محاولة النظام الإيراني إنكار العلاقة التي تربطه بتنظيم القاعدة منذ سنواتٍ طويلة حتى الآن، باءت جميعها بالفشل وأحرجت أعلام النظام ووضعت المنصات الإعلامية التابعة له تختار الصمت عن الموضوع «فشيلة» في تبرير ما لا يُبرر. ومنذ العام 2001 والعالم يكتشف بين فترة وأخرى أن قيادات بارزة من التنظيم «القاعدة» اتخذت من ايران مقرًا لإقامتها والتخطيط لعملياتها من هناك وعقد اجتماعاتها السرية في إيران، فيما النظام الفارسي ينفي ذلك ويتهرب كبار مسؤوليه من أسئلة الصحفيين ورجال الإعلام حين يواجهونهم بالأدلة على أن إيران تأوي قيادات بارزة ومهمة في تنظيم القاعدة. تمامًا كما فعلت الدوحة ورديفتها الجزيرة طوال سنوات كانت علاقاتها مع القاعدة علاقة تفاهم وتعاون على طريقة «شيلني وآشيلك واخدمني وآخدمك» حتى باعت الدوحة ملفات القاعدة على السي – آي – إيه في صفقة سرية وغامضة حتى الآن شارك في ترسيمها وتشبيكها مسؤولون كبار من الطرفين القطري والإيراني «راجع كتاب يسري فوده في طريق الأذى دار الشرق المصرية». اليوم تضاربت الأنباء والأخبار حول موت الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، واختلفت الأخبار حول مكان وفاته، فمنها من ذكر أنه مات في طهران فيما ذكرت بعض المواقع أنه مات في الدوحة. وفي كل الأحوال لن نكون هنا في وارد تتبع والبحث عن المكان، ففي حادثة اغتيال القيادي الأبرز في تنظيم القاعدة المدعو «أبو محمد المصري» في إحدى ضواحي العاصمة الإيرانية طهران حيث كان يقود سيارته «ما يدل على أنه يعيش ويقيم في إيران» تصدى له اثنان يركبان دراجة نارية وأردياه قتيلاً بكاتم الصوت رغم أن الحرس الثوري يوفر له حمايات وحراسات، ما يطرح سؤالاً شاخصًا في ذهن المراقبين، هل باعته طهران ضمن صفقةٍ سرية هو الآخر، ما يؤذن إلى أن القيادات البارزة في القاعدة والمقيمة تحت الحماية الإيرانية معرضة للتصفية والاغتيال في صفقات مشبوهة يجريها النظام الإيراني بعد أن استشعر إن القاعدة باتت ورقةً منتهية لا يمكن المساومة أو الضغط بها من ناحية وحتى يظهر النظام الإيراني بوصفه ضد الارهاب والإرهابيين وهم الذين آواهم يومًا واحتضنهم وأنكرهم بعد انتهى دورهم. وتاريخ النظام الايراني منذ انقلاب خميني تخلله حوادث اغتيال وإعدام خارج القانون وتصفيات من شخصيات وجماعات من داخل خطة ومن داخل نظامه ومن المناصرين والمؤيدين من التنظيمات الراديكالية المختلفة سواء من أقصى الاسلام السياسي إلى أقصى اليسار المتطرف والتفاصيل معروفة ومدونة. وهكذا نظام لا يمكن الثقة به حتى وفق نظرية المصالح الضيقة التي تحكم من يتحالف معه بوهم المساعدة فيقع ضحية غدره. القاعدة ضاقت بها السُبل بعد أحداث سبتمبر 2001، وحصارها كان خانقًا، وتجربتها مع اللجوء إلى الدوحة غير مطمئنة لقيادتها وكوادرها سواء في حكاية خالد شيخ محمد أو حكاية رمزي ابن الشيبه أو أبو عبيده، لذا لم تجد ملجئًا سوى في حضن النظام الإيراني بوصفه رديفًا لها وتجمعها علاقة تحالف قديمة، لكن أسس ومقومات وعناصر التحالف انهارت وانتهت مع نهاية فعالية القاعدة مما جعل وجود قياداتها تحت مظلة النظام الايراني مهددة ومرهونة بالمقايضة على قادتها والثمن تصفيتهم غدرًا أو اغتيالهم غيلةً أو تسليمهم عند صياح الديك ثلاثًا، فهل يعتبر البعض؟؟ لا أظن.
مشاركة :