ترامب الحاضر الأبرز على طاولة «أوبك» اليوم

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استبقت أسعار النفط اجتماع « أوبك» اليوم في فيينا، وارتفعت خلال تعاملات أمس الأربعاء، وتخطى سعر خام «برنت» 63 دولار للبرميل بارتفاع 1.8% وسجل الخام الأمريكي 54 دولاراً وسط ترقب شديد عما يسفر عنه الاجتماع، وتساؤلات عن مدى سيطرة الرئيس الأمريكي ترامب على سياسة «أوبك»، حيث قال محللون: إن أسواق النفط تشعر بقلق عميق بشأن ضغوط ترامب لتحقيق المزيد من انخفاض الأسعار قبل اجتماع «أوبك» والدول غير الأعضاء فيها، خاصة أن الرئيس الأمريكي يرى أن انخفاض أسعار النفط يقلل التكاليف على المستهلكين، وذلك بالتزامن مع تزايد إنتاج النفط الأمريكي.دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس «أوبك» وحلفاءها إلى عدم خفض إنتاج النفط في العام المقبل، قائلا إن ذلك من شأنه أن يدفع أسعار الخام للارتفاع على مستوى العالم. وقال ترامب على « تويتر» قبل اجتماع المنظمة اليوم الخميس لمناقشة تخفيضات الإنتاج «نأمل أن تبقي أوبك على تدفقات النفط كما هى، ولا تكبحها. العالم لا يريد أن يرى ارتفاعا في أسعار النفط ولا يحتاج لذلك».وتذبذبت أسعار النفط أمس الأربعاء مدفوعة بتخمة في الإمدادات الأمريكية وتراجع أسواق الأسهم في الوقت الذي حذرت فيه الحكومة الصينية من تنامي العوامل المعاكسة للاقتصاد ومع توقعات بأن تعلن اليابان عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي لربع سنوي آخر.وتتعرض أسعار النفط لضغوط جراء تقرير أسبوعي من معهد البترول الأمريكي قال: إن مخزونات الخام الأمريكية زادت 5.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 نوفمبر/‏‏‏ تشرين الثاني إلى 448 مليون برميل في مؤشر على تنامي التخمة في أسواق النفط الأمريكية. وبشكل أوسع نطاقا، جاء انخفاض النفط الأمريكي بعد تراجع أسواق الأسهم العالمية أمس الأول الثلاثاء، مع قلق المستثمرين بشأن خطر تباطؤ اقتصادي عالمي واسع النطاق. وقال بنك أوف أمريكا: إنه يتوقع أن تبلغ أسعار خام «برنت» وخام غرب تكساس الوسيط في المتوسط 70 دولاراً و59 دولاراً على الترتيب في 2019. وبلغ متوسط سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط 72.80 دولار و66.10 دولار منذ بداية العام الجاري.وتراجعت العقود الآجلة للنفط الخام بأكثر من 28 % منذ أن صعدت إلى أعلى مستوى لها في 4 سنوات أوائل أكتوبر/‏‏‏ تشرين الأول، وسط المخاوف من زيادة العرض والمخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.وقد أدى التراجع الشديد إلى زيادة الضغط على منظمة أوبك وشركائها المتحالفين لتنسيق جولة أخرى من تخفيضات الإنتاج.وتحتاج «أوبك» إلى خفض ما بين مليون إلى 1.4 مليون برميل يوميا من أجل التعامل مع تخمة المعروض. لكن مصادر قالت مؤخرا لصحيفة وول ستريت جورنال: إن «أوبك» تشعر بالقلق من إعلان تخفيضات على هذا الحجم.ورغم التوافق «الظاهري»على ضرورة خفض الإنتاج، إلا أن هناك مخاوف من الانقسام بين المنتجين الرئيسيين في هذا الاجتماع من داخل أعضاء «أوبك» وخارجها.وفي اجتماع جرى مؤخرا في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تجديدهما الاتفاق على إبقاء خفض الإنتاج العام المقبل. من الجدير بالذكر أن الأسعار انخفضت بنسبة تزيد عن 30 % خلال الشهرين الماضيين، ويبلغ سعر نفط خام برنت المعياري الأوروبي حاليا نحو 60 دولارا.وكانت الأسعار قد قلصت مكاسبها في تداولات متقلبة أول أمس الثلاثاء وسط مخاوف من أن يضعف الطلب بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقلق من أن تظل روسيا حجر عثرة في طريق الاتفاق على خفض إمدادات الخام العالمية. وتخلى الخامان القياسيان عن مكاسبهما البالغة 4% التي حققاها الاثنين، والتي جاءت عقب اتفاق ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج في اجتماع مجموعة العشرين على وقف تصعيد النزاع التجاري. وفي جلسة الاثنين الماضي، تلقت الأسعار دعماً أيضاً من توقعات (أوبك) وحلفائها للإنتاج حين يجتمعون اليوم الخميس في فيينا. وقالت أربعة مصادر الثلاثاء: إن «أوبك» وحلفاءها يعملون صوب اتفاق لتقليص إنتاج النفط بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا، مضيفة أن مقاومة روسيا لخفض كبير في الإنتاج يشكل العقبة الرئيسية حتى الآن. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الثلاثاء: إن من السابق لأوانه القول إن كانت «أوبك» وحلفاؤها سيخفضون إنتاج النفط نظراً لعدم الاتفاق بعد على بنود اتفاق. وذكر الفالح أنه يرى سوقاً متخمة بالمعروض لكنه شدد على ضرورة اتفاق جميع أعضاء «أوبك» وحلفائها من أجل المضي قدماً في تطبيق خفض.