استقبل الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، اليوم، المواطنة فاطمة حسين والي، المقيمة بمنية سندوب، التابعة لمركز ومدينة المنصورة، والتي سبق أن أبدت رغبتها في التبرع بقطعة أرض، تملكها، ومساحتها 7 قراريط؛ لإقامة مستشفى لسرطان الأطفال. كان زوجها السعيد السعيد محمد، قد توفي منذ 40 عاما، بعد زواجها منه، بعامين، أثناء إجراء عملية جراحية، ولم يبق لها سوى ابنها الوحيد "خالد"، عاشت لتربيته لأكثر من 40 عاما؛ ليصبح أستاذا وخبيرا في هيئة الطاقة الذرية، ثم يسافر لأمريكا لعمل أبحاث عن علاج السرطان، وطلبوا منه المكوث في أمريكا إلا أنه كان محبا لمصر، فرفض وقرر العودة نهائيا لبلده إلا أنه بعد عودته بعدة أشهر توفي بسكتة قلبية مفاجئة، وهو فى سن الـ40، وكان يستعد للزواج وماتت معه أحلامها التي عاشت عليها لتبقى وحيدة في منزلها المكون من 3 أدوار وأدوات ابنها التي تحتفظ بها، وتقوم بتنظيفها منذ وفاته كأنه موجودا وشقته التي كان قد أعدها للزواج. "الحاجة فاطمة"، رأت أن العمر يمر وأرادت أن تخلد ذكرى ابنها أمام الجميع، فناشدت المحافظ السابق عبر موقع "البوابة نيوز"؛ لتعلن له عن تبرعها بمساحة 7 قراريط أرض لبناء مستشفى سرطان باسم ابنها، وكذا منزلها الذي تقطن به على مساحة 200 متر، والمكون من 4 أدوار واللذان يقدران بأكثر من 10 ملايين جنيه، وأنهت كل الإجراءات ونقلت ملكية الأرض والمنزل للمحافظة إلا أنها منذ تبرعها منذ شهر يناير الماضي حتى الآن لم يتم تنفيذ أي إجراء. من ناحيته، وجه محافظ الدقهلية الشكر للمتبرعة قائلًا: إن هذه الروح الطيبة الساعية لعمل الخير ليست غريبة على المصريين، مضيفا أن هذه السيدة تمثل نموذجا أصيلا في الكرم وفي إنكار الذات موجها التحية لها ولكل من يساهم في تخفيف معاناة المرضى بهذا المرض الذي يجب أن يقف المصريين جميعًا لمقاومته وتقديم كافة أوجه الرعاية للمصابين به. كما طلب محافظ الدقهلية من مجلس مدينة المنصورة دراسة الأوراق الخاصة بالأرض وحل أية مشاكل قد تكون موجودة حول الأرض ومعاينتها على الطبيعة وتحديد المساحة بدقة وبيان مدى صلاحيتها لإقامة المستشفى وتقديم تقرير عاجل حول الأرض، تمهيدًا لمخاطبة الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة للبدء في إقامة مستشفى في حالة الموافقة عليها وقيام الحكومة بتدبير الاعتمادات المالية اللازمة. وقال: إنه سيدعو المجتمع المدني ممثلا في رجال الأعمال للمشاركة في إنشاء هذه المستشفى التي تعد الأولى في منطقة وسط الدلتا وتخدم الأطفال المصابين بهذا المرض اللعين، مكررا شكره للمتبرعة متمنيا لها دوام الصحة وطول العمر. من ناحيتها، قالت الحاجه فاطمه: "لم يعد لي أحد في الحياة بعد موت زوجي وابنى الوحيد وقررت التبرع بكل ما أملك وهي أرض أتمنى من المحافظ بناءها مستشفى للسرطان باسم ابنى، والذي كان يتمنى أن يقيم تلك المستشفى فى حياته ولكن القدر كان أسرع من تحقيق حلمه". وتابعت "أعيش في منزلي بين 4 جدران وحيدة وقررت التبرع به أيضا لتحويله دار أيتام أو مسجد أو دار مسنين مع ترك الدور الأرضي لي منفعة خاصة أقيم فيها حتى وفاتي واللحاق بزوجي وابنى". وأضافت: قمت بتوقيع عقد التبرع للمنزل والبيت منذ شهر يناير الماضي وانتظرت طوال الشهور الماضية حتى الآن لأرى حلم ابنى يتحقق على أرض الواقع قبل وفاتي فأنا أتمنى أنا أرى المستشفى قد تم البدء فيها ولا أدرى لماذا هذا التأخير من المسؤولين؟ وأتمنى أن أقابل الرئيس السيسي اللي كلنا بنحبه فقد قابل العديد من السيدات الذين تبرعوا لصندوق تحيا مصر فأنا لست أقل منهم فقد ضحيت بعمرى لتربية ابنى لمدة 40 عاما حتى أصبح عالما مصريا وتبرعت بعد وفاته بكل ما أملك من أجل مصر.
مشاركة :