يحظى الأزهر الشريف الجامع والجامعة بمقام رفيع لدى دولة الإمارات العربية المتحدة ؛ قلما نجد له مثيلا أو مناظرا لدى دولة أخرى ، فإمارات زايد تؤكد دائما يقينها الراسخ بأن الأزهر الشريف يمثل المنهج الفقهي الذي حافظ على مدار التاريخ على الوسطية والاعتدال في الفكر والسلوك والعمل، ووقف ضامنا أمينا وحارسا يقظا على مناهج الرشد حتى تحتفظ المجتمعات الإسلامية بعقيدتها وشريعتها خالية من كل الشوائب والغلو أو التحريف. وأنه عبر أكثر من ألف عام كان ولا يزال حجة السماحة وبرهان الوسطية وقبلة العلم والعلماء من أرجاء العالم الإسلامي كافة ودوره في توحيد رؤاه الفقهية المعتدلة والسمحة والذود عن صحيح الدين ضد دعاوى التكفير والعنف والغلو والتطرف ونبذ الآخر ولجهوده الطويلة في حماية اللغة العربية ، وتقدر الإمارات أن للأزهر خدمات جليلة مشهورة ومذكورة في جميع الدول الإسلامية ومن أهم ما قام به من تعليم لأبناء المسلمين في جامعته واحتضانهم والصرف عليهم إقامة وإعاشة وتعليمًا حيث نهلوا من معين علمه وفكره ورجعوا إلى بلدانهم يحملون راية العلم الأزهري الشريف .وقد تجلى تقدير إمارات زايد للأزهر الشريف في كثير من المظاهر منها تكفل الشيخ زايد رحمه الله بإنشاء مركز في جامعة الأزهر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين وهو مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير لناطقين بها بجامعة الأزهر، والذي يعد حاليًا صرحا من صروح جامعة الأزهر ، وقامت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية بإقامة مركز ثقافي إسلامي في مصر تحت مسمى “مركـز زايد للثقافـة والتكنولوجيـا” تابـع لجامعة الأزهر الشريف، بخلاف موافقة المؤسسة أيضا على ترميم عدد من المعاهد الأزهرية، إضافة إلى قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتمويل مشروع إنشاء مكتبة للأزهر الشريف يتم بثها على الإنترنت، وترميم وحفظ المخطوطات الإسلامية القديمة الموجودة بجامعة الأزهر ، وخلال زيارة شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب للإمارات في ابريل 2013، أعلن عن مبادرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله لتمويل عدة مشروعات في الأزهر الشريف تبلغ تكلفة إنشائها نحو 250 مليون درهم إماراتي، وتتضمن هذه المشروعات تمويل مشروع ترميم مكتبة الأزهر الشريف وصيانتها وترميم مقتنياتها من المخطوطات والمطبوعات وترقيمها وتوفير أنظمة حماية وتعقّب إلكتروني لمراقبتها وتعقبها والمحافظة عليها وكذلك تمويل إنشاء 4 مبانٍ سكنية لطلاب الأزهر في القاهرة.وفي ابريل 2013 ، فاز الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بجائزة الشيخ زايد لشخصية العام الثقافية الإماراتية، ضمن فعاليات معرض أبو ظبى الدولي للكتاب ... وجاءت الجائزة تكريما لمقام العالم الجليل ، الذي يجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعدِّدة ، إلى جانب ذلك، هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار والدفاع عن المجتمع المدني. وقد تجلَّت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التي برزت أثناء مشيخته لـ (الأزهر الشريف)، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه. وهو يجمع بين العالم والداعية المستنير الذي يقدم الفكر الإسلامي من خلال معرفة دقيقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية فضلًا عن العربية.وفي عام 2014 ، اختارت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر (شخصية العام الإسلامية) للجائزة في دورتها الثامنة عشرة ، وذلك تأكيدا أن الأزهر الشريف هو منارة العلم والصرح الشامخ الذي تميز بالوسطية والاعتدال في الفكر والثقافة في العالم ؛ حيث تعد هذه هي المرة الثالثة التي يفوز فيها الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء بالجائزة، حيث فاز بالجائزة في دورتها الأولي (1418 هجرية) الشيخ محمد متولي الشعراوي، وفاز بها الأزهر الشريف بصفته الجامع والجامعة في الدورة السابعة (1424 هجرية .وهكذا كانت وما زالت إمارات زيد داعما أساسيا للأزهر الشريف بصفته مرجعية إسلامية عامة للمسلمين ، ويمثل العلم الشرعي والوسطية الهادفة لبيان مزايا الدين الإسلامي وقدرته على استيعاب الآخرين وحمايتهم والتعايش السلمي معهم فقد كان الأزهر ولا يزال على مدى تاريخه الطويل الممثل للعلم والفكر الشرعي الملتزم بأهداف الإسلام وغاياته والمعبر عن حقيقة دور المسلمين في الحياة الفكرية والعملية .
مشاركة :