تحتفل وزارة الثقافة بمئوية الشيخ زايد عبر تنظيم احتفالية كبرى تقيمها خلال الأيام المقبلة، وذلك حسب تأكيدات عدد من مسئولى العمل الثقافى بالوزارة، كما سيخصص اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى مصر جناحا خاصا للشيخ زايد احتفالا بهذه المئوية، مبرزا للتعاون الوثيق فى جميع مجالات الثقافة بين البلدين، إذ ترتبط مصر ودولة الإمارات العربية الشقيقة، بعلاقات استراتيجية وطيدة تجمع بين البلدين والشعبين فى جميع المجالات، فلا يكاد يمر يوم إلا وتتوطد أشكال التعاون بين البلدين الشقيقين فى المجال الثقافى بشكل لافت للنظر، للاستفادة مما تملكه البلدان من إمكانيات هائلة على مستوى التاريخ المشترك أو المستقبل المشرق مع استمرار التعاون الفريد.وظهر هذا التعاون فى أبهى صوره خلال الأيام الماضية بعدما شاركت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية، فى افتتاح العديد من الفعاليات الثقافية الكبيرة التى تنظمها الإمارات، مثل معرض الشارقة للكتاب، ومهرجان البردة للشعر فى أبو ظبي، بينما يحرص الشيخ سلطان القاسمى على حضور الكثير من الفعاليات الثقافية والسياسية المصرية مثل ملتقى شباب العالم فى نسخته الأخيرة التى عقدت فى شرم الشيخ.وحول هذه العلاقات وأهميتها قالت «عبدالدايم»، خلال افتتاح مهرجان الشارقة: إن العلاقات المصرية الإماراتية قوية وكبيرة فى جميع المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، مؤكدة على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتى اكتسبت فى الآونة الأخيرة أهمية متزايدة نظرا للقضايا والمصالح المشتركة على كل المستويات.وأشارت عبدالدايم، إلى أن المشاركة المصرية فى المعرض تعكس الصورة البراقة للحراك الفكرى فى المجتمع؛ وتبرز العديد من إبداعاته، كما تشير إلى التأثير الفكرى والفنى للمبدعين المصريين إقليميًا ودوليًا، مشيدة بالتواجد الدولى فى الفعاليات التى وصفتها بإحدى الصور النموذجية لتقديم الثقافة العربية إلى حضارات العالم. وقد عبر أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة عن حبهم لمصر شعبا وحكومة، بشكل عملى عن طريق إنشاء كثير من المشاريع الثقافية فى مصر، من أهمها إنشاء دار الوثائق القومية فى الفسطاط، وترميم دار الكتب فى باب الخلق، كما كان للإمارات أياد بيضاء على اتحاد الكتاب المصريين.وفى عام ٢٠١٥، افتتح رئيس الوزراء المصرى الأسبق إبراهيم محلب، وحاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الذي أكد على أن فضل مصر كبير على الخليج بصفة عامة والإمارات بشكل خاص، وذلك بعد انتهاء أعمال الإنشاء والتجهيز التى استغرقت سنوات، وتبلغ مساحة المبنى الجديد ٥٠٠٠ متر مربع، بتكلفة ٩٠ مليون جنيه. وقال الشيخ سلطان بن محمد القاسمى حاكم إمارة الشارقة: لا أظن أن قلبى خاو إلا أشارك مصر فى جميع أفراحها، وما أى عمل نقوم به ما هو إلا نقطة فى بحر عطاء مصر.وأضاف حاكم الشارقة، خلال كلمته فى حفل افتتاح دار الوثائق: جئت إلى مصر فى عام ١٩٦٥ كطالب علم فوجدت علوم الدين فيها، عشت بها خمس سنوات صعب عليا فراقها.. لدى لوحة وهى صورة لشارع البحر الأعظم تحتوى على سوق وميناء.. كنت أذهب إلى تلك المنطقة استمتع بها، كل ذلك محفور فى قلبى.. أنظر إليها فى اليوم ٦ أو ٧ مرات يوميا أقول لها سلام يا مصر، مهما ما غربوا بيكى أو شرقوا بيكى بحبك يا مصر.وتذكر «القاسمى»، أن أحد أصدقائه قال له «روح شوف النيل إزاى؟» فكان رده له «بحب مصر» قائلا: أتذكر أننى نسيت أهلى حينما عشت فى مصر.. أنا مستعد أن أدل أى مصرى إلى عنوان فى الجيزة أو القاهرة.وبعد حريق المجمع العلمى فى التحرير، أهدى الشيخ القاسمي، ٧٧٧٨ كتابا من أندر الكتب، إضافة إلى نسخة من كتاب «وصف مصر» هدية منه إلى المجمع العلمى المصري. وأكد حاكم الشارقة أنه بعد تعرض المجمع العلمى المصري، لحريق هائل يعتبر أنه من واجبه الشخصي، السعى إلى تعويض ذلك الفقد، لذا عمل على اقتناء كتب، ومصادر الدراسات المصرية، وأمهات المراجع ما أمكنه. كما جمع من مكتبته الخاصة ما هو جدير بتقديمه هدية متواضعة إلى المجمع العلمى اعترافا وعرفانا بالدور الحضارى الذى لعبه صونا للإرث الإنسانى والحضارى بالغ الأهمية. والإهداءات تضم العدد الأول من صحيفة «الأهرام المصرية»، ولوحات فنية تاريخية لمعبد «فيله» من الداخل، ولوحة لـ«روبرتس» فى ضيافة محمد على باشا، كما أهدى عددا كبيرا من اللوحات التى توثق التاريخ المصرى على مر العصور. وقال القاسمى: حينما احترق المجمع العلمى كانت الكتب تحترق بالداخل وكان قلبى يحترق معها.احتلت الدولة مرتبة الصدارة فى تأسيس ورعاية ودعم مبادرات وجوائز ثقافية عربية، إلى درجة أن هذه المبادرات حوّلت الدولة إلى مساهم رئيس فى إنتاج الثقافة العربية ونشرها.
مشاركة :