برعاية الملحقية الثقافية السعودية في دبي ينطلق في الـ 22 من ديسمبر الحالي المعرض التشكيلي للفنان التشكيلي السعودي عبدالوهاب عطيف في جاليري أرت هب بمنطقة التصميم بأمارة دبي، المعرض الثالث للفنان عبدالوهاب عطيف في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويأتي هذا المعرض استمراراً لمسيرة الفنان عبدالوهاب عطيف التشكيلية التي يحرص في كل مرحلة على تقديم معالجات وتقنيات جديدة ضمن مشروعه التشكيلي ذاكرة الفل الذي يؤكد التصاق الفنان بمحيطه البيئي وولعه بدراسة مختلف أشكال الجمال الشعبية وفنون الواقع الاجتماعي بما في ذلك النصوص الشعرية الشعبية والعديد من فنون المكان وجمالياته وصولاً لتناول بعض التأثيرات العطرية المميزة وذات الخصوصية الشعبية في محاولة لتمثيلها تشكيلياً. و يأتي المعرض تحت عنوان ذاكرة الفل 6 ( سعفة وطين ) ويحوي أكثر من 60 عملاً تشكيلياً يقدم من خلالها الفنان تجربته مع خامتي السعف والطين. ووصف الكاتب والناقد التشكيلي علي ناجع هذه المرحلة بأهم مراحل تشكل التجربة الفنية للفنان عبد الوهاب عطيف في الآونة الاخيرة مشيراً إلى انها منعطف تأصيلي بالمقارنة مع مرحلة ذاكرة الفل وعطر الأرض أكثر التصاقا بمحيطة الجمالي وتأكيدا على مرجعية تجربته الاجتماعية وولعة الدائم بمحيطة الجمالي وتجذير تجربته فيه عوضا عن انخراطه في مبحث الهوية للوحة العربية ومحاولاته المستمرة في التأكيد على انتمائه لخطاب تشكيلي عربي وعلاقة المنتج التشكيلي عنده بتوجه استلهامي عربي عام ومتجاوز يسعي من خلاله لتجذير ممارسته والتأكيد علي امتدادها ضمن نفس وسياق تأصيلي مزحزحا بذلك مفهوم التأصيل السائد المرتبط بالمكان ليقدم مفهوما أكثر عمقا وتعبيرا عن عبد الوهاب عطيف الفنان القريب من الأرض والتاريخ، وأضاف: «عبد الوهاب عطيف يقدم في هذه المرحلة من تجربته معالجة لوسائطه وتقنياته التي تجسد وحدة الخامة ومرجعيتها التقنية الواحدة و التي تستقي مادتها من طين الارض ولون التراب الزعفران بحيث تشكل هذه المرحلة نقلة نوعية وامتدادا تشكيليا لذاكرة الفل وعطر الأرض بحس فسيفسائي تلتقي فيه طبيعة تشكل المنتج الفني عنده بخلفية وحضور لذاكرة الزهرة البيضاء الجميلة.. مع اشتغال منفتح على الطين محاولاً الانطلاق من ذات المرجعية إلى أفق جديد». ويضيف أن تنقل الفنان من مرحلة إلى أخرى يستند على وعي بطبيعة تشكل مرحلة سابقة إلي مرحلة لاحقة اكثر تأصيلا وقدرة علي معالجة وسائط كالطين وغيرها من خامات المحيط البيئي والتي لها عمق وجذور من جانب وتعبر من حيث الخامة عن رمزيتها للأرض وبالشكل الذي يشيء برؤية ومفهوم جمالي تعبيري خلاق بحيث يمكن للفنان عبر هذه المرحلة التمهيدية الحالية الانتقال في مراحل لاحقة وبشكل مؤسس وجاد ومن داخل مفهوم اللوحة المسندية من فتق أفق جديد لمنجزه التشكيلي عبر تجسير مفهومي حقيقي ومقاربة واعية.. الجدير بالذكر أن هذا المعرض يأتي بدعم من الأستاذ مشعل بن تركي الرشيد, ويستمر إلى نهاية شهر ديسمبر الحالي.
مشاركة :