متابعة: مها عادل إذا كانت الثورة التكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أسهمت في تحسين حياة الإنسان بوجهها المشرق، فإنها من حين لآخر تلقي بظلال من الشر على عقول أطفالنا ومستقبلهم.بعد اكتشاف خطورة «الحوت الأزرق» الإلكترونية التي أوقعت العديد من الأطفال والمراهقين حول العالم في شباكها ودفعتهم نحو الانتحار، ظهرت مؤخرا لعبة «بوبجي» وتعد أكثر خطورة لأنها تقود ضحاياها من الأطفال والمراهقين نحو العنف والقتل والاعتداء على الآخرين، بسبب ما تتضمنه من عنف وإرهاب وآخرها قضية طالب مصري اعتدى على معلمته بالإسكندرية وطعنها حتى الموت لمجرد رغبته في تطبيق قواعدها على أرض الواقع.وفي محاولة للتصدي لهذه اللعبة المدمرة لنفسية وعقول ومستقبل أطفالنا نلقي الضوء على أخطارها، خاصة أنها متوفرة على الهواتف الذكية وفي متناول الصغار والمراهقين.تقوم فكرة «بوبجي» على أن يلعب بعض الأشخاص على هيئة فِرق بحيث يقومون باختيار مكان آمن لهم ويتم جذب بقية اللاعبين ليأتوا إلى المكان ليتم قتلهم بطرق مختلفة، ومع مرور الوقت ونقص اللاعبين تحتم عليهم أن يقتلوا بعضهم البعض والخروج بآخر لاعب ليكون هو بطل تلك المعركة.أكد العديد من علماء النفس والاجتماع على خطورة ممارستها في التأثير النفسي والإدمان وسلب الإرادة والتجاوزات الأخلاقية بها من حيث شكل ملابس اللاعبين والتجاوز في حدود العلاقات فيما بينهم داخل اللعبة.أفادت تقارير أن «بوبجي» لها آثار خطيرة بسبب طبيعتها العنيفة التي تعتمد على القتال والمعارك في أجواء من الأكشن يقوم ببطولتها اللاعب نفسه ويتحاور مع آخرين من كل أنحاء العالم بصوته وشخصيته، لدرجة أنها أدت إلى قتل طالب في الصف الأول الثانوي بالإسكندرية لمعلمته، طعنًا بالسكين. كما تسببت اللعبة في تخريب العلاقات الاجتماعية والزوجية للدرجة التي وصلت ببعض الأزواج إلى إحدى محاكم بغداد طلبًا للطلاق بسببها، ونقلت قناة السومرية أكتوبر الماضي عن مسؤول أمني أن خلافاً حدث بين صديقين من كركوك، كانا يلعبان «بوبجي»، مبيناً أن شجاراً اندلع بحجة أن صديقه لم يسعفه أثناء اللعب، ما أدّى إلى مقتله على الفور، وكان أحد الصديقين أشهر سلاحه وأطلق ذخيرته الحيّة وأصاب مدنياً يقف في باب بيته يشاهد الشجار الحاصل.ومؤخراً قُتل شاب في مدينة سوران العراقية أثناء محاولته تقليد اللعبة مع صديقه ولم يكن يدري أنّ سلاحه محشو، كما واجهت «بوبجي» اتهامات بأنها بوابة خلفية للتنظيمات الإرهابية، حيث اعتمد الخبراء في تقاريرهم على أنها تقوم على فكرة العنف وقتال الشوارع واقتحام المنازل بشكل عشوائي لنشر مبادئه السلبية التي تحدث إراقة الدماء والقتل.صدر في كردستان العراق قرار بتحريمها للآثار الخطيرة التي تخلفها بالمجتمع من إفساد العلاقات الاجتماعية وإبراز سلوكيات غير أخلاقية، مما دفع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لتحريمها في بيان قال فيه: إنه تابع عن كثب ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ألعاب تخطف عقولَ الشباب خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخرًا من لُعبة تُدعى «بوبجي» وما يماثلها، وتستهدف جميع الفئات العمرية، خاصة هذه الشريحة العمرية وتعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق. وأوضح أنها تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدِم أساليبَ نفسيةً معقَّدةً تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى.
مشاركة :