الإعداد النفسي..علم غائب في أنديتنا

  • 12/5/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مع التقدم الكبير في الخطط والتكتيك وتعدد المنافسات والمنافسين على المستويين الداخلي والخارجي، لم تعد تحضيرات الفرق مجرد معسكرات كلاسيكية، فالمجهود البدني وحده لم يعد كافياً لإحداث التفوق وصناعة النصر. فاللاعب يحتاج بجانب ذلك إلى الشجاعة والمثابرة لاستحداث الوسيلة التي تعينه على الصمود ومجاراة الصراع القوي والمستمر تطلعاً لتحقيق الهدف، وهنا يظهر الإعداد النفسي كعامل مهم، وهو أسلوب من أساليب عملية التخطيط والاستعداد للمنافسات، جنبا إلى جنب مع الإعداد البدني، بل وفي أحيان كثيرة يصبح أكثر أهمية وفاعلية في إحداث التفوق المنشود. كونه يرتبط مباشرة بالصفات النفسية للاعب ويؤدي دوراً مهماً وناجعاً في تطورها بما يساعده في التكيف مع مختلف الظروف والتغييرات التي تحدث أثناء المباريات، وهو ما أجمع عليه الكثير من الخبراء والمختصين في مناسبات مختلفة، وأكدت عليه الآراء ووجهات النظر المختلفة لبعض أهل الشأن والمختصين في المساحة التالية. أهمية من جانبه، يرى الدكتور ناصر العامري، أخصائي علم النفس الرياضي، أن أهمية علم النفس تتمحور في إعداد اللاعب نفسيا وتطوير شخصيته وأدائه ونظامه الحياتي وثقافته، وكيف يوزع برنامجه، فاللاعب إن لم يستطع أن ينظم حياته سيتعب، ورياضتنا لن تتطور إذا لم يدخل فيها الجانب العلمي مثل علم النفس وعلم التغذية، فهذه جوانب مهمة جداً. لكن بعض الأندية لا تهتم بها، خصوصا التغذية التي تعتبر عاملاً مهماً مثل التهيئة النفسية والبدنية، فبعض اللاعبين لا يعرفون ماذا يأكلون، وإذا لم نهتم بتغذيتهم الصحيحة فكل الجهود ستضيع هباء، ويصبح احترافنا ناقصاً. وأضاف: العمل مع اللاعبين على تنظيم حياتهم الخاصة بطريقة احترافية أمر مطلوب لتطوير مستواهم ووضعهم في حالة ممتازة من التهيئة النفسية، تقودهم لتقديم المردود الفني والبدني المأمول، وبالتالي تحقيق النتائج المنشودة، فيجب الاهتمام بكل التفاصيل التي تخص حياة اللاعب بدقة واحترافية مثل موعد نومه وأكله ونظامه الغذائي وما إلى ذلك. توجيه وقال العامري: لا أنصح بتدخل الإداريين أثناء المباراة بتوجيه اللاعب، فالمدرب فقط هو المنوط به هذا الأمر، وذلك حتى لا يحدث تشويش عليه، إلا إذا كان الأمر بغرض توصيل معلومة أو ترجمة لغة المدرب. لأن هناك بعض اللاعبين لا يتحملون الإداريين وفي الدوريات الأوروبية مثلاً وهي دوريات قوية ومتطورة، لا نرى إلا المدرب فقط على الخط وهو الذي يصدر التوجيهات على عكس ما يحدث هنا في دورينا، حيث تشاهد الإداريين وهم يقومون بالتوجيهات جنباً إلى جنب مع المدرب، وحتى في غرفة تغيير الملابس يجب أن يكون الأمر قاصراً على المدرب فقط. أو إذا كان هناك معد نفسي، أما دخول الإداريين ومجلس الإدارة فهذا أمر لا ينفع إلا إذا كان بغرض الزيارة قبل المباراة للسلام فقط، لكن الجلوس مع اللاعبين والحديث لهم والضغط عليهم فهذا يرفضه علم النفس. إعداد وأضاف: إذا كنا أفضل من ريال مدريد وبرشلونة وغيرهما من الفرق الكبيرة والقوية ففي هذه الحالة ربما لا نحتاج لمعد نفسي، لأن هذه الأندية لديها معد نفسي لما له من أهمية كبيرة جنبا إلى جنب مع الإعداد البدني، وشخصيا بحوزتي حالياً رقم تليفون المعد النفسي لريال مدريد وأتواصل معه، وهم مهتمون جداً بالجانب النفسي للاعب. فمثلاً ليونيل ميسي كان يعاني بعض المشاكل العقلية البسيطة، ولكنهم