تواصلت في العاصمة السويدية استوكهولم، أمس الأحد، جلسات مشاورات غير مباشرة بين وفدَي الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي الانقلابية برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث. والتقى وفد الحكومة اليمنية برئاسة وزير الخارجية خالد اليماني، بسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بحضور المبعوث السويدي إلى اليمن، في يوهانزبرج سلوت في السويد. وأشاد السفراء خلال اللقاء بصبر الحكومة وتعاونها في مشاورات جنيف السابقة والتي تخلف عنها وأفشلها وفد الانقلاب، وإصرار الحكومة على الانخراط والمشاركة الإيجابية في جولة مشاورات السويد. وأكدوا التزام دولهم بإحلال السلام ودعم الدولة اليمنية وتحقيق تطلعات الشعب اليمني التي عبروا عنها في مخرجات الحوار الوطني، وأن موقفهم هذا قد تمثل في قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216 الذي يمثل خريطة طريق لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال تمكين الدولة من كافة مؤسساتها وحصر السلاح بيد الدولة.وأشار وزير الخارجية رئيس وفد الحكومة اليمنية خالد اليماني إلى تقدير الحكومة لدور الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لإنجاح هذه الجولة من المشاورات. وأشاد بدور الدول الخمس الدائمة العضوية منذ المراحل الأولى لعملية التغيير في اليمن وطوال المرحلة الماضية والحالية والشراكة البناءة معهم.وعقد الفريق الحكومي، السبت، ثلاثة لقاءات مع مساعدي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ضمن إجراءات بناء الثقة، حيث كان اللقاء الأول مع فريق السجناء والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية والمحتجزين تعسفاً.وخلال اللقاء أكد فريق العمل على الاتفاق المبدئي الذي يتضمن إطلاق كافة المعتقلين والمخفيين قسرياً وكل من قيدت حرياتهم وكذلك الأسرى من كلا الطرفين وبحث الآليات اللازمة للتنفيذ والضمانات المطلوبة لإغلاق ملف الأسرى بصورة كاملة بحيث تنتهي الاعتقالات ويتوقف استهداف المواطنين بالاعتقال والإخفاء تحت أي ظروف.كما أكد فريق تعز في لقائه مع مساعد المبعوث الأممي على ضرورة سرعة إنهاء حصار مدينة تعز وفتح كافة منافذ المدينة وإتاحة حرية التنقل وتسهيل وصول المساعدات والأدوية والمعونات الإنسانية للمدنيين بالمدينة. وعقد فريق إجراءات بناء الثقة في الجانب الاقتصادي اجتماعاً مع مساعدي المبعوث تناول القضايا الإنسانية والآليات التي من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية في كافة مناطق الجمهورية وبالتحديد المناطق التي ترزح تحت سيطرة الانقلاب، وإيصال المساعدات الإنسانية بصورة ميسرة.وقال نائب رئيس الوفد عبدالله العليمي: «إن الشعب اليمني يتطلع إلى مشاورات تنهي معاناته وتوجد سلاماً دائماً وتوافقات تؤسس لبناء اليمن الاتحادي الذي أجمع عليه اليمنيون بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية في مخرجات الحوار الوطني». وأضاف «لن نسمح بأي محاولة للالتفاف، على مرجعيات السلام، وتطلعات الشعب اليمني في بناء مستقبل أبنائه، في دولة اتحادية تضمن العدالة والكرامة والحرية لكل أبناء الشعب».وكانت أروقة قلعة جوهانسبرج، التي تستضيف مشاورات السلام اليمنية، شهدت خرقاً من جانب الحوثيين بإشراك عضو من خارج وفدهم الرسمي، وهو ما تجاوز عنه وفد الشرعية «تغليباً للمصلحة الوطنية». وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها وفد الحوثيين عن المسار المحدد لمشاورات السويد، إذ كررها قبل انطلاق الجولة، الخميس الماضي، بحضوره ب21 عضواً بدلاً من 12وهو الرقم الذي حددته الأمم المتحدة، قبل أن يتم حل المسألة ورضوخهم للمطلوب. وعن تفاصيل اجتماع لجنة الأسرى والمعتقلين، أشار عضو لجنة التفاوض الحكومية عسكر زعيل، إلى وجود تفاهم مع الحوثيين بأنه لا بد من الإسراع بتنفيذ آلية اتفاق الأسرى الذي جرى توقيعه قبل بدء المشاورات. وأوضح أنه تم مناقشة الآلية الفنية للاتفاق الموقع مسبقاً «ورغم ملاحظاتنا على هذا الاتفاق إلا أننا لم نتطرق إلى هذه التخوفات ونريد أن نسير في الجانب الفني». كذلك تم التطرق خلال الاجتماع نفسه، إلى كثير من النقاط، بينها الأشخاص الأربعة المشمولون في القرار الأممي 2216، والمعتقلون لدى الحوثيين. ويشير القيادي اليمني بحديثه عن الأربعة، إلى وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، ومسؤول جهاز المخابرات في عدن ناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني، والسياسي محمد قحطان، وقائد اللواء 119 فيصل رجب.وفي هذا الشأن، أعرب زعيل عن اعتقاده بأن القادة الأربعة المذكورة أسماؤهم آنفاً سيتم إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى لتنفيذ الاتفاق.وتعد هذه المشاورات خامس محطة للمحاولات الرامية لإحلال السلام في اليمن الذي يئن تحت وطأة الانقلاب الحوثي منذ أكثر من 4 سنوات. وأعلن الوفد الحوثي استعداده للمشاركة في جولة محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها دولياً، في حال إحراز تقدم في المشاورات الحالية.(وكالات)تفاؤل بنجاح مشاورات السويد وجريفيث يأمل في خفض التصعيدقال عبدالعزيز جباري عضو وفد الحكومة اليمنية الشرعية، إلى مشاورات السويد بشأن الأزمة اليمنية إن «الأمم المتحدة توصلت خلال الأيام الأربعة الأولى من المشاورات إلى تصور كامل بما يريده الوفد الحكومي وما يريده الطرف الآخر»، في إشارة إلى وفد الانقلابيين الحوثيين. ونقلت عنه «غرفة أخبار مشاورات السلام اليمنية في السويد»، التي تدار بإشراف مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيت: «أعتقد أن في اليومين القادمين ستكون هناك أخبار إيجابية». وكان مارتن جريفيث، قد أثنى على ما وصفها بالروح الإيجابية التي تسود مشاورات السويد، التي يظهرها الطرفان. وقال في تصريح صحفي، نشره مكتبه: «يعمل الطرفان بطريقة جادة وبناءة في مناقشة تفاصيل إجراءات بناء الثقة والحد من العنف وإطار المفاوضات، ونأمل في أن نحرز تقدما خلال هذه الجولة من المشاورات». وأكد جريفيت من جديد «أهمية استمرار ضبط النفس على الأرض»، داعياً «الطرفين إلى احترام التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي».
مشاركة :