«علمني ولا تخليني.. لاني مقيد ولاني بمفكوك»..!! لا يزال التعاطي الرسمي والتسويق الإعلامي لبرنامج «التوازن المالي» يسير خطوة الى الأمام وخطوتين الى الخلف.. لا يزال «بعبع» التقشف والمساس بمصالح المواطنين هو السائد وربطه بالمساعدات الخليجية.. لا يزال الناس في حيرة من أمرهم.. ولا تزال أنباء «التقاعد الاختياري» تتوالى كـ«القطارة»، وكأنها مسلسل مكسيكي.. لا ندري متى سينتهي، ولسان حال الناس أصبح يقول: «علمني.. ولا تخليني لاني مقيد ولاني بمفكوك»..!! ابتداء من اليوم الأربعاء ستهطل على الرأي العام أخبار ملاحظات تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية.. سنقرأ العجب العجاب.. سنتابع الأرقام والإحصائيات.. سنفاجئ بأمور لم تكن في الحسبان.. ستعاد بعض التجاوزات.. ستتكرر بعض الأخطاء.. سنسمع صراخا عن بعض التجاوزات.. ولكن لن نرى طحينا.. وفي خضم ذلك كله سيبقى الحديث عن مصالح ذوي الدخل المحدود والحالات الاجتماعية في برنامج «التوازن المالي» في مهب الريح. برنامج «التوازن المالي» مشروع وطني رفيع، ومن الغبن بمكان أن يحصل له ما يحصل الآن، يجب أن نركز على تنفيذ توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، بأهمية مراعاة فئة ذوي الدخل المحدود والحالات الاجتماعية والمحافظة على مكتسباتها ومقدراتها دون المساس بها والإضرار بمصالح المواطنين.. يجب أن لا يتحول ذهن المواطن بأن برنامج «التوازن المالي» ومن خلال (فزاعة) تقارير (بعبع) التقشف من وكالة رويترز وغيرها بأن شد الحزام وتقليل المصروفات يبدأ من جيب المواطن وذوي الدخل المحدود. الناس سيقرءون اليوم الأربعاء ملاحظات تقرير ديوان الرقابة.. وسيكتشفون حجم الهدر في المال العام.. وبالتالي سيصبح الحديث عن تحقيق أهداف برنامج «التوازن المالي» صعبا ومعقدا إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.. الأمر الذي يستلزم أن ندعم توجيهات صاحب السمو الأمير الرئيس في الحفاظ على حقوق الناس والمال العام. سمعنا كثيرا أن النظام الضريبي سيكون لصالح الوطن والمواطن.. قرأنا أكثر أن الضرائب ستكون مقابل تطور وجودة الخدمات.. تابعنا طويلا أن برنامج «التوازن المالي» سيكون لصالح مستقبل الوضع الزاهر للبلاد.. ولكن لماذا لا نجد أي تركيز أو مبادرة أو اهتمام لرعاية مصالح ذوي الدخل المحدود.. حتى «التقاعد الاختياري» يكاد يصبح «تقاعدا انتقائيا» من كثرة الأخبار السلحفائية التي تتطرق له وتتناوله، على الرغم من أن «التقاعد» حق.. فلماذا يراد له أن يصبح «منة» من أحد على الموظف والموظفة.. لقد أخطأتم يا سادة في الترويج والتسويق السلبي لبرنامج «التوازن المالي»..!! مطلوب تعديل بوصلة مسار عمل برنامج «التوازن المالي».. مطلوب تصحيح المسار.. فليس عيبا أن نحيد عن الطريق قليلا.. وليس خطأ أن ننشغل بأمور وننسى البرنامج الأهم والأولى.. مطلوب أن نعيد إحياء برنامج «التوازن المالي» وفقا للتطلعات السامية والغايات الجميلة والأهداف النبيلة التي أعلن عنها ذات يوم، كي لا نجعل المواطن يصطف ضد برنامج «التوازن المالي» بسبب أخطاء وكوارث في التنفيذ لدى بعض الجهات والشخصيات. إننا نناشد سمو الأمير الرئيس وسمو ولي العهد حفظهما الله ورعاهما، بالتوجيه الكريم والتدخل المباشر لتعديل وضع عمل إدارة برنامج «التوازن المالي» وتحريك الدفة التي انحرفت قليلا، وإعادتها الى جادة الصواب والسلامة، خاصة وأن برنامج عمل الحكومة القادم سيكون من خلال برنامج «التوازن المالي».. بدلا من الحاصل اليوم من قيام البعض بنشر أخبار وتقارير من شأنها ترهيب الناس وإرغامهم على الاصطفاف ضد برنامج «التوازن المالي»، وربط المساعدات الخليجية بالتقشف والمساس بمصالح وحقوق ذوي الدخل المحدود والحالات الاجتماعية الفقيرة.