لم يستبعد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير مساء السبت فرض حالة الطوارئ في البلاد تلبية لطلب عدد من النقابات والشرطة، لمواجهة احتجاجات "السترات الصفراء" المستمرة منذ 17 تشرين الثاني/نوفمبر. قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير ردا على سؤال يتعلق بسبل مواجهة احتجاجات حركة "السترات الصفراء" وعن احتمال فرض حالة الطوارئ في البلاد تلبية لطلب عدد من النقابات والشرطة مساء يوم السبت، إنه مستعد للنظر في إمكانية فرضها من أجل تعزيز الأمن في البلاد. وصرح الوزير لشبكة "بي اف ام تي في" الفرنسية مساء السبت "ندرس كل الإجراءات التي ستسمح لنا بفرض مزيد من الإجراءات لضمان الأمن". مضيفا "كل ما يسمح بتعزيز ضمان الأمن. لا محرمات لدي وأنا مستعد للنظر في كل شيء". وكانت فرنسا فرضت حالة الطوارئ بعد الاعتداءات المسلحة الدامية في باريس سنة 2015. وقبل ذلك فرضتها أيضا بعد اضطرابات شهدتها الضواحي في تشرين الثاني/نوفمبر 2005. حساب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر Dès demain à mon retour j’ai convoqué une réunion interministérielle avec les services compétents. Je respecterai toujours la contestation, j’écouterai toujours les oppositions mais je n’accepterai jamais la violence. Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) 1 décembre 2018 في نفس السياق, اعتبر كاستانير (52 عاما) أن مرتكبي أعمال العنف في باريس السبت هم من "مثيري الانقسام والشغب". وتابع أنه قد "تم التعرف على حوالي 3000 شخص تجولوا في باريس" وارتكبوا مخالفات "مما جعل تدخل قوات حفظ النظام أصعب". وشدد المسؤول الفرنسي الذي تم تعيينه على رأس الداخلية في 16 تشرين الأول/أكتوبر، خلفا للوزير السابق المستقيل جيرار كولومب، على أن "كل وسائل الشرطة والدرك والأمن المدني تم حشدها اليوم" السبت في باريس والمناطق، موضحا أن 4600 شرطي ودركي نشروا في العاصمة. وكانت نقابة الشرطة "أليانس" طلبت مساء السبت فرض حالة الطوارئ الذي اقترحته أيضا نقابة مفوضي الشرطة الوطنية. وقال نائب رئيس ثاني أكبر نقابة للشرطة فريديريك لاغاش "نحن في أجواء عصيان". وأضاف "يجب التحرك بحزم". كما أوضحت نقابة "أليانس" في بيان أن أنها تطالب "بتعزيز من الجيش لحماية المواقع المؤسساتية والسماح بذلك لقوات التدخل المتحركة بالتحرك". حساب وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانر على تويتر Avec nos policiers et gendarmes.Ils sont l’honneur et la fierté de la République. pic.twitter.com/jOGnelyJ9H Christophe Castaner (@CCastaner) 1 décembre 2018 وكتبت نقابة مفوضي الشرطة الوطنية "في مواجهة حركات عصيان، يجب التفكير في إجراءات استثنائية لحماية المواطني وضمان النظام العام، وحالة الطوارئ جزء من هذا". وأكدت في بيان أن "الشرطيين يرفضون العمل كأدوات بسبب استراتيجيات انتظار لا تؤدي سوى إلى تشجيع أعداء الجمهورية". وطالبت بأن "تتحلى الحكومة بالشجاعة لاتخاذ الإجراءات التي يسمح بها القانون والدستور وتصل إلى حد فرض حالة الطوارئ ". من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لن يرضى "أبدا بالعنف" الذي اندلع السبت في باريس على هامش تحرك احتجاجي لحركة "السترات الصفراء"، لأنه "لا يمت بصلة إلى التعبير عن غضب مشروع". مضيفا أن "مرتكبي أعمال العنف هذه لا يريدون التغيير، لا يريدون أي تحسن، إنهم يريدون الفوضى: إنهم يخونون القضايا التي يدعون خدمتها ويستغلونها. سيتم تحديد هوياتهم وسيحاسبون على أفعالهم امام القضاء". حساب نقابة الشرطة الفرنسية "أليانس" على تويتر INSURRECTIONNEL !!Ce samedi 1er décembre a été marqué par une 3eme journée de violences sur Paris et l’ensemble du territoire.@alliancepolice dénonce la situation qui est ce soir insurrectionnelle, les paroles et messages de soutien @Place_Beauvau@CCastaner ne suffisent plus ! pic.twitter.com/8pVW853M4U ALLIANCE PN (@alliancepolice) 1 décembre 2018 وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، إن حكومته ملتزمة بالحوار، وشدد على ضرورة احترام القانون، كما أعرب عن صدمته من الهجوم على رموز فرنسية. وأضاف فيليب أن العدد الكلي للمحتجين في أنحاء البلاد بلغ 36 ألف محتج بينهم 5500 في باريس. وقالت الشرطة إنها اعتقلت نحو 205 شخصا، فيما أصيب أكثر من 65 شخصا بينهم 11 من قوى الأمن، وسط مخاوف من تسلل مجموعات تنتمي لأقصى اليمين وأقصى اليسار إلى حركة "السترات الصفراء". كما سجلت الشرطة إقامة 582 حاجزا في فرنسا فيما تم إغلاق مطار نانت في غرب فرنسا لفترة قصيرة بعد أن وصل المحتجون إلى مدرج إقلاع وهبوط الطائرات. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 02/12/2018
مشاركة :