حتى لو كنت في حالة حرب، كما هي حالنا، مع شعب آخر، هذا الآخر هو خليقة الله. تطالبه بكل حق لك، وتتبع طرق الله لتستعيد حقوقًا منحك إياها الله (حياتك وحريتك)، وطرق الله طرق حياة لا موت. وإن فُرِض عليك الدخول في طُرُق الموت تدخلها مُكرَهًا وأنت واعٍ كل الوعي أن طريق الموت مناقضة لكيانك وجوهرك كإنسان. إن فُرِضت عليك الحرب، استعمل الوسائل التي تعود بها إلى الحياة والحرية، وبها تعيد العدوّ نفسه الذي فرض عليك دخول طرق الموت، تعيده هو أيضًا إلى إنسانيته، أي إلى حريته وحياته، وتلتقيان قي مقدرتكما على العيش معًا، كل واحد منكما إنسان خلقه الله للمحبة لا للموت ولا للحرب.وفي الواقع كل النضال الفلسطيني، ليس غايته قتل أحد ولا إدخال أحد في طرق الموت. إنما غايته رد الفلسطيني للموت عن نفسه، واسترداد حريته، ومنع الآخر من البقاء في طرق الموت، لينتقل إلى فضاء الحياة الفسيح، وإلى الإنسانية الواحدة المتساوية.البطريرك ميشيل صباح، رئيس أساقفة اللاتين السابق في القدس بفلسطين.
مشاركة :