أحتفظ لصحيفة اليوم بذكريات لن أنساها ما حييت خاصة مع بداية تأسيسها كأول صحيفة تصدر في قطعة غالية من وطننا الحبيب (المنطقة الشرقية) ربطني القدر بها عام 1388هـ عندما كنت أعيش فرحة عمر وبداية تحقيق أول خطوة عملية في حياتي بعد ان شمّرت عن ساعدي بالبحث عن وظيفة حكومية بأن دخلت نظام المسابقات ونجحت بالتعيين حيث صمّمت على تحقيق الخطوة الصعبة الأولى لتغيير مسار حياتي، وكان مطلوباً من ضمن شروطها القبول القهري للانتقال لموقع آخر لمباشرة الوظيفة وكم كانت تلك الحقبة بالنسبة لي قاسية بأن أغادر عروس البحر الأحمر جدة التى درست بها سنين طويلة ومارست هوايتي الصحفية في صحافتها تعلّمت فيها صياغة الحرف أسهر الليل بمطبعة الأصفهاني لتصحيح مقال او خبر حروفه بالرصاص حتى يخرج اول عدد من الصحيفة التى كنت أمارس هوايتي بها. وجدة التى ارتبطت فيها بعلاقات اجتماعية وصحفية ودبلوماسية لا حصر لها كان من الصعب علي فراقها! لكن العزيمة وتشجيع الوالدة ربي يحفظها والزملاء كانا حافزا لي بأن لا أضيّع الوظيفة براتبها الذى كان حينذاك حوالي ٤٥٠ ريالًا!!.وان أنظر للأمام والمستقبل المجهول وتوكلت على الله عام ١٣٨٨هـ ووصلت للدمام وباشرت في المديرية العامة للمالية والجمارك وكان رئيسها الشيخ حمد المبارك ومديري ناصر القلاف رحمهما الله وغفر لهما واللذان سبقتني لهما توصيات من أصدقاء لهما بجدة حيث كانت الجمارك بالمنطقة الغربية على ما اتذكّر هي المرجعية الإدارية لهما. أصابني في الأيام الاولى لوصولي للمنطقة الشرقية نوع من الاكتئاب والإرهاق النفسي شوقا بحنين لمرتع الصبا والشباب جدة بكل ما فيها والدة وأصدقاء وصحافة وأجواء كانت أقوى من ارادتي وكدت أضحّي في لحظة ضعف كانت بداخلي وفكّرت بالعودة اليها. لكن أنت تريد وأنا أريد والله سبحانه يفعل ما يريد... للحديث بقية.
مشاركة :