الإعلام والأخلاق والنبل في عالم السياسة..!

  • 12/10/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الأخلاق والنبل صفتان بينهما تماس في المفهوم العام ولكنهما عندما تستخدمان في عالم السياسة يصبح من الممكن أن تحتاجا المعاني لجلاء أوضح، لأن لهما علاقة بالممارسة على أرض الواقع الذي عادة ما تكون الأضواء الإعلامية مسلطة عليها، وقد تبلغ في بعض الحالات إلى حد التجريح والقدح في شخصية السياسي وممارسته الأخلاقية من خلال معاملته لفريق العمل الذي يعمل معه وعلاقاته الشخصية والمالية. وعند رصد مناقب الشخص السياسي أو الأديب ورجل الأعمال البارز أو رمز من رموز المجتمع، فذلك يتأثر بالمواقف التي يتخذها وتميزه عن غيره في صفوف المجتمع. الإعلام المعاصر لم يعد يعترف بالحدود بين ما هو أخلاقي وخلاف ذلك وأصبحت المحركات الرئيسية الإثارة والشهرة والانتشار والكسب المادي الذي يدفعه من له أغراض سياسية يسعى لتحقيقها، وأصبحت الممارسات الأخلاقية عند بعض وسائل الإعلام في آخر سلم الاعتبارات التي يُحسب لها. الإعلام الأسود يتعمد الفجور في الخصومة حتى يصل إلى الهدف الذي يرومه ولا يجد حرجًا في لعبة ازدواج المعايير.. يختلق لها المبررات ويحتفل بنتائجها. خلال حفل تأبين الرئيس جورج بوش حضر الرؤساء الذين خلفوه في المنصب وكلٌّ أبَّنه بطريقته الخاصة مركزين على مناقبه الأخلاقية ونبل تعامله خلال مسيرته العملية، وفي ذلك إشارة واضحة إلى ما تعانيه السياسة الأمريكية من التقلبات وازدواج المعايير عندما يكون الشخص في المنصب، وبرغم تلك الإشادة بالراحل جورج بوش إلا أن أي إدارة في البيت الأبيض لا تخلو ممارساتها من الوقوع في تجاوزات لا أخلاقية لأن عقيدة السياسة لديهم أن الغاية تبرر الوسيلة، وأكبر دليل على ذلك استخدام السلاح النووي ضد اليابان في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية من أجل كسب المعركة وانتقامًا لهجوم بيرل هاربر من قِبل القوات اليابانية. وحالة أخرى في ضرب مدينة دريسدن الألمانية حيث كان الضحايا في الحالتين بالألوف عسكريين ومدنيين. وفي حالة العراق لإزاحة صدام حسين من الحكم حدِّث ولا حرج. تأييد أمريكا لإسرائيل من بداية تأسيس الدولة الصهيونية وحجم الجرائم التي ارتكبتها في حق الفلسطينيين والدول العربية بمجملها تجاوز أخلاقيات الحروب إلى ما هو أبعد عن الأخلاق ونُبل الممارسة عند هزيمة الخصم من قبل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية من بداية تكوين إسرائيل. واذا كان النبل سجية متأصلة لدى الإنسان فإن من لا يملكه يصعب عليه تصنعه في وقت الأزمات أو عند نشوة الانتصار وانكسار الخصوم. موقف الملك فيصل رحمة الله عليه في قمة الخرطوم بعد هزيمة حرب 1967م كان نبيلًا برغم حدة الخصومات التي كانت جارية بين مصر والسعودية في عهد الرئيس عبد الناصر قبل الحرب. تأثير الإعلام على السياسة بين الدول في عصر الفضائيات والسوشال ميديا أوصل سوء الأخلاق وانعدام النبل بين الخصوم إلى ذروة اللاعودة وبرغم ذلك ومرة أخرى نرى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لقطر لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي القادمة في الرياض نهج السياسة الحكيمة ونُبل المعاملة.

مشاركة :