الدوحة- الراية: قالت وكالة “بلومبيرج” ان على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلقاء اللوم على نفسه بعد صدور قرار مجلس الشيوخ بالإجماع لتحميله مسؤولية قتل مواطنه الصحفي جمال خاشقجي. ورأت أن على السعوديين لوم أنفسهم، إذ كان باستطاعتهم دفع مجلس الشيوخ لسحب مشروع القانون لوقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن من خلال عمل شيء ما لوقف تمريره. وأضافت الوكالة أن الرئيس دونالد ترامب وأعضاء حكومته ظلوا وعلى مدى الشهر الماضي يحذرون أعضاء الكونغرس من ألا يبالغوا بمهاجمة السعودية بعد اغتيال خاشقجي، إلا أن مجلس الشيوخ تجاهل أمس الأول هذه التحذيرات ومرر قانونين مهمين، وكان الأول من دون معارضة، حمّل مسؤولية بن سلمان مسؤولية مقتل خاشقجي. أما الثاني فقد تم تمريره بـ 54 صوتا ضد 41 صوتا، ويدعو لقطع كل الدعم الأمريكي عن السعودية في حرب اليمن. وأضاف الموقع: إن السعوديين لم يتوقعوا قطع الدعم الأمريكي لحربهم في اليمن. خاصة أن لا شهية في الكونغرس للدفع في قانون كهذا، ولا توجد هناك أصوات كافية لتجاوز الفيتو الرئاسي. ورغم كل هذا فقد لُسع السعوديون. ووجهت اتهام صريح لولي العهد الحاكم الفعلي المعروف باسم “م ب س” بقتل خاشقجي، وهو بالضرورة اتهام للعائلة المالكة في السعودية. وقالت الوكالة: إن مصادر في الكونغرس افادت بأن السعوديين عملوا هذا الأسبوع وبشكل محموم لوقف القرار وإقناع المشرعين بمعارضته. فمنذ أن بدأ العالم يدير ظهره للسعودية بعد مقتل خاشقجي، حث أعضاء الكونجرس والمسؤولون في البيت الأبيض ولي العهد على اتخاذ خطوات قوية تستجيب لمطالب الكونجرس. وكانت الخطوة الأسهل هي الإفراج عن السجناء السياسيين. ومن بين هؤلاء رائف بدوي الذي حكم عليه عام 2012 بالسجن لمدة عشرة أعوام، أي قبل صعود “م ب س” إلى السلطة، حيث اتهم بالإساءة للإسلام مع أن جريمته الحقيقية كانت المطالبة بليبرالية في السعودية. وكان بإمكان “م ب س” التحرك والإفراج عن الناشطات اللاتي طالبن بحق المرأة بقيادة السيارة. فرغم السماح للمرأة بقيادة السيارة، صعّد بن سلمان من ملاحقة وقمع المواطنين الذين طالبوا بالإصلاح. وإن أيا من هذه الخطوات ليست صعبة بالنسبة لولي العهد. فعندما زار الولايات المتحدة قبل عام تقريبا قدم نفسه على أنه مصلح ليبرالي. وبسبب ذلك فشل الكونغرس بتمرير قرار يقطع الدعم الأمريكي عن الحرب في اليمن. ولكن السعوديين تجاهلوا نصيحة إدارة ترامب وأعضاء الكونغرس، فلا يزال الناشط بدوي في السجن. وقالت الصحيقة: إن أعضاء الكونغرس الذين عادة ما يدافعون عن العلاقات الأمريكية - السعودية، يشجبون الآن ولي العهد الذي عبروا عن أملهم في أن يحول بلده لمجتمع مفتوح. فزعيم الغالبية ميتش ماكونل الذي لا يخرج عن الإجماع في السياسة الخارجية، هو من دعم القرار الذي يحمّل “م ب س” مسؤولية قتل خاشقجي. وقالت إن ردة الفعل كانت محتومة ومضمونة، فقد كان لدى السعوديين فرصة لكسب حسن نية واشنطن، لكنهم ضيعوها، وهي فرصة ضائعة قد يندمون عليها عندما يبدأ الكونجرس ومجلس النواب بقيادة ديمقراطية عمله الشهر المقبل.
مشاركة :