صنعاء – الوكالات: ساد هدوء شوارع مدينة الحديدة غرب اليمن منذ صباح أمس الثلاثاء بعد اشتباكات عنيفة اندلعت اثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، في وقت تستعد فيه لجنة مشتركة مكلّفة بمراقبة الاتفاق لبدء عملها. وكانت الأمم المتحدة حدّدت منتصف ليل الاثنين الثلاثاء موعدا لبدء سريان الهدنة بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين، رغم أنّ اتفاق الهدنة الذي تمّ التوصل إليه الخميس في السويد نصّ على وقف فوري لإطلاق النار. لكن بعيد حلول منتصف الليل، اندلعت اشتباكات عنيفة في شرق الحديدة، بحسب مسؤول في القوات الحكومية وسكان في الحديدة. وأكد مسؤول في القوات الحكومية «هناك هدوء تام منذ الثالثة فجرا في مدينة الحديدة». وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، توصّلت الحكومة اليمنية والمتمرّدون في محادثات في السويد استمرت أسبوعا واختتمت الخميس إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين للتزوّد بالمؤن، ووقف إطلاق النار في المحافظة. كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمرّدون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وكذلك أيضاً على عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتفاق سلام ينهي الحرب. ويرى محللون أنّ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها هي الأهمّ منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكّة السلام، لكنّ تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الاطراف. وينص اتفاق الحديدة على إنشاء لجنة مشتركة برئاسة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار وعملية الانسحاب من المدينة وموانئها. وأكد مصدر في الأمم المتحدة الثلاثاء أن «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المؤلفة من ممثلين عن طرفي النزاع اليمني، ستبدأ عملها في مراقبة وقف اطلاق النار في الحديدة خلال 24 ساعة. وبموجب الاتفاق، ستشرف اللجنة على «عمليات إعادة الانتشار والمراقبة. وستشرف أيضاً على عملية إزالة الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى» في المحافظة الواقعة في غرب اليمن. ومن المفترض أن يقوم رئيس اللجنة بتقديم تقارير أسبوعية حول امتثال الأطراف بالتزاماتها. وقبل وقت قصير من بدء سريان الهدنة، طلبت وزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من عسكرييها أن «يتم إيقاف إطلاق النار في محافظة الحديدة ومدينة الحديدة». بدورهم، تعهّد المتمرّدون وقف إطلاق النار. وفي المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان إذ تمر عبر مينائها غالبية المساعدات والمواد الغذائية، أعرب السكان عن أملهم في أن يتحول إطلاق النار إلى سلام دائم. إلى جانب وقف اطلاق النار، قال المصدر في التحالف انه بحسب اتفاق السويد، فإن على المتمردين الانسحاب من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف وراس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 ديسمبر. كما أنّه يجب على المتمردين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من المدينة بحلول نهاية يوم 7 يناير المقبل.
مشاركة :