عملوا من أجله حتى أصبح أسطورة في كرة القدم، ولذلك نحن محتاجون في أنديتنا لمعد نفسي من أجل تطوير الأداء على النحو المطلوب، وأغلب المدربين ليس لديهم اهتمام كبير بمعرفة الجانب النفسي للاعب، مع أن هذا أمر مهم يساعد على نجاح المدرب وحتى في امتحان رخصة التدريب هناك برنامج لعلم النفس ولو لفترة محدودة. جهود شدد ناصر العامري، على أهمية وضرورة تضافر الجهود من أجل تعزيز دوافع اللاعبين في المنافسات، فالجمهور ينبغي أن يكون محفزا للاعب خلال المباراة بالتشجيع الإيجابي، وألا يضغط عليه باستعجال الفوز أو في حالة الخطأ، وقال: على الإعلام الاضطلاع بدوره في تشجيع الجمهور وتوجيهه لمساندة إيجابية، فهناك بعض الجماهير تسب اللاعب وتصرخ عليه. وبالتالي تؤثر على تركيزه، لأن اللاعب بشر في النهاية، ويجب أن نغلظ عليه بالقول والسب فيه وفي من يهمه أمرهم، ومن المهم جدا أن تركز القنوات التلفزيونية على الجانب النقدي الهادف الذي ينبذ التعصب بعيدا عن المناوشات والتراشقات اللفظية التي نشاهدها في بعض البرامج الرياضية، فهذه أمور تجلب المشاكل ولا تطور اللعبة، وعلينا أن نحارب مثل هذه الأمور. تحضير بدوره، أوضح التونسي رضا بوراوي، المحلل الفني الرياضي، أن التحضير النفسي مهم ومطلوب وضروري في أي مجال، سواء بالرياضة أو بخلافها، على أن يكون لساعة ونصف الساعة على الأقل. لأنه لا يقل أهمية عن الإعداد البدني، بل هو مكمل له وفي عدم وجوده ربما انعدمت فعالية اللاعب مهما كانت حالته البدنية جيدة، وحتى خارج الرياضة فيجب أن يكون الموظف مثلاً جاهزاً نفسياً ليتقن عمله خلال فترة الدوام، وإلا فإنه لن يستطيع أن ينجز ويقوم بواجبه على النحو المطلوب وسيرتكب الأخطاء. مفاجأة وأضاف بوراوي: أحيانا ينتصر فريق في ذيل الترتيب على فريق في الصدارة يفوقه في الإمكانات وكل شيء، وفي اليوم التالي تخرج الصحف لتتحدث عن المفاجأة التي أحدثها الفريق المنتصر لأنه فاز على فريق كبير. وهذا في الغالب يكون بسبب أن هذا الفريق الكبير لم يحترم المنافس وتراخى لاعبوه أثناء المباراة، والسبب في الغالب يكون ضعف التهيئة النفسية للاعبي هذا الفريق، لذلك تكثر الأخطاء التي تنتج عنها ثغرات يستغلها الفريق المنافس ليسجل الأهداف ويحقق الفوز، ولذلك لا بد من الإعداد النفسي للاعبين وعدم الاكتفاء بالتمارين البدنية ووضع الخطة والتوجيهات أثناء المباراة، وهذا ينطبق أيضا على الألعاب الأخرى إذا أردنا تحقيق النتائج المأمولة، ومن المهم أن يكون هناك وقت من أجل تهيئة اللاعبين نفسيا كما يتم إعدادهم بدنياً وتكتيكياً. حصة وزاد: هناك نحو خمسة من العوامل المهمة لأجل إعداد فريق قوي قادر على تحقيق النتائج الجيدة وإذا انعدم أي عامل منها فسيكون هناك قصور في التحضير، وهي الإعداد البدني، والذهني، والفني، والتكتيكي، بالإضافة لاحترام المنافس. وعلى اللاعب ألا يهمل أياً منها حتى ينجح في أداء واجبه على النحو المطلوب، فاللاعب المحترف يجب أن يذهب إلى الحصة التدريبية ليستفيد منها ويتعلم كل يوم أمراً جديداً، وهذا يحتاج للتركيز المرتبط بالتهيئة النفسية. تأييد وضرب بوراوي، مثلاً بعدد من اللاعبين الذين ظلوا يؤدون المباريات بتألق واضح ومستوى ثابت رغم تقدمهم في العمر ومنهم إسماعيل مطر لاعب الوحدة، وقال: ذلك يعود إلى أن هذا اللاعب يهتم بالإعداد النفسي بما يجعله قادرا على التركيز، وهذا نموذج اللاعب المحترف الذي يحرص على أداء واجبه وعمله لأنه يتقاضى أجراً عليه. وفي كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى إذا أراد اللاعب أن يؤدي واجبه بصورة مثالية فلا بد أن يعد نفسه بطريقة جيدة بدنياً ونفسياً، وأن يتقيد بأسلوب حياة نموذجي بالتغذية الجيدة وعدم السهر وغير ذلك. 5 ذكرت أكاديمية علم النفس الرياضي 5 من الأهداف التي تحققها دراسة السلوك الرياضي، أولها: زيادة مستوى تحصيل النتائج، وتحقيق إنجازات أفضل من خلال مراعاة حاجة الرياضيين ورغباتهم والتذكير بالمكاسب المعنوية والمادية من تحقيق الألقاب والبطولات والإنجازات، ثانياً: الارتقاء وتطوير السمات الشخصية للرياضي مثل الثقة بالنفس، والتعاون واحترام اللوائح والقوانين. وثالثاً: يجب الاهتمام بالصحة النفسية للاعب أو الرياضي، وإبعاده عن المؤثرات النفسية الأخرى مثل القلق والتردد وغيرهما، ورابعاً: ثبات المستوى بالنسبة للاعب وخامساً: تكوين ميول ورغبات عند الأطفال والشباب تساعدهم في تطوير وتنمية الاتجاهات لممارسة الأنشطة الرياضية التي تخدم المجتمع. 1 يحتاج بعض الإداريين بالأندية أيضاً للتأهيل في الجانب النفسي ليعرفوا كيف يتعاملون مع اللاعب، فمثلاً عندما يصرح إداري أننا سنتوج بالبطولة ولكن علينا فقط ألا نخسر من الفرق الصغيرة، فكلمة (نخسر) هنا في علم النفس تعني نخسر إذا حذفنا منها (لا)، وكان عليه أن يقول يجب أن نفوز لأنه بهذه العبارة (لا نخسر) يرسخ مفهوم الخسارة وهي عبارة في المقام الأول سلبية أكثر منها إيجابية. ولذلك من المهم تأهيل الإداريين بطريقة احترافية، ويفضل دائما أن يكون الإداري لاعبا سابقا، لكنه في هذه الحالة سيكون أكثر خبرة ومعرفة باللاعب، وفي حال عدم وجود مثل هذه الشخصية فيجب أن يكون المعد النفسي متميزاً لديه الخبرة. 11 يبدأ الإعداد النفسي في قارة أوروبا للاعب في عمر الـ 11 عاماً فما فوق، حسب ما أكده الدكتور ناصر العامري، موضحاً أنهم يدربون الأطفال في هذه السن على السلوك القويم والأخلاق ومخاطبة الآخر وحب اللعبة والدفاع بقوة عن الشعار ويستمر التدرج في الإعداد النفسي للاعب حتى يصل الفريق الأول وهناك برنامج اسمه الصلابة العقلية، يبدأ هذا البرنامج في عمر 17 سنة. وهو من أحدث البرنامج في علم النفس ويهتم بتنمية العقلية الصلبة للاعب بما يجعله قادراً على التكيف مع حالتي الفوز والخسارة دون تأثير يشتت ذهنه وتركيزه، وهذا البرنامج يحتاج لسنة أو سنتين حتى يستوعبه اللاعب ويصبح جاهزاً. 90 أكد الدكتور ناصر العامري أخصائي علم النفس الرياضي، أن الدراسات الحديثة أثبتت أهمية علم النفس بنسبة 90% للرياضة وخاصة رياضيي كرة القدم على وجه الخصوص، في حين تتوزع 10% على الرياضات الأخرى، لذلك يحظى هذا الأمر بأهمية كبرى في إعداد اللاعب والمدربين والإداريين، فنجد الإداريين في دورينا مثلاً يستعملون ألفاظاً تؤثر في اللاعب قبل وأثناء المباراة . ولا داعي لمثل هذه الأمور لاسيما إذا كانت بغرض التوجيه الإيجابي، وأيضاً الصراخ والتوجيهات السلبية لها تداعياتها الخطيرة، التي قد تؤثر سلباً في أداء اللاعب وتركيزه أثناء اللعب. حميد فاخر: سلاح حاسم في عالم الساحرة المستديرة يعتقد حميد فاخر لاعب العين الدولي السابق، والمحلل الفني الحالي، أن الإعداد النفسي أصبح أحد الأسلحة المهمة والحديثة في كرة القدم، ولم تعد التحضيرات للمنافسات مقتصرة على رفع مستوى اللياقة البدنية والتكتيك داخل الملعب والتوجيهات أثناء المباراة، ولذلك فالأجهزة الفنية والإدارية في الأندية غالباً ما تحرص على إعداد