السياسة الأمريكية.. الثابت والمتغير بين بايدن وترامب

  • 11/9/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لعقود استمرت هيمنة الولايات المتحدة من خلال أدواتها العسكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية.. هيمنة استمرت ذروتها بحسب المراقبين منذ سقوط حائط برلين وحتى الأزمة المالية العالمية. وخلال هذه الفترة، تدخلت واشنطن في العديد من الأزمات حول العالم بشكل مباشر، قبل أن يشهد ذلك التوجه تراجعاً كبيراً مع قدوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي رفع شعار “أمريكا أولا”. بداية هذه التدخلات العسكرية كانت في حرب الخليج الثانية عام 1991، وكذلك  تدخلت عسكريا  في أفغانستان للقضاء على حركة طالبان عام 2001، وفي العام  2003 دخلت القوات الأمريكية العراق لإسقاط نظام صدام حسين. ومع اشتداد الأزمة المالية العالمية عام 2007، بدأت هذه الهيمنة الأمريكية تنحسر  شيئا فشيئا، بعدما قلصت الإدارات المتعاقبة أعداد قوات واشنطن خارج البلاد. إلا أن ذلك الانحسار لم يمنع واشنطن من التدخل عسكريا في سوريا عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي،  لكن المراقبين ما زالوا يجمعون على أن تراجع الدور الأمريكي عالمياً تضاعف بشدة، منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017. فمع إعلان  ترامب نيته سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان والعراق، بدأت مرحلة انكفاء الولايات المتحدة على نفسها. وأدت سياسة “أمريكا أولا” التي أطلقها ترامب إلى التأثير في علاقة واشنطن بحلفائها الأوروبيين، وبحلف الناتو وحتى بالمجتمع الدولي كله. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>   ومع قدوم جو بايدن تفاءل البعض، إلا أن الانسحابات الأمريكية العسكرية تواصلت، في ظل غضب الاتحاد الأوروبي من غياب التنسيق المسبق معه. ومع اكتساب الصين وروسيا مزيداً من النفوذ، تحول العالم إلى حقبة  تعدد الأقطاب، غير أن كثيرين يرون أن الولايات المتحدة لم تفقد بعد  التفوق العسكري  والاقتصادي و أن صوتها لا يزال هو الاعلى حتى الآن. ومع اقتراب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من إتمام عامه الأول داخل البيت الأبيض، تظل تحديات داخلية ورثها عن سلفه قائمة حتى الآن، فالعنصرية والتمييز العرقي  والهجرة غير القانونية وإنعاش الاقتصاد، كلها قضايا على إدارة بايدن التغلب عليها.   frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> في هذا السياق، قال كبير الباحثين في معهد الأمن القومي الأمريكي، ليستر مونسون، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم يستخدم الشعار الذي استخدمه سابقه، ترامب، “أمريكا أولا” أو سياساته. ولفت إلى أن قراراته خاصة الانسحاب من أفغانستان لاقت انتقادات كبيرة في العديد من الأوساط التي رأت أن الوضع لم يكن يمثل تهديداً للولايات المتحدة ويستدعي سحب قواتها.   frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> فيما قال الباحث في العلاقات الدولية، جان فنست بريست، إن الجميع في أوروبا كان يأمل أن يأتي بايدن بتغيير ما فعله ترامب خلال ولايته، إلا أنه عقب مرور عدة أشهر لم يتغير شيء حتى الآن. وأشار إلى أن الأزمة الأخيرة مع فرنسا بشأن صفقة الغواصات جعلت الأوربيين لا يثقون كثيرا في التغيير وتلاشت الآمال التي كانت لديهم عند انتخاب بايدن.   frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>   من جانبه، قال الباحث السياسي، إد مارتن، إن المشكلة الحالية في الولايات المتحدة هي “جو بايدن”، إذ أصبح شخصا غير قادر على الإدارة بشكل مفاجئ، فلم يعد قادرا على التعامل مع الاقتصاد ولا جائحة كوفيد -19، بالإضافة إلى ملف الهجرة. ورأى أن ترامب أمّن الحدود، إلا أن بايدن أعاد فتحها وأصبحت الولايات المتحدة تواجه مشكلة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى اللاجئين الأفغان الذين يأتون دون التقصي بشأنهم. وأضاف أن بايدن عندما ذهب إلى قمة المناخ في جلاسكو تحدث بشكل غير صحيح، مشيراً إلى أن الرئيس الأسبق، باراك أوباما، يلقي خطابات كي ينقذ موقف الديمقراطيين اليساريين، معتبراً أن الديمقراطيين يخسرون يوما بعد الآخر قدرتهم على الحكم، وهو الأمر الذي توضحه الانتخابات. وأشار مارتن إلى أن هناك قلقا كبيرا بشأن الاقتصاد الأمريكي، لافتا إلى تصريحات وزير الطاقة بأن الولايات المتحدة رهينة من قبل أوروبا بعد أن كانت مستقلة عن “أوبك” خلال حقبة ترامب، مضيفا: “لا يوجد لدينا الآن قائد قادر على إدارة البلاد”.   frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> في ذات السياق، قال المستشار بإدارة العمليات الانتخابية في الحزب الديمقراطي، كريج كاتز، إن إدارة بايدن تحاول أن تتخذ منهجا أكثر إنسانية وشفقة فيما يتعلق بملف الهجرة والقادمين عبر الحدود، على عكس الإدارة السابقة، وهو أمر ليس بالسهل.

مشاركة :