العظماء يموتون

  • 1/29/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

العظماء يموتون نايف الخمري اطل علينا رحاب الفجر من يوم الجمعة حزيناً على أجنح غيمةٍ داكنة ليس كعادته وحمل الينا خبراً مريراً مرارة العلقم الممزوج بالحنظل وكان صباحاً مضرجاً بالحزن وتوارى الفجر في الظلام .. بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأطفأ مباهج الفرح في داخلي فقد ألتهم الحزن فرحتي بقدوم مولودتي وانفجر الفرح بكاء . فلأول مرة أجدني حائراً في الكتابة فقد اصابني ذلك الخبر بالحيرة وليس لدي القدرة لإيصال مابداخلي للقاري ، بعيون ادماها البكاء أشعر أنني أكتب بلا شعور وقد داهمني الحزن والضعف بغتة وأبكاني ذلك الخبر ولم أستطع أن أحزم دمعتي في مقلة الاحساس وجداً ولم أستطيع كتمان دموعي في المحاجر والتي فتكت بها الفاجعة فإذا بزفرة حرىَ ألهبت صدري واستبدت بي نشوة الحزن حيث كنت مكبلاً بالحزن وشعرت أنني في أضعف احوالي ، وامتلأت نفسي بالأسى وتدفق الألم من قلبي أحرفاً أسطرها اليكم لم استطيع كتمانها بداخلي ، احرفي تبكي الحزن وقد عصفت بها عاتيات رياح الانكسارات في لجة الحزن العميق لهذا الفقد الكبير ، إنها تراجيديا الحزن والوداع فما أصعب ان تودع نبض الحب والعطاء الفقد الكبير في وطننا وأرواحنا وهو يفارق وطنه وشعبه ، كم هي قاسية هذه الحياة عندما تختار عظماء الناس ليرحلوا عنها. لايدرك حب هذا الملك إلا من فقده إنه حزن المغيب ، كان أجمل الأزهار في وطننا ، كان أكثر الناس نقاء وكان نبيلاً في عطائه وحكيماً في صمته عفوياً في كلامه عظيماً مع الاخرين ، كان حاضراً في كل شيء كان يحمل قلبه حباً للشعب فبادلوه ذلك الحب فكان مايميزه طيبة روحه وقلبه .. اتسم بالصدق والشجاعة والقوة والتلقائية في تعاملاته وحكمته وإحساسه بالمسؤولية طوع ذلك عشق بينه وبين شعبه والذي اعطى كثيراً من أجل شعبه وأمته كان عظيماً مخلصاً لدينه ووطنه وشعبه وهذا من نبل خلقه الكريم وشجاعته وانسانيتة وشخصيته القوية من خلال مواقفه الانسانية وبات من واجبه علينا ان ندعو له بالرحمة والمغفرة ولن ننسى ماقدمه من الاشياء التي تجزل له عطاءه في هذه المملكة . بكى ويبكي الوطن رحيل عبد الله بن عبد العزيز ، شباب ونساء وأطفال وشيوخ هذا الوطن خرجوا في وداعه وهم يعتصرهم الالم ، للتعبير عن عواطفهم ومشاعرهم حزناً ـ تعبير عميق ـ للوفاء والحب لهذا الملك اتشحت أرجاء البلاد بالسواد فطفقت تبكيك الطيور والأشجار لقد سكن الحزن والألم في نفوس الجميع ، لقد شكلت فينا نسق الحياة الشامخة المفعمة بالحب والبذل والسخاء والعطاء السرمدي ، رحل عبد الله بن عبد العزيز شامخاً يعانق السماء ليترك فينا فراغاً كبيراً .. للعظماء تاريخ من العطاء وقد شملنا فيض ذلك العطاء السامق فالعظماء لايموتون وتظل مآثرهم لايموحها غياب الجسد ، ستظل حياً بيننا بانجازاتك ومواقفك وسوف تظل طلتك البهية وابتسامتك المشرقة نابضة بالحياة تسكن في قلوبنا بقدر ماخلدته في وجدان هذا الوطن والأمة وما قدمته من عطاء لايمكن ان نختزله في كلمات . كل الكلمات والمعاني في نعيك قاصرات لقد افتقدناك اليوم بعد ان رحلت بهدوء عن دنيانا .. سترقد في ذاكرتنا مساحات من الحزن الغائب ، ستظل في قلوبنا كما حملتنا في قلبك ستظل في قلوبنا وعقولنا وبين جوانحنا وفي ذاكرة هذا الوطن وحب الناس ، سوف نذكرك دائماً ونستعديك دائماً حين يجتاحنا الحزن والألم ولن نمحوك من ذاكرتنا ندعو لك دائماً بالرحمة والمغفرة . ستظل متوهجاً بدواخلنا كالشمس بحبك السامق الذي تغلغل في نفوسنا وقلوبنا فقد تركت أنبل المعاني وأعظم القيم الانسانية في نفوسنا تذكرنا بالماضي التليد والحاضر المجيد واستشراف المستقبل المنير الزاهر مستقبلاً اخضراً واحداً متوحداً نتطلع اليه في شوق يتوق الى الاعالي ومستقبل العطاء مع عهد خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الامير مقرن وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف ..

مشاركة :