاب والتدخل في شؤون جيرانها الخليجيين. وقال مراقبون إن اقدام قطر على توقيع عدة اتفاقيات مع تركيا يأتي في اطار ضمان دعم تركي سياسي مقابل منح أنقرة العديد من الامتيازات المالية متمثلة في شكل اتفاقيات تجارية واقتصادية أي أن العلاقة قوامها مصالح ثنائية متبادلة لتخفيف الضغوط عليهما خاصة وأنهما يعانيان من نفس المشكل الا وهو العزلة والعلاقات المتوترة مع باقي الدول. ولهذا يجد أمير قطر في تركيا ملاذا وفي حكومة العدالة والتنمية خير مناصر خاصة في الترويج للإسلام السياسي الذي يقرب الدولتين. وتعبيرا عن ذلك كانت الزيارة الحالية لأمير قطر بمثابة تأكيد لتلك الاواصر التي لا تقوم الا على النفعية المطلقة. وأجرى أمير قطر مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تخللتها اجتماعات اللجنة الإستراتيجية العليا القطرية التركية، في دورتها الرابعة، ما أدى الى توقيع اتفاقيات ثنائية في اسطنبول. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن شعب بلاده "بذل جهودا حثيثة من أجل إفشال الحصار والعقوبات التي تستهدف إخوتهم القطريين"، في إشارة لقرار المقاطعة العربية والخليجية للدوحة لتورطها في دعم الإرهاب. وتسمي قطر وتركيا المقاطعة بـ"الحصار" وتدفعان باستمرار لترسيخ فكرة وجود نية لاستهداف السيادة والاقتصاد القطريين، وهي فكرة نفتها دول المقاطعة الأربع: السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مؤكدة أن قرار المقاطعة سيادي يستهدف أثناء قطر عن دعم الإرهاب والتآمر على أمن المنطقة وهو قرار يكتسب أهميته من حرص هذه الدول على حماية أمنها القومي. توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للطيران المدني القطرية والمديرية العامة للطيران في تركيا وتطرق اردوغان في الاجتماع الرابع للجنة الإستراتيجية العليا التركية- القطرية بقصر وحيد الدين في مدينة إسطنبول إلى المثل القائل "الصديق وقت الضيق"، مشيرا إلى أن البلدين تحركا بتضامن وتعاون خلال الفترات الصعبة التي واجهتهما. ورحب أردوغان بالوفد القطري المشارك، وأعرب عن اعتزازه بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين في الذكرى الـ 45 لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بينهما. وأكد أن تركيا وقطر أثبتتا مرارًا لبعضهما البعض أنهما أصدقاء في الأوقات الحرجة. وشدد أردوغان أن قطر وقفت إلى جانب تركيا في مواجهة محاولات المضاربة التي استهدفت الاقتصاد التركي في الأشهر الأخيرة، شاكرًا قطر باسمه واسم الشعب التركي إزاء التضامن والتعاون القوي الذي أظهرته. وتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم عقب اجتماع الدورة الرابعة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية في اسطنبول. وبحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا) فقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للطيران المدني القطرية والمديرية العامة للطيران في تركيا. إضافة إلى التوقيع على البرنامج التنفيذي للعام الثقافي 2019-2020 للتعاون في مجال الثقافة بين البلدين بهدف تعزيز التبادل الثقافي من خلال تبادل الوفود الفنية ودعم تبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات الثقافية. كما شهد الزعيمان توقيع بروتوكولي تعاون بين حكومتي قطر وتركيا، الأول للتعاون حول "التدريب والتعاون في مجال الحرب الإلكترونية" والثاني حول "تبادل أفراد القوات المسلحة". وشهد الزعيمان كذلك توقيع اتفاقية شراكة تجارية واقتصادية تهدف إلى تحرير التجارة في السلع والخدمات والتعاون في التجارة الإلكترونية وجذب الاستثمارات بين الطرفين، وفق المصدر ذاته. كما اختتمت المراسم بالتوقيع على البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الرابع للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية. وعقدت ثلاثة اجتماعات سابقة للجنة الاستراتجية العليا بين البلدين منذ تأسيسها، اجتمعان منها في الدوحة والثالث في ولاية طرابزون شمالي تركيا.
مشاركة :