سلمان ملكاً: الرؤية الاقتصادية من موقع الخبرة | سعيد محمد بن زقر

  • 2/2/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

عرف الملك سلمان بن عبد العزيز بأنه شخصية محبوبة من كل من التقاه وبأنه يتحلى بتواضع مدهش وببساطة تلفت الانتباه . وعرف عنه أيضاً التصاقه الحميم بقضايا البسطاء وبمعاشهم ومخاطبة همومهم ومشاركتهم أتراحهم وأفراحهم لدرجة جعل فيها من نفسه حتى قبل أن يصبح ملكاً ، موئلاً لكل محتاج وفق سياسة الباب المفتوح والتي صارت سياسة ونهجاً طبع أداءه طوال فترة توليه مسئولية إمارة الرياض التي امتدت لنصف قرن من الزمان وفي مهام ومسئوليات تالية لتلك الفترة. ومثلما عرف خادم الحرمين الملك سلمان بالتواضع الجم عرف كذلك برؤيته الاقتصادية الحاذقة وأسلوبه الإداري المتميز الذي يطبعه الحسم والحزم والحكمة في اتخاذ القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي دون تردد أو تلكؤ. تشرف كاتب هذه السطور بمرافقة الملك سلمان حفظه الله خلال زيارته لفرنسا في شهر أغسطس 2014م الماضي واستمع لحديثه الذي جسد ملامح من أسلوبه الإداري والاقتصادي ومنه يستنتج المرء ذلك الإدراك العميق لمعاني القرار الإداري السليم الذي من صحة شروطه أن يمنح حلولاً لمشكلة قائمة، أو متوقعة وأهل المنطق يقولون :"بالمثال يتبين الكلام" فقد أشار حفظه الله إلى أن جامعة الملك سعود -وهو أمير للرياض- كانت ترغب في أرض وصادف أن تنامى الخبر لمسامعه فتحرى من ذلك ومن فوره قرر التبرع بأرض كان يملكها للجامعة وهو قرار قدم حلاً لمشكلة عامة كانت ملحة ولهذا عندما تقابل أي مسئول عمل مع الملك سلمان حفظه الله، يؤكد على تنوع أساليبه الإدارية الابداعية في حل المشاكل الإدارية والاقتصادية وقد يفاجىء الجهات ذات الصلة بحلوله وهو ما انعكس نماء وطرقاً وتوسعاً مدهشاً لمدينة الرياض التي قفزت من مدينة صغيرة في وسط الصحراء إلى واحدة من أكبر مدن المنطقة مع حيوية اقتصادية واجتماعية لم يكن تصور حجمها ممكناً قبل ثلاثة عقود. وكنت قد قرأت عن شخصية الملك سلمان وعن قدراته الفذة على اتخاذ القرار السليم ولهذا عندما تحدَّث أكد اطلاعه الواسع ووعيه و استيعابه العميق لدقة المرحلة التي تعيشها المنطقة ودور المملكة الاقتصادي وثقلها المحوري في التأثير إيجاباً في تصويب الأوضاع الاقتصادية للأمة العربية والإسلامية وهو ما يعني أن التوجهات الاستراتيجية في عهده ستمضي بوعي لغاياتها وأنه سيوظف خبراته الثرة لتفعيل محاور خطة التنمية العاشرة وقيادة سفينة الاقتصاد الوطني بترتيب العلاقة المتشابكة بكل تفاصيل المنطقة وتداخلها وبما يجري في العالم أجمع ولاعجب فالملك سلمان نشأ وتربى على مدرسة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه التي يطبعها الهدوء والنضج والتعقل ،فضلاً أنه حفظه الله كان مكان ثقة جميع أشقائه الملوك رحمهم الله مما عمق تجربته وأثرى خبراته. ولا يخالجني الشك أن الملك سلمان سيحقق للمملكة مكانة اقتصادية متميزة من خلال التوازن وممارسة الحكمة والبصيرة النافذة وسيحقق لقطاع الأعمال تطلعاته في الرعاية والدعم وتحسين البيئة الاستثمارية لتصبح أكثر جاذبية وسيحقق بإذن الله لكل مواطن ما يصبو إليه من تطلعات في العيش الكريم والعمل والاستقرار والنماء. وفق الله الملك سلمان لما فيه الخير والسداد.

مشاركة :