الثابت والمتغير في السياسة السعودية

  • 1/29/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

اهتمت وسائل الإعلام الأجنبي بتأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- على انه لا تغيير على السياسة السعودية وهي رسالة طمأنينة لدول العالم، تؤكد استمرارية نهج المملكة الواضح في قضايا عدة، فالاستمرارية بالعرف السياسي والملكي السعودي تعني أن الثوابت السياسية للدولة ليس عليها تعديلات او تغييرات، ومن أهمها استمرارية نهج الاعتدال والوسطية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وإدامة السياسات النفطية، ومحاربة التطرف والإرهاب، وتنويع العلاقات الدولية وتعزيز الراسخ منها. كافة التحليلات السياسية التي نشرت في الصحافة الاجنبية، تداولت نقاطا هامة مثل الانتقال السلمي للسلطة، والحسم والحزم لدى الملك، وادخاله دماء جديدة في منظومة الحكم، وتناولت التحديات التي تفرض نفسها على أي صانع قرار في إقليم ملتهب لدولة تعد ركيزة إستراتيجية في المنطقة، وبهذه الانتقالية السلسة، اكدت المملكة أنها دولة لها تاريخها السياسي الطويل والعريق، ولديها من التكتيك السياسي، ما يجعلها قادرة على هضم واستيعاب أية عقبات، وتحديات. يقول جيدو شتاينبرج، الخبير بالمعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية: إن الانتقال السلمي (للسلطة) مؤشر على نجاح النظام السياسي في السعودية اما بعض الخبراء في الصحف الغربية، فقد أجمعوا على ان السعودية مقبلة على تسريع في وتيرة الإصلاحات. فقد أكد جوان كول استاذ التاريخ السياسي في جامعة ميتشجن على أن المملكة صانت أمنها الاجتماعي والسياسي، بمزيد من الإنفاق على برامج الرعاية المحلية ومن المعلوم ان عامل الاستقرار الداخلي في كل السياسات الدولية، هو الأساس، فقوة السياسة الخارجية لأي دولة، هي انعكاس لقوة السياسة الداخلية، وهي مرتبطة دائما بحجم التأييد الشعبي، وحجم الحصانة الوطنية، وبحجم الرضا العام، وبحجم المنجزات، وفيما يتعلق بحجم التأييد فالملك سلمان- يحفظه الله- يحظى بتأييد شعبي واسع، واما التغييرات في الصفوف القيادية العليا، فقد وجدت تأييدا وترحيبا واسعا لدى الشارع السعودي. أما بروس ريدل- وهو مستشار لأربعة رؤساء أمريكيين، وشغل منصب مستشار الشرق الاوسط وجنوب اسيا في مجلس الامن القومي الامريكي، وأحد الزملاء البارزين في مؤسسة ابحاث بروكينجز- فقد قال: في الوقت الذي يواجه فيه العالم العربي أسوأ أزماته الاقتصادية والسياسية والأمنية، فان الأسرة الملكية تسعى ومنذ عقود الى تقديم السعودية كواحة للأمن والاستقرار والقوة، لاسيما في ظل تدهور الوضع في الإقليم وفي اليمن المجاورة فالأمن والاستقرار هما من عوامل قوة الدولة ووعي المجتمع». كما ان مجلة فورين بوليسي، قالت ان المملكة امام تحديات عديدة داخلية وخارجية تتمثل في محاربة تنظيم القاعدة والارهاب وتنظيم داعش، وبعض الخلايا النائمة فالنجاحات التي تحققت على الصعيد الأمني والتطوير والجهوزية في الجانب العسكري، من معالم الاستقرار والقدرة على مواجهة أي تحد، فقوة الجبهة الداخلية، كشفت حصانة المواطن، وثقته بالقيادة، ووعيه لما يجري في المنطقة من اختلالات وصراعات واجندات. أما صحيفة الجارديان، فقالت ان التحديات الأمنية ستكون الخطر الذي يواجه الحكم الجديد، بسبب صعود تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية، وتوسع الاضطرابات في اليمن وسيطرة الحوثيين على مرافق السلطة السياسية، والخطر الإيراني على دول الخليج والمنطقة رغم الرسائل الدبلوماسية الايرانية مؤخرا، وأكدت أيضا على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، لديه خبرة واسعة في مجالات الحكم الرشيد، وله إسهاماته الكبيرة في الاعمال الخيرية والانسانية، وان ذلك سيمكنه من التعامل مع العديد من القضايا بنجاح. فقد توقع بعض الخبراء في الدوائر المتخصصة كمراكز الابحاث أن مرحلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ستشهد كغيرها من المراحل لمسات ايجابية في التطوير والتحديث والتنمية لا تقل عن مثيلاتها، فالملك- يحفظه الله- له تجربته في الإصلاح الإداري والتطوير التنموي، والخدمات المجتمعية، وهي مقومات رئيسة للاستقرار. ان تحليل الخطاب استنادا الى تجربة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الثرية في القيادة والإدارة دفعت البعض لاستشراف ملامح خطاب المرحلة القادمة والذي قد يتمثل من وجهة نظرها بالمعطيات التالية: 1- تعزيز مسارات الحزم والنزاهة والشفافية والرقابة ومكافحة الفساد، والإصلاح الإداري والتنموي. 2- تعزيز دور مجلس الشورى، ودعم الانتخابات البلدية والغرف التجارية، والاهتمام بالأندية الأدبية والهيئات الصحافية وتعزيز مكانتها ودورها في المجتمع. 3- الاهتمام بالعمل الخيري عبر إنشاء هيئة عليا للمؤسسات الأهلية والخيرية، تخطط وتشرف على تطوير الخدمات المجتمعية غير الحكومية. 4- تعزيز الامن والاستقرار الداخلي ومكافحة الإرهاب، وتعزيز كفاءة وجهوزية المؤسسة العسكرية، والتعامل مع التحديات ومصادر التهديد بقوة. 5- وهناك من يتوقع إنشاء هيئة او لجنة ملكية عليا لإعداد ميثاق وطني، يجدد فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حيوية الدولة السعودية. محلل سياسي

مشاركة :