القدس – أحمد عبدالفتاح – بينما فشلت اسرائيل في اقناع الادارة الاميركية بفرض عقوبات على الدولة اللبنانية وشيطنتها، والحاقها بحزب الله، نجحت في حمل الكونغرس الاميركي بمجلسيه «الشيوخ والنواب» على تمرير مشروع قرار يستهدف قادة حزب الله وحركة «حماس» كأفراد. ونقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية الصادرة امس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الولايات المتحدة رفضت طلبا إسرائيليا بفرض عقوبات على لبنان وجيشه، باعتبارهما يتحملان المسؤولية عن حفر أنفاق حزب الله الهجومية، والتي تخترق الحدود الاسرائيلية، وانتهاك قرار الأمم المتحدة 1701. ووفقا للمسؤول ذاته، فقد طلب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، فرض عقوبات على لبنان والجيش اللبناني عندما التقى به في بروكسل، مطلع الأسبوع الماضي. وفي حين وافقت الولايات المتحدة على صياغة حزمة صارمة من العقوبات ضد حزب الله وعدد كبير من قادته، بهدف حصاره، ومنع وصول موارد مالية له. الا ان الادارة الاميركية أوضحت لنتانياهو أن علاقاتها مع لبنان قوية، بما في ذلك على المستوى العسكري، وأنها لا تنوي إلحاق الأذى به وبجيشه. واشارت الصحيفة إلى أنه منذ بداية عملية «درع الشمال»، حيث اعلنت اسرائيل عن كشف ثلاثة انفاق تابعة لحزب الله، وهي تحاول وضع اشارة المساوة بين حزب الله والدولة اللبنانية واعتبارهما جهة واحدة على المستويين السياسي والعسكري. خلع القفازات وفي هذا السياق، حذر وزير الاسكان يواف غلانت من ان إسرائيل ستخلع القفازات في التعامل مع لبنان وحزب الله بكل ما ينطوي على ذلك من ابعاد في حال بادر حزب الله الى شن حرب ضد إسرائيل. واكد الوزير غلانت في حديث ادلى به امس للاذاعة الاسرائيلية «ان إسرائيل ستحمل لبنان المسؤولة الكاملة عن اي اعتداء يقوم به الحزب، باعتبار انه لا يمكن الفصل بين تصرف حزب الله الذي تديره ايران ومن خلاله تسيطر على الدولة اللبنانية. من جهته، أبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني امس أن على قوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل) التي تقودها روما في جنوب لبنان بذل مزيد من الجهود لكبح جماح حزب الله. وقال نتانياهو الذي اعتبر أن سالفيني «صديق عظيم لإسرائيل» إن الأنفاق تشكل «عملا عدوانيا واضحا من قبل حزب الله تجاهنا وتجاه قواعد المجتمع الدولي». وقال في إشارة إلى الجنرال الإيطالي ستيفانو دل كول «لديكم قائد إيطالي في يونيفيل»، وأضاف «نعتقد أن على يونيفيل القيام بمهمة أقوى وأكثر حزما لكن هذه في النهاية مسؤولية المجتمع الدولي». وأضاف «عليهم منع حزب الله من ارتكاب أعمال العدوان هذه ضد إسرائيل». وبعد الجولة الحدودية التي أجراها سالفيني الذي وصل إلى إسرائيل الثلاثاء، قال الوزير الإيطالي للصحافيين إن النفق حفره «إرهابيون إسلاميون» واتهم الاتحاد الأوروبي بالتحيّز ضد إسرائيل التي وصفها بـ«الملاذ الآمن للقيم الأوروبية والغربية في المنطقة». عقوبات من جهة اخرى، وبعد فشل مشروع القانون الأميركي بإدانة حركة «حماس» في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد اكتشاف ثلاثة أنفاق هجومية على الحدود اللبنانية مرَّر الكونغرس الاميركي بمجلسيه: النواب والشيوخ، مشروع قرار يستهدف قادة حماس، وقادة حزب الله كأفراد. وقالت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية «ان القانون يستهدف قادة حزب الله، وقادة حركة حماس بزعم انهم يستخدمون المدنيين دروعا بشرية. مشيرة الى «ان هذا المشروع القانوني سيقدم للرئيس، دونالد ترامب لتوقيعه». واوضحت الاذاعة ان منظمة، «الإيباك» اليهودية الأميركية، التي تعتبر اكبر لوبي يهودي في الولايات المتحدة ومنظمة، «مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل»، (المسيحانيون الصهاينة) تقفان خلف هذا القانون.
مشاركة :