التوتر يخيم على قمة مجموعة العشرين

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بوينس آيرس – تعقد قمة العشرين في نهاية هذا الأسبوع بالأرجنتين وسط أجواء من التشنج حول التجارة والمناخ كما كان متوقعا أساسا، لكن المزيد من التوتر بات يسود الأجواء مع التصعيد بين روسيا وأوكرانيا. ويلتقي رؤساء دول وحكومات القوى العشرين الأولى في العالم، وهي 19 دولة والاتحاد الأوروبي، والتي تشكل 85 بالمئة من إجمالي الناتج العالمي، الجمعة والسبت في بوينس آيرس. وسينتشر أكثر من 22 ألف شرطي أرجنتيني لضمان أمن القمة التي تعقد في بلد يشهد أزمة اقتصادية جديدة، وبعد عام على قمة مجموعة العشرين جرت في هامبورغ وقد شهدت على هامشها أعمال عنف. وقال فرنسوا هيسبورغ، المستشار في مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس، إن “الموضوع الذي فرض نفسه للتو هو قضية بحر آزوف” حيث اعترض حرس حدود روس ثلاث سفن عسكرية أوكرانية. وردا على هذا الحادث، فرضت أوكرانيا وهي ليست عضوا في مجموعة العشرين، حالة الطوارئ. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء بإلغاء لقاء ثنائي منتظر جدا، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال الرئيس الأميركي إنه ينتظر تقييما من مستشاريه للأمن القومي حول الوضع الأوكراني، ستكون النتائج التي يتوصلون إليها “حاسمة”. وصرح ترامب “قد لا أعقد هذا اللقاء” مع بوتين. لكن الكرملين أعلن أن التحضيرات لعقد هذا اللقاء لا تزال جارية. وفي بوينس آيرس سيلتقي بوتين الأوروبيين أيضا الذين يدينون هذا التصعيد. على الصعيد التجاري، ينتظر هيسبورغ ليرى “ما إذا كانت الصين ستتصدى” لترامب الذي تبنى في الأيام الأخيرة مواقف متباينة منها. ويفترض أن يجري الرئيس الأميركي محادثات مع نظيره الصيني شي جينبينغ في بوينس آيرس، اللقاء الثاني المهم في قمة العشرين. وبعدما هز التصعيد الذي تمثل في إجراءات جمركية انتقامية بين بكين وواشنطن، الاقتصاد العالمي، كرر ترامب الاثنين تهديده بفرض رسوم على كل البضائع المستوردة في الولايات المتحدة. لكنه عاد الثلاثاء وقال إنه يرى “فرصة جيدة” للتوصل إلى اتفاق مع بكين ببعض الشروط. وكانت قمة التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ قد انتهت في 18 نوفمبر الجاري بمأزق، بلا إصدار بيان ختامي، بعد مناقشات صاخبة بين الممثلين الأميركيين والصينيين. وفي بوينس آيرس، صرح وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فوري لوكالة فرانس برس أن المشاركين سيحرصون في البيان الختامي على الدعوة إلى رؤية “منطقية وإيجابية” للتجارة. لكن الوضع يبدو بعيدا عن الوحدة المعلنة التي اختتمت بها قمة مجموعة العشرين الأولى في واشنطن في 15 نوفمبر 2008. وقد أشاد البيان الختامي بـ”التعددية” لتأمين “الرخاء” لعالم كانت تهزه أزمة مالية. وبعد عشر سنوات، تواجه التعددية صعوبات بسبب شعار “أميركا أولا” الذي رفعه دونالد ترامب وانتخاب قادة شعبويين في إيطاليا والبرازيل وغيرهما، وكذلك بريكست. ولم يعد هناك توافق على أي نوايا حسنة حتى لو كانت مبهمة جدا، وهذا ينطبق خصوصا على قضية مكافحة الاحترار التي تنوي فرنسا الدفاع عنها في بوينس آيرس قبل أن يفتتح في الثاني من ديسمبر المقبل مؤتمر المناخ الكبير في بولندا. وهناك قضية حساسة أخرى هي النفط؛ فالسعودية وروسيا أكبر دولتين مصدرتين للمحروقات، يمكن أن تفكرا في خفض إنتاجهما للحد من تراجع أسعار الذهب الأسود. وفي وسط هذه الأوضاع المتوترة، ستشهد القمة مصالحة رمزية. فبعد 36 عاما على حرب المالوين (فوكلاند) ستكون تيريزا ماي أول رئيسة وزراء بريطانية تتوجه إلى بوينس آيرس.

مشاركة :