اصحى يا نايم!

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أحلامنا كثيرة، ومن ضمنها رؤيا - جعلها الله خيراً - على قادة الاعلام لدينا، إني رأيت في ما يرى النائم أننا في مجلس التعاون الخليجي افتتحنا إذاعة تحت مسمى «GUB» إذاعة الاتحاد الخليجي، وقامت بريطانيا ومونت كارلو وفرنسا بالسماح لنا ببثها في بلادهم بلغاتها عبر الـ«FM».وتستمر رؤيا الخير، فقام المذيعون لدينا في محطتنا - التي نظمنا لها إعلانات مكثفة في بريطانيا، على سبيل المثال - بمناقشة أملاك ملكة بريطانيا، وكيف تعيش نسبة عالية من البريطانيين في بيوت تملكها ملكتهم، ولا يملكون شبرا في بلدهم، ويتوسع الحوار ليشمل الترف والقصور الواسعة، التي تحتكرها العائلة المالكة، ببنما يعاني الشباب البريطاني من ضيق المساحات السكنية.وفي الساعة الخامسة والنصف يكون موعد الجماهير مع برنامج «وجهات نظر عالمية»، حيث يصدح مذيعنا بسؤال ينتظر جوابه من المستمعين في اتصالات مباشرة: هل صحيح ما يقوله البعض عن كراهية العالم للإنكليز؟ وما دوافع هذا البعض من وراء هذا القول؟ ويستمر الحوار بين الإنكليز والاسكتلنديين والأيرلنديين حول ذلك الادعاء، ويتبادل الأطراف السباب والتحقير، بينما مذيعنا يحاول أن يهدئ ما بينهم و يقول: عفوا لا نسمح بالهجوم على الشعوب، برجاء التقيد بالنقد المباح. بعدها ينتهي النقاش من أجل نشرة الأخبار التي تُركز على الخلاف الأوروبي البريطاني، وما قاله وزير خارجية إحدى الدول الأوروبية متهما الإنكليز بأنهم أصبحوا مجرد ذيول للأميركان، وتنتهي نشرة الأخبار بتسليط الضوء على التعليم في إنكلترا وكيف هبط مستوى التعليم إلى حيث لا يُحسِن خريجو التعليم الأوّلي من كتابة صفحة من دون أخطاء، وكيف زادت معدلات السرقة إلى أن وصلت الى داخل فنادق الخمس نجوم.وبعد نشرة الأخبار يتم بث البرنامج المهم في «ذاكرة التاريخ»، والذي يتكلم عن معركة فوكلاند وكيف خدع الإنكليز العالم بنصر اقتبسوه من المساعدات الكبيرة التي قدّمها لهم سراً الرئيس الأميركي رونالد ريغان، وسيتم النقاش بين ضيفين أحدهما أرجنتيني يكشف كثيراً من خفايا الحرب التي تُذاع للمرة الأولى.وتستمر برامج إذاعتنا طوال اليوم، ومنها برنامج «حقوق الناس»، الذي يسلط الضوء على التمييز العنصري والديني في العالم من أجل نشر ثقافة العدالة بين البشر، وتُستقبل المكالمات طوال حلقة البرنامج من الجمهور الإنكليزي للتعبير بحرية ومن دون تدخل أي معاناة عنصرية في إنكلترا لا سيما من الأقليات الآسيوية أو العربية التي تعيش هناك، ورغم قرب انتهاء الساعة إلا أن المكالمات - التي ما زالت تنتظر - تزيد على الثلاثة آلاف مكالمة، ويعتذر المذيع المؤدب بكلمات راقية مهذبة حبيبة إلى القلب، يعتذر بسبب ضيق الوقت ويَعِدُ بإعطاء مساحة أكبر للموضوع من أجل جرعة أكبر من الحرية. ويتخلل البرامج السياسية برنامج تراثي للحياة الإنكليزية القديمة، وتقابل مذيعتنا المتحمسة كُتّاب ومشهورين من كبار السن ليتكلموا عن الماضي السعيد، وكيف تغيّر المجتمع الإنكليزي بحيث أصبح الناس لا ينتمون لبعضهم، كقصة الأخ البالغ من العمر سبعين عاما الذي لم يدر عن أحوال أخيه التوأم الذي مات في الغرفة المجاورة، ولولا الرائحة التي لفتت انتباه الجيران لما تم الكشف عن الجثة. وينتهي يوم إذاعة «GUB» الإخبارية مع زيادة عدد المستمعين، ونودعهم إلى يوم جديد من أجل حرية وعدالة ومساواة، لكن هذا اليوم لم يأت حيث قامت الشرطة الإنكليزية بإغلاق المحطة، ومحاكمة من فيها بتهمة الإساءة للملكة وللشعب الانكليزي.وحين صحوت من نومي... تساءلت أليس لدينا نحن أيضا حُكام وشعوب يُساء إليهم كل يوم، وما زالت إذاعة «BBC» تُبث لدينا على الـ«FM».

مشاركة :