الضغوط الأمريكيةتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً للإبقاء على كميات الإنتاج المرتفعة للحفاظ على أسعار النفط في معدلها الحالي أو أقل، وسط زيادة في المعروض الأمريكي ولكن موقف واشنطن قد يتغير بسرعة، بحسب المحلل في معهد «يو بي اس» جيوفاني ستونوفو الذي أشار إلى أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة يحتاجون إلى أن تكون أسعار النفط مرتفعة لضمان تحقيق الأرباح في عملياتهم. وقال ستونوفو: «نعتقد أن ذكريات أواخر 2014 عندما أخفقت «أوبك» في خفض الإنتاج وتراجعت أسعار نفط برنت إلى 45 دولارا للبرميل في يناير 2015، لا تزال حية». وقد أضر ذلك بمصداقية «أوبك». ولكن في نهاية 2016 وفي خطوة لإعادة السيطرة على السوق، تعاونت دول «أوبك» مع دول منتجة أخرى مثل روسيا للاتفاق على خفض الإنتاج بهدف التقليل من تخمة المعروض. وقد أثمر ذلك التعاون غير المسبوق. ومن خلال تحديد حصص الإنتاج والإبقاء عليها، وتمكنت الدول المنتجة للنفط من تحقيق ارتفاع في الأسعار استمر حتى بداية تشرين الأول/‏‏‏أكتوبر 2018. وفي يونيو الماضي، قررت الدول المنتجة للنفط تغيير نهجها في تحديد حصص الإنتاج للسماح لروسيا والسعودية بالتعويض عن النقص في إمدادات النفط الإيراني بعد قرار الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران. ولكن وفي اللحظات الأخيرة وافقت الولايات المتحدة على إعفاءات شملت 8 دول تستورد النفط الإيراني، وقد أدى ذلك إلى انخفاض الأسعار في الشهرين الماضيين. وقضى ذلك على المكاسب التي تحققت بصعوبة منذ بداية 2017. لذا، فإنه من غير المعروف ما إذا كان التحالف سيقرر خفض الإنتاج مرة أخرى، وفي هذه الحالة، كيف سيتم تقاسم هذا العبء؟.أنباء عن اتفاق مع روسيا على ضرورة خفض الإنتاجقال مصدران مطلعان إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين أوبك وحلفائها، ومن بينهم روسيا، اتفقت أمس الأربعاء على ضرورة خفض إنتاج النفط في 2019، ويبقي تحديد أحجام التخفيضات ومستوى الأساس لها. واجتمعت لجنة المراقبة المشتركة، التي تضم السعودية وروسيا، في فيينا أمس عشية اجتماع «أوبك». وتسعى السعودية لإقناع روسيا بخفض إنتاج النفط خفضاً كبيراً مع «أوبك» العام القادم في محاولة لوقف تراجع سعر الخام ومنع حدوث تخمة جديدة في المعروض العالمي. وتجتمع «أوبك» في فيينا اليوم الخميس، ويلي ذلك محادثات مع حلفاء مثل روسيا يوم الجمعة. ولمحت السعودية، أكبر منتج في المنظمة، إلى الحاجة لتخفيضات عميقة في الإنتاج من يناير/ كانون الثاني في ظل مساعٍ أمريكية لدفع أسعار النفط للانخفاض أكثر. وأشارت السعودية إلى رغبتها في أن تخفض أوبك وحلفاؤها الإنتاج بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يومياً بما يعادل 1.3 في المئة من الإنتاج العالمي. وقالت مصادر في أوبك وخارجها إن الرياض تريد أن تساهم موسكو في الخفض بما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يومياً لكن روسيا تصر على أن الكمية يجب أن تكون نصف ذلك فحسب. وقال مصدر مقرب من وزارة الطاقة الروسية «لا أحد يتوق إلى الخفض ما لم تكن هناك ضرورة. القدر الأكبر من الزيادة في إنتاج النفط نراه في الولايات المتحدة. أوبك وروسيا ستكونان حذرتين للغاية». (رويترز)«يونيبك» الصينية تستورد نفطاً أمريكياً بحلول مارسقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن شركة تجارة النفط الصينية «يونيبك» تعتزم استئناف شحن الخام الأمريكي إلى الصين بحلول مارس /آذار بعدما قلل اتفاق الرئيسين الأمريكي والصيني خلال قمة مجموعة العشرين احتمال فرض رسوم جمركية على هذه الواردات.وقالت المصادر إن يونيبك تدرس استيراد نفط أمريكي بحلول أول مارس /آذار عند انتهاء مهلة المفاوضات التي اتفق عليها الرئيسان ومدتها 90 يوماً.وتوقفت واردات الصين من النفط الخام الأمريكي بسبب تصاعد الحرب التجارية بين البلدين في العام الحالي.وقال مسؤول تنفيذي كبير في سينوبك، أكبر شركة تكرير آسيوية، «سيهرع المشترون الصينيون الراغبون في شراء الخام الأمريكي لاستيراد النفط خلال هذه الفترة».وأضاف أنه يتعين وصول النفط إلى الصين قبل أول مارس /آذار.وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «أسعار النفط منخفضة، لذلك سيكون تخزين بعض الخام كمخزونات تجارية مجدياً من الناحية الاقتصادية».ويونيبك هي وحدة تجارة النفط التابعة لسينوبك. ولم يتسن الحصول على تعليق من أي من الشركتين. ولم تتضح كمية النفط التي ستطلبها يونيبك من الولايات المتحدة لكن أحد المصادر قال إن الأحجام الأمريكية قد تسجل مستوى قياسيا مرتفعا في يناير. (رويترز)

مشاركة :