الفريق نفسياً كما تعده بدنياً. وهناك بعض الأندية الكبيرة تستعين باختصاصي نفسي من أجل أن يكون اللاعب مكتمل الإعداد من جميع النواحي البدنية والفنية والذهنية، خصوصاً أن بعض اللاعبين يتهيبون المباريات ومواجهة الجمهور، فنجدهم بأفضل حالاتهم خلال الحصص التدريبية. ولكن في المباريات يظهرون بمستوى متواضع ولا يقدمون الخدمات الفنية المأمولة، والسبب في ذلك يعود لضعف إعدادهم النفسي، وفي هذه الحالة لا تفيد حالتهم البدنية الجيدة ولا مهاراتهم وإمكاناتهم الفنية. تجربة وأضاف لاعب العين الدولي السابق: من خلال تجربتي كلاعب سابق، هناك بعض المدربين الذين يهتمون بالإعداد النفسي للاعب، مثل المدرب الفرنسي عبد الكريم ميتسو، الذي كانت لي تجارب معه عندما كان مدرباً لنادي العين، وأذكر أن الدوري الكبير الذي لعبه معنا موسم 2003 ساهم كثيراً في تتويج الزعيم ببطولة دوري أبطال آسيا لا سيما . وأن الإعداد النفسي توجنا أبطالاً للمسابقة قبل عدة مراحل من النهائي، وواصل: وكذلك هناك المدرب الروماني أولاريو كوزمين، فهو أيضاً كما علمت من أصدقائي اللاعبين الذين دربهم، أنه كان يعتمد على الإعداد النفسي، ومن الأمثلة الحية حالياً على دور العامل النفسي سلباً أم إيجاباً هو نادي شباب الأهلي دبي، الذي تراجع مستواه وكانت نتائجه سلبية. وعندما استبدل مدربه واستقدم آخر هو الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، عاد الفريق لمستواه المعروف وأصبح من المنافسين، والسبب في ذلك يعود إلى أن المعاملة النفسية تغيرت للأفضل بالنسبة للاعبين. خلف سالم: علاج للتردد والخوف في الملاعب أكد خلف سالم لاعب الجزيرة السابق المشرف العام على أكاديمية نادي الجزيرة لكرة القدم، أن الإعداد النفسي هو السلاح السري في عالم الرياضة، وقال: لا بد من أن يكون اللاعب على درجة من التهيئة النفسية حتى لو كان مهارياً ويملك الكثير من الإمكانات، فكثير من المواقف خلال المباريات والمنافسات تحتاج من اللاعب أن يكون مستعداً نفسياً حتى يتجاوزها، وخصوصاً أن هناك لاعبين يعتريهم الخوف والتردد في كثير من المباريات ما يؤثر على مردودهم الفني. وعلى جميع المحيطين باللاعب في النادي والبيت أن يشاركوا في هذا الأمر، فأولياء الأمور يجب أن يعدوا ابنهم نفسياً قبل المباراة لأن البيت والعائلة وفي مقدمتها الوالد لهم دور مؤثر على اللاعب الذي يتعرض لضغوط كثيرة من الإعلام والبيئة المحيطة والأصدقاء. ثبات وأضاف: كثير من اللاعبين في أنديتنا يعانون من غياب الثبات النفسي والانفعالي أثناء المباراة وهؤلاء يحتاجون لتحضير نفسي متخصص لأنه للأسف بعض الإداريين هم أنفسهم يحتاجون لإعداد نفسي وبالتالي ففاقد الشيء لا يعطيه، ولذلك فالتدقيق في اختيار الإداري أو مدير الفريق أمر مهم يجب الحرص عليه بعيداً عن المجاملات. كما يجب أن يكون هناك مختص نفسي متواجد مع الفريق طوال الموسم، كما أن اللاعب العربي في الغالب عاطفي يتأثر بالبيئة المحيطة من إعلام وجمهور وأصدقاء، في حين، أن اللاعب الأجنبي يجب أن يكون تركيزه على الأداء بعيداً عن المؤثرات الخارجية، ولا بد من أن نتخلى عن هذه العاطفة التي لا تفيد في زمن الاحتراف ولا يمكن أن تحقق معها النتائج الجيدة. تعامل وأهم من ذلك ينبغي أن يعرف اللاعب كيف يتعامل مع الفوز والخسارة فمثلاً نحن في حالة الفوز تكون أخلاقنا الرياضية في أفضل حالاتها والعكس صحيح في حال الفوز ولذلك فالاستعانة باختصاصي نفسي لعلاج مثل هذه الحالات أمر