قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، إن بلاده ستخفض إنتاج النفط تدريجياً في إطار الاتفاق الذي جرى التوصل إليه الأسبوع الماضي بين منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» والمنتجين المستقلين، ولن تكون هناك تحركات كبيرة. وأضاف، نوفاك للصحفيين، إن «هناك بالفعل جدول زمني لتقليل إنتاج النفط ينقسم شهرياً، وهذا الجدول يتوخى إجراء تخفيض تدريجي لإنتاج النفط وفقاً للاتفاق. نتوقع خفض الإنتاج بنحو 50 ألف برميل إلى 60 ألف برميل يومياً في يناير على الأقل». وأكد نوفاك أن لديه خطة للقاء المسؤولين التنفيذيين لشركات النفط الروسية لتوزيع حصص الإنتاج حتى نهاية عام 2018. وفي 7 ديسمبر، وافقت «أوبك» والمشاركون من غير الأعضاء على خفض الإنتاج بمقدار 800 ألف برميل يومياً لـ «أوبك» و400 ألف برميل يومياً للدول غير الأعضاء في منظمة «أوبك»، بما في ذلك 230 ألف برميل يومياً لروسياً مع تحديد مستوى أكتوبر كقاعدة للحسابات، وقال نوفاك «سنحاول القيام بذلك في وقت قريب، ولكن سيستغرق بعض الوقت، وربما عدة أشهر». وأعلنت روسيا التزامها بتقديم تخفيضاتها بحلول فصل الربيع، وتشير التقديرات إلى أن الالتزام بالتخفيض يصل إلى نحو 200 ألف برميل في اليوم. لذلك، يبدو أن 50 إلى 60 ألف في شهر يناير يتوافق تماماً مع التوقعات الحالية، وبالتالي لا يوجد أي تغيير في التوقعات. على الصعيد نفسه، ارتفع سعر النفط أمس، ليعوض بعض الخسائر الكبيرة التي تكبدها في اليوم السابق، في الوقت الذي تلقى فيه الدعم من ارتفاع محدود في الأسهم العالمية وتراجع طفيف للدولار وتعطل غير متوقع لإمدادات في ليبيا العضو في «أوبك». وبحلول الساعة 1045 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 39 سنتاً إلى 60.36 دولار للبرميل، بعد أن انخفضت 3% في الجلسة السابقة. وزاد الخام الأميركي في العقود الآجلة 37 سنتا إلى 51.37 دولار للبرميل. وقال تاماس فارجا من «بي.في.إم أويل أسوشيتس»، إن «الدولار تراجع قليلاً، لكن بخلاف ذلك، لا أرى أي سبب يبرر ارتفاع هذه السوق في الوقت الحالي. لقد انخفضت بشدة أمس؛ لذا فقد تشهد تصحيحاً صعودياً». وانخفضت الأسهم العالمية بأكثر من 5% منذ بداية الشهر الجاري بفعل ضغوط ناجمة عن المخاوف من تأثير النزاع التجاري الأميركي مع الصين على النمو الاقتصادي. وكان الدولار، الذي ارتفع 5% منذ بداية 2018 بفضل صعود أسعار الفائدة الأميركية، عاملاً معاكساً للنفط أيضاً وغيره من السلع الأولية المُستخدمة في الصناعة، والتي عادة ما تستفيد من انخفاض العملة الأميركية. وتلقى سعر النفط بعض الدعم من توقف إنتاج في ليبيا، حيث أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة، أمس الأول، في الصادرات من حقل الشرارة النفطي، أكبر حقل نفطي في البلاد، بعد أن سيطرت مجموعة مسلحة على الحقل. وقالت المؤسسة، إن الإغلاق سيتسبب في خسائر في الإنتاج تُقدر بنحو 315 ألف برميل يومياً، وخسارة إضافية قدرها 73 ألف برميل يومياً في حقل الفيل النفطي.
مشاركة :