شركة فيسبوك تعلن إغلاق “غرفة الحرب” التي لم يمر على إنشائها شهران، مستبدلة إياها بـ”فريق الاستجابة الاستراتيجية”، ما يدل على أن فيسبوك أخفقت في حرب الأخبار الكاذبة. واشنطن - أغلقت فيسبوك “غرفة الحرب” التي بنيت لمساعدتها في مكافحة التدخل في الانتخابات. وكانت الشركة قد أعلنت عن هذه الغرفة لأول مرة قبل شهرين، قبل الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة والبرازيل. واعتبرت غرفة الحرب تلك جزءا رئيسيا من الإصلاحات الجارية على منصّة فيسبوك. ووفقا لوكالة بلومبيرغ، ستستبدل فيسبوك “غرفة الحرب” بـ“فريق الاستجابة الاستراتيجية”، بينما أكد متحدث باسم فيسبوك أن الشركة لا تزال تفتح غرف حرب جديدة للانتخابات المستقبلية. وقال متحدث باسم فيسبوك “يركز جهدنا في غرفة الحرب تحديدا على القضايا المتعلقة بالانتخابات، فهي مصممة للاستجابة السريعة للتهديدات مثل جهود قمع الناخبين والمعلومات الخاطئة المتعلقة بالمجتمع المدني، لقد كان جهدا فعالا خلال الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة والبرازيل، ونحن نخطط لتوسيع الجهود الجارية للانتخابات في جميع أنحاء العالم”. وفي غضون ذلك، ستنشئ فيسبوك “فريقا للاستجابة الاستراتيجية” للتعامل مع بعض القضايا التي اهتمت بها “غرفة الحرب”، إذ تم إنشاء فريق الاستجابة الاستراتيجية في الأصل للتعامل مع الحالات الطارئة والمتطورة في الشركة. ويرأس الفريق جوستين أوسوفسكي، نائب رئيس العمليات وتطوير الشركات، الذي يتواصل بانتظام مع شيريل ساندبيرغ مدير العمليات بفيسبوك. وخلال اجتماعات فريق الاستجابة الاستراتيجية، فإن ساندبيرغ ستتخذ قرارا بشأن القضية المطروحة، أو ستبلغ الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ لاتخاذ القرار المناسب. يذكر أنه عندما عرضت فيسبوك غرفة الحرب على وسائل الإعلام، اكتسبت الكثير من الاهتمام، وتكهن البعض بأن ذلك ليس سوى عمل دعائي من جانب الشركة. وقالت فيسبوك في ذلك الوقت إن غرفة الحرب ستجمع الناس من جميع أقسام الشركة في غرفة واحدة لتحسين آلية الكشف عن التهديدات ومنعها قبل الانتخابات وكانت شيريل ساندبيرغ، رئيسة العمليات في فيسبوك قد اعترفت بالإخفاق في التعامل مع الحملات الأجنبية الرامية إلى التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، بسبب البطء في التحرك لمواجهة هذه التدخلات. وقالت ساندبيرغ في شهادة أمام لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ، إنهم في فيسبوك استغرقوا وقتا طويلا جدا للتعامل مع مثل هذه الحملات التي أدت إلى خسارة المرشحة هيلاري كلينتون وفوز الرئيس دونالد ترامب. موقع فيسبوك استبدل "غرفة الحرب" بـ"فريق الاستجابة الاستراتيجية"موقع فيسبوك استبدل "غرفة الحرب" بـ"فريق الاستجابة الاستراتيجية" وصنف تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” حالات الإخفاق التي وقعت فيها مجموعة وسائل التواصل الاجتماعي، التي أفسدت استجابتها للتدخل الروسي على المنصة، ورسم التحقيق صورة لساندبيرغ باعتبارها مهتمة بحماية شركتها أكثر من اهتمامها بمصالح البلاد. وقال باحثون من معهد أكسفورد للإنترنت، في دراسة نُشرت هذا الشهر، إنه على الرغم من الإجراءات الصارمة التي تتخذها وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ما يسمى بالأخبار المضللة تنتشر على منصاتها بمعدل أعلى من عام 2016. وكان زوكربيرغ قد أكد أن إعادة بناء آليات تطبيق المحتوى ضمن فيسبوك من أجل التخلص من المحتوى الضار قد تستغرق ثلاث سنوات أو أكثر. وأضاف “الخبر السار هو أننا بدأنا العمل في عام 2017، لذا على الرغم من أن هذا العمل سوف يمتد حتى عام 2019، إلا أنني أتوقع أن ننتهي هذا العام بالسير على مسار أفضل بكثير مما كنا عليه عندما بدأنا العملية”. وقال الرئيس التنفيذي للشركة إنه سيكشف المزيد عن خطط الشركة لمحاربة الإساءات في المستقبل القريب عبر سلسلة من المشاركات. وأقر زوكربيرغ بأن الشركة اضطرت للتعامل مع جميع أنواع الإساءة، حيث قال “عندما تقوم ببناء خدمات يستخدمها مليارات من الناس عبر البلدان والثقافات فسوف ترى كل الأنواع، وسيحاول الناس إساءة استخدام تلك الخدمات بكل وسيلة ممكنة، ومن مسؤوليتنا تسليط الضوء على الجيد والتخفيف من السيء”. واعتمدت منصة فيسبوك في البداية على مستخدميها للإبلاغ عن المحتوى المسيء، ووظفت مجموعة كبيرة من الأشخاص المتعاقدين معها لمراجعة هذه التقارير وإزالة المشاركات التي تنتهك سياسات الشركة. وجادل الرئيس التنفيذي للشركة بأن مكافحة الإساءة لا تتعلق بمسألة تطوير تكنولوجيا أفضل فقط، بل هناك أمور أخرى. كما أعلن زوكربيرغ أنه لا ينوي الاستقالة من منصب رئيس مجلس إدارة أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم. وردا على سؤال عن احتمال تخلّيه عن رئاسة مجلس الإدارة، قال زوكربيرغ في تصريحات لقناة “سي.أن.أن بيزنيس” إن “الاحتمال غير وارد”. ثم تولّى الدفاع عن ساندبيرغ التي تعتبر ثاني شخصية من كبار المسؤولين في الشركة، وقد انتُقدت على طريقة إدارتها للأزمات الأخيرة التي واجهت المجموعة. وقال “شيريل عنصر مهمّ فعلا في هذه الشركة وهي تبذل مجهودا كبيرا لمجابهة التحديات التي تعترضنا”. وأردف “هي شريكتي منذ 10 أعوام وأنا أعتدّ كثيرا بالعمل الذي أنجزناه معا وآمل أن يستمرّ هذا التعاون في العقود المقبلة”. وتتخبّط شركة فيسبوك في فضائح عدّة، أبرزها تداعيات التدخّل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية سنة 2016، وفضيحة استغلال مجموعة “كامبريدج أناليتيكا” بيانات المستخدمين من دون علمهم لأغراض سياسية، فضلا عن ثغرة أمنية أدّت إلى قرصنة الملايين من الحسابات.
مشاركة :