بالفكر والثقافة والفنون تتجدد الحياة وترتقي الأمم، هذا ما تعمل عليه دولة الإمارات بشكل عام، والعاصمة أبوظبي بشكل خاص، وقد تجلى هذا عند افتتاح المجمع الثقافي الذي رافق افتتاح قصر الحصن، وعندما أصدر المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» عام 1971 مرسوماً أميرياً بتأسيس «المجمع الثقافي» الذي افتتح أمام الزوار 1981، في منطقة «الحصن» كان أول مركز ثقافي متكامل في دولة الإمارات، وأقيمت فيه أول مكتبة وطنية ومسرح وقاعة للمعارض. واستمراراً لهذه المسيرة التنموية الشاملة التي تعمل عليها مؤسسات الدولة، أعادت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي افتتاح هذا المعلم الثقافي خلال «عام زايد» الوالد المؤسس الذي جعل من المجمع الثقافي مركزاً ثقافياً غير ربحي، وكان الهدف تقديم رسالة قيمة تعمل على بناء فكري وإبداعي تؤسس لقيم الهوية الوطنية. هذا ما جعل هذا الصرح الثقافي يكتسب شهرة واسعة كملتقى يرحب بكافة أفراد المجتمع والضيوف، ويستمر المعرض لمدة 6 أشهر. واحتفاء بإعادة افتتاح المجمع الثقافي، نظمت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي معرضاً فنياً تحت عنوان: «الفنانون والمجتمع الثقافي: البدايات» ويضم أكثر من 100 عمل فني بين الخط والنحت والتشكيل، شارك في إنجازها 18 فناناً إماراتياً وهم: حسن شريف، جلال لقمان، خلود الجابري، سلمى المري، عبد الرحمن زينل، عبدالرحيم سالم، عبد القادر الريس، عبيد سرور، عزة القبيسي، محمد أحمد إبراهيم، محمد الأستاد، محمد القصاب، محمد المزروعي، محمد مندي، محمد يوسف، محمود جميل الرمحي، منى الخاجة، نجاة مكي. وخلال جولة «الاتحاد» في المعرض، استوقفتنا لوحة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تحمل عنوان «زايد في عيون فنان»، وهي من مقتنيات الشيخة سلامة بنت بطي، وبإذن منها، أبدعتها ريشة الخطاط الإماراتي محمد مندي، سنة 1986، وهي مشغولة بالحبر وألوان الغواش، على ورق مقوى (دالار) بقياس 144 X 125 سم (مؤطرة) وإلى جانب اللوحة منحوتة شعار المجمع الثقافي، وهو من البرونز المطلي بالذهب يعود تاريخه لعام 1981، قياس 36 X 215 سم. بإذن من الفنان محمد مندي الذي تحدث لـ«الاتحاد» قائلاً إنه كان يتوق إلى هذه اللحظة، معرباً عن شكره وتقديره للقيادة الرشيدة ولدائرة الثقافة والسياحة على اهتمامها بالمجمع الثقافي وإعادة افتتاحه أمام الجمهور وأمام الفنانين الذين بدأت مسيرتهم منه، كما شكر مندي الفنانة الإماراتية علياء زعل لوتاه، القيمة الفنية على هذا المعرض الذي يرافق افتتاحه أهم حدث تاريخي وهو افتتاح قصر الحصن بعد إنجاز ترميمه. واختتم الفنان مندي قائلاً: هذه هي دولة الإمارات التي أسس أركانها زايد، والمسيرة تواصل طريق التطور والبناء بنفس الروح والمحبة للوطن ولشعب الإمارات وللمقيمين على هذه الأرض الطيبة. ويضيف: «شكراً لكل من أسهم في إحياء تراثنا في قصر الحصن الذي أبصرت دولتنا النور منه، وكذلك عودة المجمع الثقافي مصدر فرح لأنه يعد رافداً أصيلاً للثقافة والفنون». من جانبها أشارت الفنانة التشكيلية والقيمة الفنية للمعرض علياء زعل لوتاه، لـ «الاتحاد» إلى أهمية هذا المعرض الذي يضم أعمال رواد الفن الذين كانوا قد قدموا أعمالهم في هذا المكان، «المجمع الثقافي». وأوضحت قائلة: وبعد هذه السنوات رجعت الحياة للمكان من خلال هذه اللوحات والمنحوتات، إلى جانب الجمهور المتعطش للثقافة والفنون، لقد ركزنا على مجموعة من الفنانين تخرجوا من القاهرة متخصصين بالفنون الجميلة، مثل عبد الرحيم سالم الذي شارك في 3 منحوتات، إلى جانب نجاة مكي، ومحمد إبراهيم، وعزة القبيسي الذين شاركوا بعدد من أعمالهم الجديدة. إن هؤلاء الفنانين أسسوا لنا خلية تعرفنا نحن عليها، واليوم نحن الجيل الجديد أيضاً نستمر بالتواصل بين القديم والحديث، لأن الفن يحفظ ما مضى، ويعمل للمستقبل.
مشاركة :