لا أدري.. ما المهام المناطة بإخواننا الأعزاء في وزارتي الأوقاف والداخلية؟! ولماذا بعض المسؤولين فيها لا يمارسونها بكفاءة واقتدار ومن دون انتقائية؟! وإلا فكيف لم يحرّك هؤلاء ساكناً إزاء ما نُسب لأحد الوافدين ممن أعمى الله أبصارهم وبصائرهم في تكفير فئة كبيرة من فئات المجتمع الكويتي بكلام، ردده كالببغاء، استنبطه من أدبيات التكفير والذبح على الهوية.. والتي ملأت الأرض جوراً وظلماً وقتلاً وذبحاً وتفجيراً من قبل معتنقي تلك الأدبيات الدموية من «طالبان» و«القاعدة» و«بوكوحرام» و«النصرة» و«داعش»، ومن لف لفهم ممن يستغيث العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه من جراء وحشيتهم وعدم آدميتهم؟! سكوت الوزارات المعنية بمراقبة هذه الأمور بلعناه على مضض عند تجاهلها نشاطات من وضعتهم هيئات دولية ودول عظمى في مقدمة قوائمها السوداء لقادة الإرهاب العالمي، وآخرهم شخص كويتي صدر باسمه منشور من إحدى الإدارات الأميركية لمكافحة الإرهاب، تقول فيه إن هذا الشخص يدعو إلى الانضمام لــ «القاعدة»، ويعلم من يطلع على موقعه الإلكتروني كيفية صنع القنابل، ووزارة داخليتنا وهيئاتها المختصة.. لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم؟! * * * رأينا نواباً ممن نمت لحوم أكتافهم من أصوات الأحزاب الأصولية المتزمتة يجأرون بالصراخ على مسؤولي تلك الوزارة بطرد بعض الوافدين، لترتعد فرائضهم وليقوموا بتنفيذ ما أمرتهم به تلك الأصوات، مع أن المعني بالأمر والمطلوب عدم دخوله أو إبعاده عن البلد اتهم بالمساس بأشخاص من التاريخ انتقلوا إلى رحمة ربهم منذ ما ينيف على 14 قرناً، وما نُسب إليه ــــ إن صح ــــ هو أمر غير مقبول جملةً وتفصيلاً، فتلك رموز لا تستوجب إلا التوقير والتبجيل والاحترام على الأقل بحكم معاصرتهم لخير الخلق محمد وآل بيته الطاهرين وصحبه المنتجبين، علماً بأن المحاكم برّأته بأحكام قطعية مما نسب إليه، ومع ذلك تحرّك هؤلاء وأولئك بقصد التحرك وإثبات الوجود! ورضخت الجهات الحكومية المسؤولة، وعلى رأسها «الداخلية»، لأوامرهم! * * * وفي المقابل، وللمفارقة، لم نسمع منهم من حرّك ساكناً تجاه ذلك الوافد العربي، الذي أفرغ سمومه الأسبوع الماضي في أحد مساجد السالمية؛ ليضرب مجتمعنا الصغير المتماسك ووحدتنا الوطنية وتآلفنا وتماسكنا في مقتل من جراء ما تفوه به من غير رادع من علم أو وعي أو خلق!!.. لذلك نهيب بوزارة الأوقاف المسؤولة رسمياً عن المساجد أن تراقب ما يدور في تلك المساجد، من المفترض أن يذكر فيها اسم الله وأنبياؤه ورسله، والحض على التماسك والتآزر والتآلف وتشديد أواصر الوحدة الوطنية، لا العمل على فكّها وشرحها من قبل شُذاذ «الأوقاف» من نكرات هذا العالم المبتلى بأمثال هؤلاء..! كما لا نغفل دور وزارة الداخلية ـــ الغائب ــــ عن ضبط أولئك المؤجّجين للفتن ومعرفة خلفياتهم وتاريخهم قبل السماح لهم بتلويث تراب وطننا الطاهر، وحالما يتفوه هؤلاء بالمحظورات القانونية، ألا تأخذهم بالحق وبهم لومة لائم.. بأن ترميهم خارج حدودنا غير مأسوف عليهم، خصوصاً أننا في زمن محن وحروب طائفية بغيضة تأخذ بتلابيب أوطاننا ودولنا.. ومن صنع المتربصين بنا من أعدائنا يريدون تفرقتنا لكي يسودوا علينا وفق مبدأ «فرّق تسُد».. فهل نعي ذلك «ونصحى من نومنا يا مسؤولينا في الأوقاف والداخلية قبل الأوان؟!!»، نتمنى ذلك ومن دون إبطاء أو تردد.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.علي أحمد البغليAli-albaghli@hotmail.com
مشاركة :