سيرة أحد سرّاق المال العام

  • 12/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أنا موظف بسيط اعيش عيشة مالية صعبة، لان معاشي بسيط لا يكفيني، وأنا شاب لي طموح واريد أن أتقدم مثل غيري، وذلك قبل ان يصل عمري الى الستين، وفكرت أن ابحث عن عمل افضل يغير حالي ويغنيني، لقد اهتديت الى شخص نافذ عن طريق واسطته، قد تم تعييني، لقد سلكت طريقاً جديداً في العمل هو (امسح الجوخ) واغمض عيني، وهذا الطريق هو الذي يميزني ويرقيني، ومن سعادتي عينت في شؤون مالية، وعرفت أن هذا المنصب سوف يغنيني، والان ابحث عن الشخص المناسب الى هذا الطريق يهديني.. نعم.. هو طريق الدينار. وبدأت ابحث عن مواقع الدينار بهمة عالية، ابحث عنه بين الحوالات والحسابات الجارية، والمناقصات ولا اترك اي شيء، الدينار بالنسبة لي هو الحياة الغالية، صدقوني! ان قلت ان الذي يملك الدينار جيوبه دافية، والذي لا يملكه كانه سقط في الهاوية، وبحسب تجربتي اخبركم بأن الامانة ماتت مع المثاليات الاخرى واصبحت اموراً بالية، وهي في حياتنا المعاصرة اصبحت وهما وخيالا كالوسادة الخالية، بالدينار تحمي الارجل الحافية، وهو المنديل الذي يجفف العيون الباكية، اريد الملايين تتدفق عندي بالبنوك والحسابات الجارية، وانا في المنصب الجديد كيف اقطف ثماري واسبق وقتي، سؤالي، هل الاقي ثقات؟ من دون شك فهم كثيرون وانا مستمر ابحث عنهم! ومرة وانا في خلوة مع نفسي، واذا صوت بالخفاء يهمس في اذني، يقول لي محذراً! لا تستعجل الامر، فان الملايين اليك آتية فقط لنا معك شرط بسيط بأن يكون لنا جزء ويكون لك الهبرة الصافية، فطمنوني فقالوا لا تخف عملنا دقيق ومحكم، ولن تكون هناك امور فوق السطح طافية وسوف نخفيها، لان العيون لا ترى الامور الخافية، ولا توجد لدينا عملية واضحة، وقالوا: نحن في انتظار امرك ونحن الآن كالسفن في المواني راسية، فقلت لهم هذا هو الذي اريد. فقلت، انطلقوا وعلى خطى الشيطان نسير معاً فحذرتهم محذراً! الوقوع في الهاوية، قالوا لا تخف! وبعد اشهر قليلة جاءت الآلاف ثم الملايين تلو الملايين، واصبحت اطمع بالمزيد من الملايين وان الملايين التي عندي غير كافية، حتى اصبحت مريضاً بالدينار وحوالة الدنانير اصبحت وحدها لي شافية، واليوم انا مريض واشتد مرضي حتى عجز الاطباء عن شفائي، وقلت لمن حولي آه لو استطيع ان ابيع كل شيء واشتري بدلا منهم الحياة والعافية، والملايين التي جمعتها ليست نقوداً بل هي نيران كاوية. يعقوب يوسف العمر

مشاركة :