دي ميستورا يطوي الصفحة

  • 12/13/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يونس السيد أربع سنوات بالتمام والكمال قضاها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في قيادة العمل الدبلوماسي للمجتمع الدولي لحل الأزمة السورية، لم يتمكن خلالها من تحقيق اختراق يذكر في جدار هذه الأزمة، وها هو اليوم يطلق نداءه الأخير قبل أن يطوي صفحته الشخصية في التعامل مع هذه الأزمة، ويتحدّث عن أن صفحة أخرى ستطوى على مستوى الصراع السوري برمّته. خلال هذه الفترة، منذ عام 2014، تولّى دي ميستورا رعاية تسع جولات من المحادثات غير المباشرة بين النظام السوري والمعارضة، ولكنها لم تسفر عن إحراز أي تقدّم يذكر لتسوية الأزمة، وعندما انبثق مسار «سوتشي» برعاية موسكو في خضم سلسلة من جولات المحادثات الموازية في «أستانا» التي ترعاها الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران)، وأثمرت بعض الإجراءات العملية من نوع مناطق «خفض التوتر» وما رافقها من اتفاقات تهدئة وما أن لاحت فرصة الإعلان عن تشكيل لجنة دستورية في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي برعاية موسكو، حتى وضع دي ميستورا كل ثقله وراء تشكيل هذه اللجنة، باعتبارها مفتاح الحل لعملية سياسية ذات صدقية، حسب تعبيره. لكن رغبة دي ميستورا الجامحة بتشكيل هذه اللجنة اصطدمت برفض النظام في دمشق لمضمون وآلية تشكيلها، فالنظام يرى أن مهمة اللجنة إدخال تعديلات على الدستور الحالي وليس صياغة دستور جديد، معتبراً أن الدستور هو شأن سيادي يقرّره السوريون أنفسهم، علاوة على رفضه تولي الأمم المتحدة تعيين الثلث الأخير (50 عضواً) من أعضائها . وكان الإعلان عن تشكيل اللجنة المؤلفة من 150 عضواً، في الأصل، منح النظام تسمية 50 عضواً، والمعارضة 50 عضواً، وترك للأمم المتحدة تعيين ال 50 عضواً الآخرين. ويرى دي ميستورا أن السبب الحقيقي وراء كل ذلك هو التغيير الذي حدث على الأرض. وعلى الصعيد السياسي أيضاً، فهو يدرك أن النظام المدعوم من موسكو استعاد في بحر عام 2018 السيطرة على معظم المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، وبالتالي فقد تغيّرت المعادلات الداخلية وأصبح النظام في موقع أقوى بكثير مما كان عليه الحال قبل سنوات، كما أن روسيا باتت تتسيّد إدارة دفة الصراع على الأرض، على الرغم من الوجود الأمريكي في شرق الفرات، إذ إن تفاقم الخلافات الروسية - الأمريكية، وعدم وجود مؤشرات بينهما للتفاهم حول حل الأزمة، يجعل موسكو تتمسك أكثر فأكثر بآخر موطئ قدم لها في المنطقة . ورغم ذلك، لا يزال دي ميستورا يأمل في تشكيل اللجنة الدستورية كما اتضح في الجولة الأخيرة من محادثات «أستانا»، تعرقل رؤيتها للنور، وبالتالي يوجّه دي ميستورا نداءه الأخير آملاً بتشكيل هذه اللجنة قبل طي الصفحة نهائياً في العشرين من الشهر الحالي، عندما يقدّم تقريره النهائي إلى مجلس الأمن، ويختم بأنه «إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيكون علينا أن نستخلص بعض استنتاجاتنا». younis898@yahoo.com

مشاركة :