أكد نائب رئيس مجلس الامناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي د.الشيخ خالد بن خليفة أن مؤتمر تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين يأتي في توقيت هام يمر به وطننا العربي بمنعطف خطير وخاصة في دول المنطقة التي تشهد بعض دولها مثل سوريا والعراق حروبا مذهبية وطائفية، ومتهما التدخلات الخارجية بتحويل التسامح والتعايش في هاتين الدولتين إلى حروب مذهبية وطائفية لم تشهدها المنطقة من قبل. ودعا الجميع في البحرين إلى أن الأخذ بالعظة والعبرة مما يحدث حولنا في دول المنطقة من تشرذم وطائفية وتفتت، بعد ان انزلقت هذه الدول وسقطت في مستنقع يصعب الخروج منه، ومشيرا الى ان أهل البحرين دائما في تسامح وتعايش حيث كان الشيخ المهزع إمام جامع المهزع يقدم الذبائح الى المآتم في المناسبات. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر امس بحضور عدد من المهتمين وممثلي وسائل الاعلام المحلية. كما طالب الجهات المعنية من مؤسسات حكومية وجمعيات اهلية ومجتمع مدني إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها في أن تحصن الشباب تحصينا فكريا وثقافيا وتوعويا يتناسب مع فكر المرحلة والتطورات المتلاحقة في وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات التواصل بصفة عامة من خلال الدورات والندوات والمؤتمرات وورش العمل. واعتبر ان نعرة الطائقية والمذهبية هي ظاهرة دخيلة على المجتمع البحريني وليست أصيلة، ومشددا على أن التسامح هو السلاح الوحيد الذي يستطيع به المجتمع مواجهة الفكر المتطرف والصراع المذهبي، وبين الشيخ خالد أهمية هذا المؤتمر لانه يؤرخ للتسامح الديني في البحرين، وان جلالة الملك يرعى التسامح الديني وكل الاديان والمذاهب بالبحرين وهذا نتيجة أن ذلك مبنيا على خلفية تاريخية، حيث أجداد الملك بدءا من عيسى بن علي، وحمد بن عيسى، وسلمان بن حمد، والشيخ عيسى جميعا لهم هذا الفضل الكبير في تاريخ البحرين في التسامح الديني، ومعظم التصاريح الرسمية لدور العبادة كانت خلال الفترة من 1800-1900سواء للمسيحية أو المآتم أو المعابد. وشدد على أهمية المؤتمر على اعتبار ان موضوعه هو أساس مانشهده اليوم من تعايش وتكامل مجتمعي واضح المعالم، وضرورة الاخذ بالتاريخ كمنطلق نحو مستقبل مستقر خاصة في ضوء ما يزخر به ماضي البحرين من التنوع الذي نفخر به. وقال: وتفاعلا مع المناسبة الهامة وهي يوم التسامح الذي يوافق سنويا يوم 16نوفمبر سنويا، ونحتفل بهذه المناسبة في مركز عيسى الثقافي تعزيزا وتأصيلا لتاريخ البحرين في التسامح، وذلك من خلال مؤتمر تاريخ التسامح الديني والمذهبي في البحرين والذي سيعقد على مدى يومي 16و17نوفمبر الموافق الاثنين والثلاثاء المقبلين، ومضيفا أن المؤتمر سيؤرخ واقعنا الذي نعيشه منذ سنوات طويلة كما سيهدف الى توثيق مسيرة التعايش الديني والمذهبي بين مختلف فئات مجتمع البحرين، وذلك سعيا لتأصيل قيم التسامح والتعايش ونشر ثقافة السلام بالانطلاق من الجذور التاريخية للمجتمع البحريني.