الشارقة: عثمان حسن أكد نقاد مسرحيون عرب أن المخرج الإماراتي محمد العامري بما يمتلك من ثقافة وخبرة مسرحية، قدم عرضاً ناجحاً، بل وجديداً على صعيد ابتكار فضاء مسرحي مبهر، بما وظفه من مفردات المسرح كالصوت والإضاءة وتوزيع المجاميع المسرحية، وهو الذي يشكل إضافة نوعية في رصيد مسيرته الفنية.وفي ذات الإطار، فقد سجل المتداخلون إعجابهم بالنص المتماسك الذي كتبه سلطان النيادي، الذي قدم توثيقاً رصيناً للبيئة البدوية وما فيها من قيم وعادات وتقاليد، كما حاز فريق العرض المسرحي: أحمد الجسمي، إبراهيم سالم، ومرعي الحليان، وحميد سمبيج، وعبدالله مسعود، على ثناء مقدر من النقاد بوصفهم ذوي خبرة ومن نجوم الصف الأول في المسرح الإماراتي. جاء ذلك خلال المسامرة الفكرية التي تلت عرض «الفزعة» الذي افتتح الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، بحضور العامري، وكاتب النص سلطان النيادي، وفريق العرض المسرحي المشارك من «الشارقة الوطني» وعدد كبير من الضيوف والفنانين العرب.قال المخرج البحريني عبدالله يوسف «لقد شاهدنا ثقافة بصرية مبهرة وظفها العامري في هذا العرض الذي يستحق الإشادة، بما اشتغل عليه من مفردات مسرحية كالصوت والإضاءة التي كونت لوحة تشكيلية، وظفها العامري بوعي بصري هائل».وأضاف: لقد شاهدنا عملاً فنياً بتقنية إخراجية عالية عند محمد العامري، الذي استطاع أن ينقل باقتدار أفكار ودلالات النص إلى الفضاء الصحراوي، ليرى ما لا يمكن أن يراه في فضاء العلبة الإيطالية، بحدودها الضيقة، وهذه البانورامية العالية تعود لإيمان العامري وفريق عمله بضرورة الإنجاز حين آمنوا بقيمة العمل الفني.بدوره أكد الناقد الموريتاني تقي عبدالحي الذي يتابع أعمال محمد العامري أنه شاهد عرضاً يؤكد على أن مخرجه سيصل إلى العالمية، وقال «استطاع العامري أن ينقل محتوى العرض من خلال توظيفه لأدواته التعبيرية من موسيقى وإضاءة بطريقة بارعة«».ووصف عبدالحي طريقة العامري في إخراج«الفزعة»باتباعه نهجا أفقيا، فكل مفردة أو أداة سينوغرافية عند العامري مشغولة بحرفية، لكي تخدم فكرة النص، وهذا النهج كما أكد عبدالحي نقل المشاهد إلى أجواء عرض بصري يطرح قيمة فنية عالية في موازاة فكرة النص وفكرته الرئيسية.وفي ذات الإطار أثنى عبدالحي على فريق العمل وقدرتهم العالية على الأداء، بما يتمتعون به من خبرة استثنائية.بدوره نوه الفنان التونسي مكرم السنهوري بقدرة العامري على تكثيف الدلالات، معتبرا أن عرض«الفزعة»أنجز في زمن قياسي قصير، وكان عرضا شيقا، عكس فكرة النص من خلال مفرداته المسرحية لا سيما الإضاءة، التي استثمرها العامري في تشكيلات حروفية مبهرة، كما أن جزءا من هذه الحكاية التي تضمنها عرض«الفزعة»كما أكد السنهوري ينادي بالوحدة التي تجمع البشر.بدوره أكد الناقد المسرحي الكويتي عبدالستار ناجي على أنه قرأ النص السابق الذي كتبه سلطان النيادي وكتب قبل نحو عشر سنين بعنوان«صرخة ميثا» الذي تدور أحداثه حول اختطاف ميثا من قريتها، ومعاناة عائلتها نفسياً واجتماعياً، وضرورة قيام العائلة بالانتقام لشرف القبيلة وهو العرض الذي يستكمله النيادي في عرض«الفزعة» حيث الفزعة هنا، كما أكد ناجي هي فزعة النور والرهان على المستقبل العربي. وأشاد ناجي بالأشعار التي تضمنها النص والمستمدة من صميم البيئة الصحراوية.وأكد الكاتب الفلسطيني تحسين يقين على فكرة النص التي تذكر بالقيم العربية الأصيلة، ولفت إلى جمال المشهد السينوغرافي في إشارة إلى استثمار العامري لفضاء البيئة الصحراوية بمهارة فائقة.في ختام المسامرة الفكرية عبر العامري عن سعادته بما سمع من إشادات نقدية ووجه شكره إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يدفع الفنانين دائما نحو مزيد من الجودة والإبداع، كما شكر سلطان النيادي الذي وثق بقدرته -أي العامري- على إخراج النص، الذي يعبر بأصالة عن موروثنا الثقافي وما يحمل من دلالات وقال«الصورة تعمق المعنى والمحتوى، ودائما أسعى إلى استثمار أقصى درجات العرض المسرحي بهدف إيصال فكرة الحكاية إلى الجمهور، هذا الجمهور الذي سعدت بتواجده بكثافة منقطعة النظير».وأكد الفنان أحمد الجسمي على أن الفنانين الإماراتيين يسيرون على خطى صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يلهم دائماً بتقديم أفضل ما لدى الفنانين من طاقة على الإبداع والتميز، كما عبر عن سعادته بهذا الجمهور الكبير الذي شاهد العرض من جميع أرجاء الإمارات، وقال«لقد كسبنا رهان الجمهور».في ختام المسامرة كرم أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح كلاً من العامري والنيادي كما كرم الفنان عبدالله يوسف ضيف المهرجان.
مشاركة :