رأى رئيس حزب الوطن اليمني حسام الشرجبي، أن الوضع السياسي مقبل على ثلاثة احتمالات، دستوري يتمثل في قبول مجلس النواب استقالة الرئيس وانتقال السلطة إلى البرلمان، عدم قبولها وبقاء الرئيس فترة 90 يوما يحق له بعدها تقديم استقالته مجددا وعندها تكون ملزمة، ومن ثم يتم التحضير لانتخابات رئاسية خلال 60 يوما، والخيار الثالث استكمال الانقلابيين الاستيلاء على السلطة. وحذر في حوار لـ«عكاظ»، أن الفوضى قد تبدو هي البديل في حال استمر الانقلاب على مواقفه المتصلبة، والتي تدفع الأمور إلى حافة الهاوية. • اليمن اليوم من دون رئيس أو رئيس حكومة.. فما هي توقعاتك لهذا المشهد؟ •• من الناحية الدستورية البحتة.. وبموجب المادة (115) من الدستور، فإن قبول استقالة الرئيس من مجلس النواب، يعني انتقال السلطة إلى هيئة رئاسية من أربعة أشخاص من البرلمان. أما في حالة رفض الاستقالة فهذا يعني بقاء الرئيس في مهامه لفترة ثلاثة أشهر، يحق له فيها التقدم مجددا بالاستقالة مرة أخرى، لكنها ستكون ملزمة. أما بالنسبة للحكومة فهي مكلفة بتسيير الأعمال بعد استقالتها، لكن رئيس الوزراء وعددا من كبار مسؤولي الحكومة تحت الإقامة الجبرية. وبناء على ذلك فإن المشهد اليمني مقبل على سيناريوهات عدة، أولها تحكيم الدستور، وثانيها استكمال الانقلاب بفرض نظام حكم يحقق مصالحهم، وثالثا التوصل إلى اتفاق على أن لا ينفرد الانقلابيون بالسلطة، وفي كل الأحوال فإن أي خيار يجب أن يتضمن العمل لتحقيق المصالح الوطنية، وإلا فإن الفوضى هي البديل. • هناك من يرى أن الاستقالة وضعت الحوثيين وعلي صالح في مواجهة اقتسام السلطة، فما هي رؤيتكم؟ •• هذا ما يرى في العاصمة أو في دار الرئاسة بشكل أدق، وهو تبسيط للوضع السياسي المعقد في اليمن، والممتد لكثير من المحافظات والمدن. • ولماذا زادت حدة المطالبة بالانفصال في المحافظات الجنوبية بعد الاستقالات؟ •• السبب ليس في الاستقالة، فالجنوبيون وحدويون حتى النخاع، ولقد عملت مع الرئيس عن قرب ووجدت فيه النموذج لذلك، لكن السبب يكمن في كم الإهانات المتوالية التي تلقاها الرئيس ورئيس وزرائه وهما من الجنوب ولا يزالان تحت الإقامة الجبرية من قبل عناصر الحوثي، بالإضافة إلى عدد من الوزراء المنحدرين من المحافظات الجنوبية كوزير النقل المهندس بدر باسلمة الذي منع من السفر، فضلا عن محاولة اغتيال وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وهو جنوبي أيضا. • كيف تفسر جرأة الحوثيين على اقتحام دار الرئاسة، وهل صحيح أن هناك من تواطأ معهم؟ •• مجمع دار الرئاسة مكون من منزل الرئيس الذي يبعد قرابة عشرة كيلومترات من مكتب الرئيس، ومن ثم القصر الرئاسي حيث جرت الاشتباكات بين الحوثيين وعناصر الحرس الرئاسي، وللأسف هناك معلومات تشير إلى تواطؤ عدد من ضباط وأفراد الحراسة مع الحوثيين، وهو ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى في الحرس الرئاسي كان من بينهم أقرباء وأبناء عمومة للرئيس يعملون على حمايته. وما يؤكد تلك المعلومات هروب عدد من قادة وعناصر الحرس الرئاسي إلى عدن بعد سقوط دار الرئاسة. • وماذا عن صحة ما يتردد عن محاولة بعض الوزراء الهروب إلى عدن؟ •• لا أعتقد صحة ذلك، فلم يتداول عن هروب وزير من الحكومة، وجميعهم موجودون في العاصمة ويعملون على تصريف مهام الحكومة، رغم ضغط الأحداث الدائرة، والتي يجسدها بقاء الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية. • يتردد أن الرئيس يستعد للانتقال إلى عدن.. ما صحة ذلك؟ •• لقد التقيت به وأكد لي أنه لن يخرج إلى أي مكان حتى لا يقال عنه أنه انفصالي.
مشاركة :