ضروري ومهم، ويجب أن يكون لديه الخبرة وقريباً للاعبين. كما يجب الحرص على تعليم اللاعب كيفية التعامل مع وسائل الإعلام، حتى حياته الخاصة يجب فيها الابتعاد عن كل ما يمكن أن يضر صحته بالتغذية الجيدة والنوم الكافي وتجنب السهر وغير ذلك من الممارسات والسلوكيات السلبية. خالد عيسى: الخبرة تساعد في التعامل مع الضغوط يرى خالد عيسى حارس العين الدولي، أنه إذا تحدثنا عن لاعب عمره 28 عاماً وصاحب خبرة في الملاعب فهو لا يحتاج في الغالب لمن يعده نفسياً لأنه بالضرورة سيكون خبيراً ومتمرساً ويستطيع أن يعتني بنفسه، وهذا بالطبع لا يلغي بأية حال من الأحوال أهمية وضرورة الإعداد النفسي وضرورة التركيز عليه جنباً إلى جنب مع الإعداد البدني، لافتاً إلى أنه لا غنى عنه بالنسبة إلى أي لاعب. وقال: من وجهة نظري أن التهيئة النفسية يتحكم فيها اللاعب نفسه أكثر من الدكتور أو المعد النفسي المختص أو الإداري فلو استعنت بأكبر اختصاصي الإعداد النفسي لمعالجة لاعب يعاني مشاكل نفسية. ولكنه لا يريد أن يتعالج ولا يهتم بهذا الأمر فلن تكون هناك جدوى، فالمشكلة دائماً في اللاعب نفسه، وعموماً فخبرة اللاعب وتمرسه في التعامل مع المواقف الصعبة والمباريات الكبيرة تلعب دوراً كبيراً في عدم تأثره بالضغوط، ولذلك فأعتقد أنه يجب الاهتمام بالإعداد النفسي للاعبين الجدد حديثي العهد بالمنافسات والمباريات. ماميتش: لا يقل أهمية عن الإعداد البدني أكد الكرواتي زوران ماميتش، المدير الفني لفريق نادي العين، أن الإعداد النفسي لا يقل أهمية عن الإعداد البدني والفني لأي لاعب، ولا غنى عنه لأي فريق كرة قدم، لافتاً إلى أنه عندما كان مدرباً في نادي دينامو زغرب كان يستعين بمعد نفسي وهو دائماً يعتمد على هذا العامل في تحضيرات الفريق. وما زال يفعل ذلك، وأضاف المدير الفني لزعيم العيناوي: التهيئة النفسية تعتبر أحد الأسلحة الفعالة في تحضير اللاعبين وتجهيزهم ذهنياً لخوض المنافسات مثلها والإعداد البدني والتكتيكي، وواصل: في كثير من الأحيان تكون عاملاً حاسماً في تحديد أو تغيير نتائج المباريات، وبدونها ربما ضاعت الكثير من الجهود المبذولة مع الفريق خلال فترة الإعداد. عوض غريب: ضروري لمعالجة انخفاض المستوى يرى عوض غريب، لاعب العين والمنتخب الوطني السابق، أن مناقشة الإعداد النفسي أمر مهم يجب الخوض فيه مراراً وتكراراً لأن أنديتنا تفتقد لهذا العامل الذي لا يقل أهمية عن الإعداد البدني والذي غالباً ما يتم التركيز عليه فقط مع الوضع في الاعتبار أن اللاعب هو إنسان في الأساس. وبالتالي نلاحظ ارتفاع وانخفاض مستوى اللاعبين من وقت لآخر، وأوضح: الجميع يعتقدون أن هذا نتيجة لنقص الإعداد البدني ولكن في الحقيقة فالأمر يعود لتأثير الناحية النفسية للاعب، ففي الأندية الأوروبية نلاحظ أن الإعداد النفسي للاعب يتعاملون معه بدرجة عالية من الأهمية وهناك العديد من الأندية الأوروبية التي عالجت لاعبيها نفسياً بعد انخفاض المستوى. الإعداد النفسي وتكمن أهمية التركيز على الإعداد النفسي دون البدني لأن الإعداد البدني يمكن أن تسترجعه بأقل وقت من الزمن، ولكن إذا هبطت معنويات اللاعب نفسياً فسيتأثر بشكل عام، وهناك تجارب جيدة لبعض الأندية التي استقدمت معداً نفسياً للفريق في مرحلة ما ولست أدري لماذا لم تستمر التجربة، وأضاف: أتمنى من أنديتنا أن تهتم بهذا الجانب بطريقة علمية. لمشاهدة الملف ..PDF اضغط هناطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :