عبدالخالق عبدالله يرى أن علاقة الخليج بوطنه العربي علاقة ملتبسة

  • 12/7/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتاب "لحظة الخليج" يفسر مجموعة من الوقائع والحقائق والمعطيات التاريخية والسياسية والتنموية التي تراكمت على الخليج، على مدى 40 عاما. عمان ـ رأى الأكاديمي الدكتور عبدالخالق عبدالله، أن علاقة الخليج بوطنه العربي كانت علاقة ملتبسة ومرت بأطوار عديدة كان الخليج في معظمها متأثرا وليس مؤثرا بمحيطه. وبيّن عبدالله - خلال حفل إشهار كتابه "لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر"، في منتدى عبدالحميد شومان، وشارك فيه إلى جانب المؤلف، الكاتب عامر طهبوب، وقدمهما وأدار الحوار د. عمر الجازي - أن "لحظة الخليج" يفسر مجموعة من الوقائع والحقائق والمعطيات التاريخية والسياسية والتنموية التي تراكمت على الخليج، على مدى 40 عاما. و"لحظة الخليج"، بحسب المؤلف، يستعرض بروز "حالة خليجية جديدة"، لافتا إلى أن خليج القرن الحادي والعشرين يختلف في معالم جذرية وفي مؤشرات حيوية، كثيرا عن خليج القرن العشرين، معتبرا أن الخليج الجديد بات يلعب دورا محوريا في تحديد مصائر ومسارات بلدان المنطقة. وأوضح في هذا السياق، ان هذه الحالة أفرزت أركانا عدة، أهمها "الركن الاقتصادي والمالي، الركن السياسي والدبلوماسي، الركن الاجتماعي والمجتمعي، الركن الإعلامي، الركن الثقافي والمعرفي"، مبينا أن في كل ركن من هذه الأركان هناك جديد، وهناك خليج عربي جديد. وبحسبه، فإن هذه الحالة فرضت نفسها على المراقب من قريب ومن بعيد، وتحتم النظر إلى الخليج كعملاق اقتصادي وسياسي وإعلامي يملك قراره، ويتحمل مسؤولياته ومسؤوليات أمن واستقرار منطقة عربية بمشرقها ومغربها. وتساءل المؤلف "كيف أصبح الجزء الخليجي أكثر تأثيرا في الكل العربي من تأثير الكل العربي في الجزء الخليجي؟ وهل هو مدعوم بالحقائق والوقائع؟"، لكنه أوضح هنا أن "خلال المائة سنة الأخيرة كان الكل العربي هو المؤثر على الجزء الخليجي". واعتمد المؤلف، على منهج علمي مدقق في استعراض تاريخ الخليج العربي واستشرافه عبر سيناريوهات مستقبلية للتحولات التي ستشهدها المنطقة العربية، مشيرا إلى أن دول منطقة الخليج مستعدة أكثر من غيرها لاقتصاد المعرفة والاستفادة من ثورة المعلومات. وذهب عبدالله إلى أن تركيز الكتاب على لحظة الخليج ورصد بروز الجزء الخليجي كمركز الثقل العربي الجديد لا ينم عن أي شعور بالاستعلاء تجاه محيطه، مؤكدا أن الخليج لا يود أن يخترع لنفسه ريادة لا تناسبه وليس في وارد المواطن الخليجي أن يتقمص هوية غير هويته العربية. ورأى الكاتب أن الحالة الخليجية الجديدة "لا تتفق مع التصورات التقليدية السائدة" التي ترى أن مجتمعات الخليج العربي هي مجتمعات تقليدية واستهلاكية، واقتصادها نفطي فقط، وأن الخليج يعيش على هامش المشهد الإبداعي والمعرفي العربي. وأكد أن الجزء الخليجي يملك اليوم أكبر الاقتصادات العربية على الإطلاق، وأكثرها حيوية وتنافسية ليس بالمقارنة بالاقتصادات العربية، بل وفق المعايير والمقاييس العالمية للتنافسية والانفتاح والارتباط بمراكز القرار المالي والاقتصادي العالمي. بدوره، بيَّن عامر طهبوب أن لحظة الخليج هي لحظة تأسيس واعدة، لخليج عربي هو جزء من قلب حضارة أمته، وتاريخها، وثقافتها، وهويتها، وحاضرها، ومستقبلها، وهي لحظة مليئة بنقاط القوة، ولا تخلو من نقاط ضعف، وتواجه تحديات ومعضلات، ونجاحات، وأزمات، وإخفاقات، وهي لحظة غير مكتملة، ترتفع فيها المؤشرات الاقتصادية والتنموية، وتتعاظم فيها قوة الحياة الناعمة، والتطور التقني، والعلم والتعليم. وأكد طهبوب أن الكاتب إشكالي بامتياز، لكنه يمتلك روحاً حرة، وهو يجبر الأفكار على التصادم، ويحفز العقل على حرية التساؤل والشك، والانتقال من اللايقين إلى اليقين، نحو فهم أفضل للخليج في كل لحظاته، وفي كل أوقاته، كجزء لا يتجزأ من عمقه العربي. وقال إن "الخليج المزدهر المستقر هو خليج عربي، لا يقلل نماء الجزء من قيمة تراب الكل؛ يجب ألا يـستصغر، ولا يُستصغر، وهو ما زال حاضراً في تحمل مسؤولياته التاريخية لمواجهة غلاة الأمة وقوى التطرف والتخلف، والتصدي لقوى العدوان والتوسع في فلسطين؛ قضية العرب الأولى، كما في إيران، ووقف مسارات التفكك والتفكيك للدولة الوطنية العربية". وأضاف "لقد أصبحت معايير جودة الحياة والتعليم والصحة وتفوق البنى التحتية قيمة خليجية رافقت استقراره وتوحده، مقابل اللااستقرار والتعثر والتمزق والتفكك في الكل العربي، ليضاف إلى جرح فلسطين المركزي جراحات أخرى في ليبيا واليمن وسوريا والعراق والسودان، وربما لبنان والجزائر. تلك الدول التي غرقت في بحر من الأزمات القديمة أو الجديدة أو المزمنة، فقدت معها التوازن". ورأى طهبوب أن الخليج ليس بمعزل عن الحراك العربي الذي بدأ في تونس العام 2011، لافتا إلى أن رياح التغيير دفعت بأمواج الحراك إلى شواطئ البحرين، وتأثرت عمان والكويت والسعودية بارتداداتها، ما اضطر الخليج إلى توظيف القوى الخشنة لحسم الصراع في البحرين، ثم دعم الشرعية في اليمن، وكان أكبر الرابحين من نتائج الحراك في نهاية المطاف الذي لم ينته. وفي ختام الحفل وقع المؤلف كتابه الجديد للحضور. والمؤلف، أستاذ جامعي، يحمل الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة جورج تاون، نشر عدة كتب أبرزها كتاب "العالم المعاصر"، "النظام الإقليمي الخليجي"، "حكاية السياسة"، "اعترافات أكاديمي متقاعد" و"آخر إماراتي في نيبال". وله أكثر من 50 دراسة نشرت في دوريات محكمة باللغتين العربية والإنجليزية.

مشاركة :