رغم شعبيتها الكبيرة عالميا بين فئات الأطفال والشباب بل والكبار أيضا.. إلا أن «لعبة بوبجي» أصبحت من المحظورات بعدة دول بعدما تأكد للجميع نشرها العديد من السلبيات بين مستخدميها، بالإضافة إلى ظهور أساليب جديدة للعنف عالميا تحاكي اللعبة الشهيرة. ومؤخرا نشر أحد المواقع المختصة بالتكنولوجيا إحصائية عالمية تؤكد أن أكثر من 200 مليون مستخدم يلعبون البوبجي، فهي ليست فقط أكثر ألعاب الجوال شعبية في العالم، بل هي أيضا في صدارة الأرباح، وجمعت أكثر من 146 مليون دولار الشهر الماضي من العائدات.» استجابة طبيعيةيقول الإخصائي الاجتماعي في وحدة الخدمات الإرشادية بالقطيف عبدالإله التاروتي: يبدو للمتابع أن مسألة مناقشة مشكلة لعبة «بوبجي» تخطت في آثارها البعد الفردي الخاص للمشكلة، بل أخذت تتصاعد سلبا في الكثير من المحطات الاجتماعية وهذا ما يجعل مناقشة موضوعها ضمن الأطر العليا لأمن المجتمع، نظرا لتداعياتها على السلم والأمن الاجتماعي، ولا يمكن إلقاء المسؤولية على جهة بعينها بل هي مسؤولية الجميع، وأعني بذلك كافة مؤسسات المجتمع المدني في أطيافه المتعددة أفرادا وجماعات، وعليه فإن عرض هذه اللعبة على منصة مجلس الشورى استجابة طبيعية لرسم الخطة العملية التي تعين على تقنين الإجراءات القانونية التي تسهم في حفظ المجتمع من كل ما قد يتعرض له من إساءة بشكل مباشر أو غير مباشر.» الوصول للهدفوأضاف التاروتي: لعبة البوبجي أصبحت واحدة من الأزمات التي ينبغي معالجة تداعياتها منذ البداية نظرا لآثارها السلبية التي تنتج عنها، كما تسهم اللعبة في العديد من الجرائم الأخلاقية والعنف في السلوك بشتى أنواعه.واللعبة تقوم على مبدأ (أنا ولا شيء غيري)، فإن كل ما يعترض طريق تحقيق الرغبات والنزوات للشخص أصبح بمثابة الخصم والعدو الذي يجب إزالته وإزاحته عن طريق تحقيق الهدف بأي وسيلة كانت، مشروعة أو غير مشروعه، وأصبح المهم الوصول للهدف.» تطبيق القانونوقال استشاري علم النفس د. جمال الطويرقي: لا نحتاج لنص قانون جديد وننصح بتطبيق قانون منظمة الصحة العالمية الأمريكية للأطفال المراهقين، ففي دول أوروبا وألمانيا يوجد قانون الألعاب وعدد الساعات التي يتعرض لها الطفل للأجهزة الذكية أو الإلكترونية، الطفل من سن الثالثة يجب ألا يتعرض لها حتى لا يُصاب بسمات التوحد ويتم تشخيصه على أنهُ مُصاب بالتوحد، من سن الثالثة إلى الخامسة نصف ساعة، ومن خمس إلى عشر سنوات ساعة، ومن العاشرة إلى الثامنة عشرة ساعتين، وما نُشاهده الآن يصرف وقته بالجلوس من أربع إلى ست ساعات.وأضاف: الألعاب سابقا كانت بريئة ولا تدفع للكراهية والقتل، والشرق الأوسط يفتقد تشريعات وقوانين تمنع الأشياء المؤثرة على المجتمع، وبالتالي أصبح لدينا فئة مُدمنة للألعاب ومن السهل استمالتها فكريا مثلما يحدث في المنظمات الإجرامية.» تغير بالتصرفاتوقالت المواطنة أم محمد إن طفلها البالغ من العمر خمس سنوات، يلعب ألعابا إلكترونية بسيطة وتتناسب مع عمره وطفولته، وفي الفترة الأخيرة لاحظت تغير بعض التصرفات في شخصيته، وكان من ضمنها الأمر الذي فاق ما تخيلت أن يصل إليها ابني عندما شاهدته يجلب سكينا من المطبخ حين يختلف مع أبناء إخوتي ليدافع عن نفسه بها، وحين سألته عن سبب ذلك قال لي إن هناك لعبة يراها في جهاز ابن خاله وهو يلعبها يستخدمون فيها أسلحة منها السكين وغيرها للدفاع عن أنفسهم.» مقاومة الإدمانواستطردت قائلة: عانيت لفترة طويلة جدا لطرد فكرة لعبة «بوبجي» من مخيلته، حتى أنني في فترة من الفترات كنت أشتري له ألعابا حين عودتي من العمل ولكنه بلغ من الإدمان على مشاهدتها أنه كان يبكي قبل النوم يطلب مني تحميلها ليوم واحد فقط، إلى أن استعنت بالله ثم بمرشد أسري قام بدعمي ببعض الإرشادات لتطبيقها معه، وما زلت في أوج فترة المقاومة معه.» المراكز الصيفيةذكرت المواطنة أم راشد عن معاناتها مع ابنها البالغ من العمر تسعة عشر عاما باستمراره باللعب طوال الصباح والنوم إلى منتصف الليل حيث لا يوجد وقت لرؤيته، وحين أبلغته بذلك غضب وطلب منها عدم التدخل، ولم أتمكن من السيطرة عليه إلا بعد تدخل أخوه الأكبر لتوعيته وإلزامه بالذهاب إلى مركز صيفي لتغيير روتين يومه.» السلبيات كثيرةوعبرت المواطنة خديجة مهدي عن مخاوفها حول لعبة البوبجي قائلة: علمت أن شقيقتي حملت اللعبة ولم يمض يوم إلا أمرتها بحذفها لمدى خطورتها على المجتمع وخاصة المراهقات لما تحمله من سلبيات كثيرة.
مشاركة :