خواطر.. من الأعماق 2-2

  • 1/29/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد إنهاء إجرءات التعيين، والذي كان في ميناء الملك عبدالعزيز، والسكن كان مؤقتا بفندق الجابر بالدمام، والذي كان الوحيد الذي يتماشى مع الدخل البسيط، ولا أنسى مديره العم علي «رحمه الله» والذى قدّر ظروفي ووقف معي بأجر يومي لا يتجاوز عشرة ريالات في غرفة جماعية، وخصّني بعناية أبوية، وقال: اطمئن لن يسكن معك أي زبون!! وكنت أحرص على ان أكون على رصيف أحد شوارع الدمام انتظر وسيلة النقل الجماعية للذهاب للعمل الساعة الخامسة صباحا، للوصول مبكراً لمقر العمل بالميناء في قسم الأرشيف، وأتذكر بالرغم من انني مستجد، اقترح رئيسي بالقسم (القحطاني) ان أكون من ضمن لجنة مصغرة للقيام بجولة للكثير من المستودعات الكبرى للتأكد من إجراءاتها الجمركية حسب النظام، ومن الطريف أنني ومع ضعف الخبرة وفورة الشباب كنت حاسماً في التعامل بحزم مع البعض، ورفضت الكثير من الإغراءات المادية لتسهيل معاملاتهم!! ومرت الأيام الأولى بسلاسة ووجدتها فرصة بأن أبدأ زياراتي التعارفية لصحيفة اليوم، واللقاء برئيس تحريرها حينذاك - الله يذكره بالخير - الأستاذ حسن المطرودي، والذى كان له دور بارز في خلق روح جديدة بتعاون صحفي بحكم تجربتي المتواضعة في عدة صحف، ممّا ساهم في إعادتي للجوّ الصحفي بالعودة للكتابة ضمن كوكبة من كبار كتاب المنطقة، وكانت الانطلاقة المتواضعة بهذه الصحيفة العريقة، والتى أحمل لها كل الحبّ والوفاء، تجددّت مع مرور الوقت حتى بعد مغادرتي المنطقة الشرقية، والتى أيضا شعرت أن فراقها صعب بعد ان عشت فيها أياماً لن أنساها ما حييت؛ لعدة عوامل إنسانية، من أهمّها طبيعة وخصوصية أرضها وحسن أخلاق وبساطة أهلها، تركتها مرغما جسداً والقلب معلق بها حتى اليوم!. صحيفة اليوم ارتبطت بها ارتباطاً روحياً، ممّا جعلني أعود اليها قبل حوالي ربع قرن من خلال رئيس تحريرها السابق الأخ خليل الفزيع، كمدير للتحرير بمكتبها بالرياض. والآن أعود لها من خلال رئيس تحريرها الأخ والصديق الخلوق د. عبدالوهاب الفايز، وأتمنى ان أكون عند حسن ظنّ القارئ الذي هو المشجّع الأول لي وعساني بإطلالتي الأسبوعية أكون ضيفا خفيفاً عليه. أتمنّى ذلك.

مشاركة :