شعيب عبد الفتاح يكتب: ذكرى تنصيب أمير الشعراء

  • 4/29/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يعد يوم 29 أبريل سنة 1927 ، من أهم أيام الاحتفاء بالشعر ديوان العرب ، وهو يوم من الأيام التي تطمئن وأنت تسميه يوما تاريخيا بحق ، ففيه بدأ أسبوع الاحتفال بدار الأوبرا لتنصيب أحمد شوقي أميرا للشعراء ، فقد أصبح شوقي بعد عودته من منفاه بالأندلس شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وقد ظلت القاهرة منذ ذلك اليوم تموج بوفود الأقطار العربية لحضور حفلات تكريم أحمد شوقي.وابتدأت الحفلة الرسمية بدار الأوبرا الملكية تحت رعاية فؤاد الأول ملك مصر. وكان برنامجها يضم كلمات لصاحب الدولة سعد زغلول باشا وصاحب السعادة أحمد شفيق باشا والأستاذ أحمد حافظ عوض مع قصائد لكل من شبلي الملاط شاعر الأرز وخليل مطران شاعر القطرين وحافظ إبراهيم شاعر النيل. ووضع الموسيقار سامي الشواقطة مقطوعة موسيقية للمناسبة بعنوان (تحية الشعر). وبايعه شعراء العرب بإمارة الشعر في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه “الشوقيات”. وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وتبارى شعراء العرب في إلقاء قصائدهم ، ومنهم خليل مطران شاعر القطرين الذي خاطب «شوقي» قائلا : اليوم عيدك وهو عيد شامل للضاد فى متباين الأرجاء فى مصر ينشد من بنيها منشد وصداه فى البحرين والزوراء يا مصر باهى كل مصر باللآلئ أنجبت من أبنائك العظماءوأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلًا : بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي بشعر أمير الدولتين ورجِّعي أعيدي على الأسماع ما غردت به براعة شوقي في ابتداء ومقطعأمير القوافي قد أتيت مبايعًا وهذي وفود الشرق قد بايعت معي تغنى ربوع النيل واعطف بنظرة. على ساكن النهرين واصدح وابدع وفى الشعر إحياء النفوس وريها وأنت لري النفس أعذب منبعوتتوالى قصائد أكبر وأعظم شعراء العرب: شكيب أرسلان باشا، قيصر المعلوفى، شبلى ملاط، أنيس المقدس، وديع البستاني، الأمير صالح بن سعد بن سالم من لحج، بدر الدين النعسانى، عبد الحميد الرافعي، طرابلسى، وغيرهموتتابعت الاحتفالات ما بين تياترو حديقة الأزبكية ودار الجمعية الجغرافية وقاعة الاقتصاد السياسي ودار الموسيقى الشرقية وكازينو الجزيرة. ولم يخل الأمر من نزهة نيلية إلى القناطر الخيرية ألقيت فيها قصيدة محمد بن هاشم في الذهاب وقصيدة حليم دموس في الإياب ، فقد ذهبت الوفود لحضور مسرحية «على بابا» لفرقة عكاشة فى تياترو الأزبكية وبعد انتهاء الفصل الأول غنى «محمد عبد الوهاب» قصيدة لشوقي ، وأقيمت حفلة رائعة بدار الجمعية الجغرافية تحت رئاسة السيد «أمين الحسيني» مفتى القدس، وأعقبها عشاء فى كازينو الجزيرة غنت فيه «أم كلثوم».وتعددت الاحتفالات وحرصت كبار العائلات المصرية على استضافة أعضاء الوفود العربية والاحتفاء بهم، ومنه احتفال «حمد الباسل باشا» الذي غنت فيه أم كلثوم أيضا، وكذلك احتفال «محمد شعراوي بك» الذي غنى فيه «محمد عبد الوهاب» وكذلك أقام نادي الموظفين حفلة شاي لهم، وكذلك احتفال الرابطة الشرقية.واستمرت الحفلات إلى السادس من مايو 1927. وخلالها نال شوقي نخلة من الذهب الخالص وجناها لؤلؤ متدلٍّ هدية من أمير البحرين, وكأسا ذهبية من الاتحاد النسائي المصري, وقلما ذهبية من النادي العربي بعدن, وعلبة فضية وداخلها إطار من الفضة حول قصيدة (قم ناج جلق) من النادي العربي في بومباي .وقصيدة ( قم ناج جلق ) هي من قصائد شوقي الخالدة والتي كتبها في دمشق ، وجلق هو اسمها القديم ، حيث كانت دمشق تمثل العاصمة الأولى للدولة الإسلامية في العصر الأموي ، ففي خالديته التي يستهلها بقوله :قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث وأزمانهذا الأديم كتاب لا كفاء له رث الصحائف باق منه عنوان مررت بالمسجد المحزون أسأله هل في المصلى أو المحراب مروانتغير المسجد المحزون واختلفت على المنابر أحرار وعبدانفلا الأذان أذان في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذان

مشاركة :