قل موتوا بغيظكم | نجاح أحمد الظهار

  • 1/30/2015
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

رحم الله أبا الشعب الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة واسعة، وأثابه على كل خيرٍ قدَّمه لشعبه، واتباعًا لوصية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بذكر محاسن موتانا، فإنَّ لخادم الحرمين الشريفين مآثر جليلة يعجز مقالي هذا عن تعدادها، فهي أمام كل مُبصرٍ واعٍ، ويكفي الإشارة إلى عنايته الخاصة بتوسعة الحرمين الشريفين لتكون دليلا ساطعًا على إنجازاته المباركة. أضف إلى ذلك نعمة الأمن والأمان التي يتمتع بها الشعب السعودي، في وقتٍ اشتعلت فيه الاضطرابات والقلاقل في كثير من الدول العربية، سُفكت فيها الدماء، ورمِّل فيها النساء، وتيتم فيها الأطفال، وتشرد بسببها الشيوخ والعجزة، وباتوا بلا مأوى، ولا مأكل، ولا مشرب، ولا مأمن. وقد سعى الحاقدون بكل وسائلهم الدنيئة إلى جَرِّ المملكة إلى هذا المستنقع الآسن، لكن بفضل الله ثم بفضل حنكة الدولة الرشيدة، وبفضل تلاحم الشعب مع قيادته مات الحاقدون بغيظهم. وهاهم تتوالى عليهم سكرات الموت غيظًا مرة تلو أخرى، حين جزموا في تخرصاتهم، بتمزُّق تلك الروابط المتينة في البيت السعودي، والتكهُّن بحدوث انشقاقات واضطرابات شعبية، بعد وفاة الملك عبدالله -يرحمه الله- فتطاولت رقابهم فرحًا، ورقصت قلوبهم طربًا في انتظار اللحظة الحاسمة التي طالما حلموا بها وسعوا إليها، فإذ بهم يفاجئون بانتقال السلطة بكل سلاسة، مع حزمة من القرارات الحكيمة، كل ذلك تم في أقل من ساعة، وتوالت البيعة من الكبير والصغير نساء ورجالاً. إنَّ هذا الانتقال السريع السلس للسلطة هو لطمة عنيفة مُدوِّية في وجه كل المغرضين الحاسدين، جعلتهم ينقلبون على أعقابهم خاسرين، ويرتدون إلى أوكارهم ناكسي الرؤوس، يجُرُّون أذيال الخيبة والمهانة. إنَّ انتقال السلطة بهذه المرونة لهو دليلٌ قاطعٌ على حنكة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، وولاة العهد– متَّعهم الله بالصحة والعافية وأمدَّ في أعمارهم- وهي دليلٌ كافٍ على رجاحة عقل الشعب السعودي، وإدراكه الواعي للتحديات الخطيرة التي تهدد أمنه وأمن وطنه، وتهدف للزجِّ به وبنسائه وأطفاله في ويلات الحروب ولعناتها، فلم يعبأ بتلك الحروب الكلامية والنفسية التي حاول المفسدون أن يشعروه من خلالها بأنَّه لا يتمتع بحق المواطنة الحُرَّة، وأنَّه مسلوب الرأي والإرادة، فرمى بكل تلك الأقوال في مزابل الفكر الملوَّث، وسارع بكل شجاعة وثقة بالالتفاف حول قيادته ليقطع الطريق على كل المتربصين الحاقدين، ويقول لهم (موتوا بغيظكم). فهنيئًا للشعب السعودي بقيادته الجديدة، التي مازالت تصدح منذ تأسيسها على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله - بأنَّ دستورها ومنهجها هو العقيدة الإسلامية، التي تنبع من الكتاب والسنة. ويكفينا فخرًا أنَّها الدولة الوحيدة التي تُعلن ذلك على كل الملأ بلا خوفٍ أو وجلٍ، بل بكل فخرٍ واعتزاز، وهنيئًا للقيادة السعودية بشعبها الواعي المحب للأمن والاستقرار، الصامد بإيمانه وعزمه في وجه كل حاقدٍ ومغرض. ندعو الله أن يرحم خير سلفٍ، وأن يبارك في خير خلفٍ، وأن يُهيئ لهم البطانة الصالحة الواعية الأمينة المخلصة التي تعينهم على الخير وتدلُّهم عليه. وعلينا ألاَّ نَمِلَّ أو نَكِلَّ من التضرع للمولى عزَّ وجل بأن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان، ولننظر في أحداث العالم حولنا حتى نستشعر هذه النعمة العظيمة التي ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم أنَّها من أعظم النعم فقال: (من أصبح منكم آمنًا في سربه معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنَّما حيزت له الدنيا بحذافيرها). اللهم آمنَّا في أوطاننا، وبارك لنا في ولاة أمورنا وأعنهم على ما فيه خير الإسلام والمسلمين. d.najah-1375@hotmail.com

مشاركة :