ما فتئ المسؤولون الإيرانيون يكررون التصريحات الإعلامية ذات الطابع الدعائي، بأن حكومة طهران تريد علاقات حسن جوار مع جميع جيرانها وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية !! بالطبع فإن هذه التصريحات بلا قيمة من منظور حكومات دول الجوار الخليجي، ولا تعول عليها في تقييم حسن نوايا الجار الإيراني، فالعواصم الخليجية لديها واقع عملي ملموس، من التدخل الإيراني السافر والعريض في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في المنطقة، إن كان ذلك بطريقة مباشرة، كما يحدث في البحرين، أو بطريقة غير مباشرة، كما هو الحال في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهو ما يهدد في كل الحالات الأمن الخليجي في الصميم، ويجعل أي كلام عن نيات طيبة حبرا على ورق، وفارغا من المعني. ستظل الثقة الخليجية في نوايا الجار الإيراني مرهونة بما يحدث على الأرض، ففي ظل بقاء دعم الحكومة الإيرانية لحزب الله ذراعها في لبنان، والذي يقاتل المعارضة السورية بالوكالة عن الطاغية بشار الأسد، ضاربا عرض الحائط بتطلعات الشعب السوري الشقيق، الذي خرج ثائرا على الظلم والعتو الذي مارسه نظام آل الأسد الطائفي البغيض لأكثر من 40 عاما، كيف يمكن الحديث عن نوايا طيبة ؟!! وكذلك ينطبق نفس الأمر مع استمرار طهران في تقديم الدعم لجماعة الحوثي في اليمن، التي خرجت على الشرعية التي تم التوافق حولها من مكونات المجتمع اليمني الاجتماعية والسياسية، بعد مفاوضات رعتها دول الخليج، وفي تجاوز للقرارات الدولية، بسط الحوثي قبضته على مفاصل الدولة، واحتل العاصمة بتحالف مريب يفند ادعاءاته بأنه يدعم مطالب الثورة اليمنية، مع الرئيس السابق على عبدالله صالح، وأعوانه الموجودين في مراكز قوية بجميع المؤسسات الأمنية بالدولة، ومنذ ذلك الحين يعيش اليمن حالة من عدم الاستقرار، ومهدد بنشوب حرب أهلية في أي لحظة. بالنظر لكل هذه المعطيات تكون تصريحات المسؤولين الإيرانيين غير ذات معنى، إلى أن تتوقف طهران عن طموحاتها التوسعية، وتكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية، من خلال دعم جماعات تقدم الولاء المذهبي، على الراية الوطنية، عندها ستثبت إيران حسن نواياها، ولن يحتاج المسؤولون الخليجيون إلى رسائلها الإعلامية التي تظهر غير ما تبطن.
مشاركة :