«النقد العربي والقصة القصيرة»... عنوان الجلسة الأخيرة للملتقى الثقافي، التي أقيمت مساء أول من أمس بالتعاون مع مختبر السرديات الكويتي، شارك فيها عضوا لجنة تحكيم مسابقة الملتقى للقصة القصيرة الدكتور عبدالدائم السلامي، ومحمد العباس، وأدارها الناقد فهد الهندال. قال مؤسس ومدير الملتقى الروائي طالب الرفاعي في البداية: «هذه الجلسة بالتعاون مع الزملاء في مختبر السرديات الكويتي، حيث نظموا هذه الأمسية احتفالا بالأخوة الأفاضل أعضاء لجنة التحكيم في الدورة الثالثة لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، وبهذه المناسبة يسعدني أن أزف التهنئة للكاتب ضياء الجبيلي الفائز بالدورة الثالثة بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، لدورة إسماعيل فهد إسماعيل». وأضاف الرفاعي: «هذا التعاون سبق له أن انعقد بين الملتقى والمختبر وهو في أحد أوجهه تعاون محمود بين مختلف الملتقيات، والهيئات والمؤسسات الثقافية في الكويت، ويطيب للملتقى الثقافي أن يمد يد التعاون لأي من الزملاء الأفاضل الموجودين في الساحة الثقافية الكويتية»و قال السلامي في طرحه: «هذا زمن القصة في اعتقادي وما قيل عن زمن الرواية بدأ ينحسر.... الآن حتى الشعراء صاروا يكتبون رواية، وإن هذا التدافع لن يدوم»، مشبها التدافع على كتابة الرواية بالانفجار، الذي يصنع الشرارات، ولكنه يؤدي في النهاية إلى خمول وهدوء، وأن هذا ما سيحدث إلى الرواية، وأضاف: «لا تغرهم هذه الجوائز الكبرى وهذه الروايات، فالكاتب الروائي سرعان ما يتحول إلى نجم بقدرة قادر». وأكد على أهمية القصة وعلق قائلا «القصة هي ايدلوجيا الإنسان».وتعليقا على كلامه قال الهندال: «عندما قال عبد الدائم إن الزمن هو زمن القصة، اعتقد أن كثيرا من النقاد لن يوافقه الرأي، في حين أن هناك من يجد أن الرواية حاليا مثل طفرة في الكتابة، أصبحت وسيلة سهلة لبعض الكتاب، كونها تعتمد مساحة كبيرة من البوح، خلاف القصة التي تعتمد على الفكرة المختزلة، واللغة المكثفة، والتكنيك الفني الذي أجده أدق من الرواية»، ومن ثم وجه الهندال سؤالا للعباس مفاده: «كيف تجد ذلك وقد مر عليك الكثير من التجارب القصصية التي قرأت، وأيضا تجارب روائية، وهل تؤيد ما ذكر الدكتور عبد الدائم بأن هذا زمن قد يكون قصيرا لرواية؟».وقال العباس: «اعتقد أن دماغ الإنسان مصمم بالإساس على استقبال سيناريو الوجود من خلال القصة، وهذا موجود في سيناريو الكتب المقدسة دائما للإبلاغ الجمالي على الوجود يتشكل من خلال القصص، وتربية الأطفال، ولكن ما هو حجم هذه القصة في الشريط اللغوي، ما هو مداه، وكم يضاف إليه من المشاهد البصرية والسمعية والروائح، ومنبهات الحواس؟، أنا اتفق بأن للقصة مستقبلا كما قال السلامي، ولكن المستقبل اليوم كما هو مطروح لميكرو سرديات (الميكرو فكشن)!». وأوضح العباس أن الرواية في العالم العربي مرت بثلاث مراحل هي التأسيس، و الانطلاق، ومن ثم الانفجار وقال: «اختفت صورة الروائي الهائل الذي كنا شهدناه في بداية الثمانيات، والآن صار الجميع يكتب الرواية، فقد كانت الرواية تشكل أكبر التحديات لخطاب القصة القصيرة، إذ تحول كل المشهد في هذا الاتجاه، فهناك شعراء أصبحوا يكتبون الرواية، وكتّاب القصة القصيرة بدأوا يتجهون بشكل كثيف جدا إلى كتابة الرواية، وإن كانوا يمارسون شيئا نسميه الرواية التي في الأصل هي قصة قصيرة منفوخة، حتى تتحول إلى رواية، كما هو واضح في هذا الانفجار الروائي الذي نشهده».وقالت الروائية ليلى العثمان في مداخلة: «دور النشر الآن لا تنشر القصص ولا الشعر، لأن سوق الرواية هي المسيطرة على المبيعات، والجوائز التي تخصص للرواية كثيرة، ولذلك ساهمت البوكر أيضا في أن الكثيرين اتجهوا إلى كتابة الرواية، حتى وإن كانت كتاباتهم رديئة أو لا تجذب القارئ، وفي كثير من الروايات نستطيع التخلص منها من خلال قراءة العشر صفحات الأولى». وأضافت: «إن الشباب مهتمون بالثرثرة، ولا نرى ذلك عند المجتمع الغربي، موضحة أن رواية الخيال العلمي معدومة في وطننا العربي. وأن هناك قلة في النقاد وعلى وجه الخصوص في الكويت. مؤكدة أن الكتابة أصبحت هواية لمن لا هواية له».وأشارت العثمان إلى افتقادنا إلى الجدة التي كانت عامود البيت، وهي التي تحكي القصص لأولادها ثم أحفادها، وقالت: «إذا كان هناك ولد موهوب تتفتح قريحته ويسرح به الخيال، ويفكر في أن يكتب شيئاً، وعدم وجود الجدة أثر كثيرا على البيت».
مشاركة :