أظهر منحنى العائد على سندات الخزانة الأميركية تسطحاً واضحاً في الأيام الأخيرة، ما يعني أن المستثمرين يطلبون معدلات عائد متقاربة، رغم تفاوت المدى الزمني لاستثماراتهم، الأمر الذي اعتاد الاقتصاديون على تفسيره بأنه يعكس توقعات بحدوث ركود قريب في الاقتصاد الأميركي. ويعتبر المستثمرون أن وضع منحنى العائد، الذي يمثل الفارق بين معدلات العائد للفترات المختلفة، يكون طبيعياً عندما يزداد العائد مع كل زيادة في عمر السند، الأمر الذي يؤدي إلى وجود فارق كبير في العائد بين السندات التي تستحق بعد عامين وتلك التي تستحق بعد 10 أعوام. وعلى مدار ربع القرن الأخير، بلغ متوسط ذلك الفارق 1.4%، أو 140 نقطة أساس، بينما انخفض يوم الثلاثاء، بعد تبدد التفاؤل بشأن اتفاق الهدنة الذي وُقع بين الولايات المتحدة الأميركية والصين السبت الماضي، إلى 0.12%، أو 12 نقطة أساس، وهو أقل مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية. وتزامن تسطح منحنى العائد مع تزايد التوقعات برفع بنك الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة خلال اجتماعاته المقرر لها 18-19 ديسمبر القادم، ما قد يدفع بفارق الفائدة بين نوعي السندات إلى المنطقة السالبة، إذا ما تجاوزت معدلات الفائدة على سندات العامين نظيراتها للسنوات العشر. وعلى حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، علق الاقتصادي المصري الشهير محمد العريان، على تسطح منحنى العائد على الدولار، لافتاً إلى انخفاض العائد على سندات الحكومة الأميركية لمدة عشر سنوات. من ناحيته، أشار بنك الاستثمار بريدج كابتال، المختص في شراء المديونيات المتعثرة مرتفعة العائد، إلى منحنى العائد المقلوب بالفعل بين سندات السنتين وسندات الخمس سنوات، وأوضح أن «انقلابه عادةً ما يسبق انقلاب منحنى العائد بين سندات السنتين وسندات العشر سنوات».
مشاركة :