خيبت الأسواق رهانات المستثمرين في الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي بعد أن كررت المؤشرات قراءات الأسبوع الذي سبقه بتسجيل معدلات تراجع قياسية هي الأعلى منذ مارس/ آذار الماضي تجاوز متوسطها 4%.كان المستثمرون قد حصلوا على جرعة تفاؤل بعد لقاء الرئيسين الصيني شي جين بينج والأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين وتمخض عن هدنة 90 يوما في حرب التعرفة المتصاعدة، إلا أن الآمال المعقودة على اللقاء سرعان ما تبخرت نظرا للقناعات المستجدة بأن ثماره كانت أدنى بكثير من التوقعات، مع احتمال تجدد النزاعات لأن بكين لن تلتزم بالشروط التي قامت عليها الهدنة.وفي ظل استمرار ضبابية موقف مجلس الاحتياطي الفدرالي من رفع أسعار الفائدة وهو الأمر الذي عزز تفاؤل الأسواق بداية الأسبوع، لم يكشف المجلس عن جديد يطمئن المستثمرين في ظل مؤشرات على هدوء في دفع الاقتصاد الأمريكي الذي بدأ يفقد الزخم الذي اكتسبه من التفاؤل بخطة تخفيض الضرائب، بينما كشفت بيانات اقتصادية أهمها تقرير الوظائف لشهر نوفمبر/تشرين الثاني الذي كشف عن 155 ألف وظيفة مقارنة مع 237 ألفاً للشهر الذي سبقه، عن هدوء في اندفاعة الاقتصاد الأمريكي حتى أن المحللين بدؤوا يشككون في جرأة المجلس على اتخاذ قرار الرفع هذا الشهر رغم تأكيداته السابقة.واستمر أداء أسهم قطاع التقنية في إرسال نفس الرسائل السابقة والتي تثير مخاوف من فقدانه قيادة الطفرة في ظل التحديات التي يواجهها عمالقة القطاع، وبالتالي انعكس ذلك على أداء القطاعات الأخرى التي يعاني بعضها من مشاكل فنية كما في قطاع السيارات. ولعب انقلاب منحنى العائد على سندات الخزانة الأمريكية الذي يعتبر تقليديا مؤشرا قويا على ركود قادم، دورا مهما في تغيير موضع صناديق الاستثمار الرئيسية التي تخارجت من الأسهم بحثا عن الملاذات الآمنة.ولعب سعر النفط الخام نفس الدور المثبط بعد أن فشل على مدار الأسبوع في تحقيق أي انتعاش إلا في اللحظة الأخيرة يوم الجمعة، رغم تعدد عوامل دفعه لأعلى وعلى رأسها توافق المنتجين من «أوبك» وخارجها على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا.وانتهى الأسبوع على خسائر بالجملة للمؤشرات الرئيسية تقدمتها المؤشرات الأمريكية التي تراجعت بنسبة 4.7% وسطياً وتقدمها مؤشر «ناسداك» فاقداً 4.93% ومغلقاً عند 6969.25 نقطة تلاه مؤشر «إس أند بي 500» الذي تراجع 4.6% وأغلق عند 2633.08 نقطة وتراجع مؤشر «داو جونز» 4.5 % مستقراً دون 25 ألف نقطة.لم يكن حال الأسهم الأوروبية أفضل في ظل تخبط الأداء الاقتصادي واستمرار القلق حول الخروج البريطاني والنزاع مع إيطاليا. ومما زاد الطين بلة الاضطرابات المتصاعدة في فرنسا تغذيها احتجاجات «السترات الصفراء» على زيادة ضريبة الوقود والتي لم تنفع معها قرارات التهدئة بإلغاء تلك الضريبة. وقد عكس مؤشر «داكس» الوضع الأوروبي بفقدان 4.17% منهياً على 10788.09 نقطة في حين تراجع مؤشر «فاينانشل تايمز 100» في لندن 2.9% واستقر عند 6778.11 نقطة.في آسيا، نجح مؤشر «شنغهاي» في الإفلات من الخسارة مستفيداً من الهدوء الذي نتج عن هدنة ترامب-شي بينج، وأنهى على مكاسب بلغت0.68% عند 2605.89 نقطة، بينما تراجع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة مماثلة لما فقدته المؤشرات الأمريكية حيث تراجع بنسبة 3.01% منهياً الأسبوع على 21678.68 نقطة.تبخر مكاسب «أبل» و«ألفابيت» في 2018تبخرت أرباح اثنتين من أكبر عمالقة التقنية العالمية لهذا العام عند إغلاق تداولات أول أمس الجمعة، حيث آلت كل من «أبل» و«الفابيت» إلى خسائر بنصف نقطة مئوية مقارنة مع بداية العام. وتأتي هذه النتيجة في يوم شهد فيه السوق بأكمله انخفاضاً حاداً بعد تقرير الوظائف لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني الذي جاء دون المتوسط، وتكبدت المؤشرات خسائر أسبوعية بنسبة تزيد على 4% للأسبوع الثاني على التوالي.وكانت «أبل» تناضل للتشبث بموقعها كأكبر شركة في العالم من حيث قيمتها السوقية. لكن شركة «مايكروسوفت» تفوّقت عليها مرة أخرى أول أمس الجمعة بعد أن تبوأت مركز الصدارة في بداية الأسبوع. كما تنافس «أمازون» الشركتين على المركز الأول.وتراجع سعر سهم «أبل» وسط تكهنات بتباطؤ نمو مبيعاتها من منتجها الرئيسي، جهاز هاتف «آي فون».وتبقى شركة «ألفابيت» أيضاً محط أنظار السوق. ومن المنتظر أن يدلي ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، بشهادته حول سياسات الشركة أمام اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب، والتي تم تأجيلها إلى يوم الثلاثاء. ويتوقع أن يواجه بأسئلة حول التحيز المحتمل في نتائج بحث «جوجل» والخطط التي اقترحتها الشركة لإعادة إشراك الصين بنسخة خاضعة للرقابة من منصتها. كما شهدت «جوجل» انتفاضة من الموظفين مؤخراً احتجاجاً على سياسات التحرش ومعالجة قضايا العمال المؤقتين والمتعاقدين.
مشاركة :