عبدالمحسن القطانالأحساء01 “ورشة عمل كبرى” هو أبلغ وصف لمشاريع الترميم التي أطلقتها منذ أشهر الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإعادة البريق إلى تراث واحة الأحساء عاصمة السياحة العربية 2019، والموقع السعودي الأخير الذي أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إدراجه إلى قائمة التراث العالمي في 29 يونيو الماضي. في قلب الهفوف حيث تفوح رائحة التاريخ الأصيل يجري تأهيل 3 مواقع تاريخية ارتبط بعضها بقصة توحيد المملكة العربية السعودية وبدايات عهد جديد من التنمية، بيت الملا الذي حمل اسم “بيت البيعة” بعد أن توافد أهالي الأحساء جماعات وأفرادا على البيت الواقع في حي الكوت في جمادى الأولى من عام 1331هـ لمبايعة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه)، ومدرسة الهفوف الأولى “الأميرية” التي أصدر مجلس الوكلاء في عهد المؤسس قراراً بتأسيسها ضمن مجموعة من المدارس النظامية التي أنشئت لاحقا في بعض مناطق المملكة، وقصر إبراهيم الذي استرده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، في ليلة الخامس من جمادى الأولى 1331هـ الموافق 13 نيسان (أبريل) 1913، عند ضمّه الأحساء. ويشير خالد بن أحمد الفريدة مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء إلى أن الهيئة تعمل كذلك على تأهيل قصر “صاهود” في المبرز، ويوضح بأن مسمى القصر يعود إلى مدفع عظيم كان منصوباً داخل أبنية القصر، يطلق عليه صاهود، وذلك حسب إفادة بعض المصادر التاريخية. وفي ناحية أخرى من المبرز أوشكت أعمال تطوير قلعة “محيرس” الأثرية على الانتهاء، ويبين الفريدة بأن مشروع ترميم وتأهيل “محيرس” هو ثمرة مذكرة تفاهم وقعتها الهيئة مع أمانة الأحساء. ويضيف مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وجه خلال زياراته الأخيرة للأحساء أكتوبر 2018 بـ”تعجيل” أعمال مشاريع ترميم المواقع التاريخية في الأحساء، “وأكد سموه خلال الاجتماع الذي عقد بحضور سمو نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان ومحافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي والجهات المعنية بملف تسجيل الأحساء في قائمة التراث العالمي (اليونسكو) أن الهيئة تسعى إلى تهيئة المواقع التاريخية في الأحساء والمتحف الإقليمي الجديد لاستقبال الزائرين”. إلى ذلك أشار سامي بن سعد العبود رئيس قسم العناية بالتراث الوطني في الأحساء أن الهيئة تدرس إدراج أعمال تنقيب خلال 2019 بالتعاون مع فرق علمية أجنبية في موقع “المدينة السكنية في ميناء العقير التاريخي”، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج مسح أثري شامل يغطي المنطقة الممتدة من شمال المحافظة إلى جنوبها، “نعمل حالياً على دراسة تنفيذ أعمال تنقيبات أثرية في عدد من المواقع، بهدف كشف وتوثيق البعد الحضاري الذي تزخر به الأحساء والتنوع الحضاري والثقافي الذي اكتسبته منذ القدم”.
مشاركة :