بالصور.. هذه الأسلحة استخدمت في الحرب العالمية الأولى!

  • 12/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصنف الحرب العالمية الأولى كواحدة من أكثر الحروب دموية على مر التاريخ البشري، ويعود الفضل في ذلك إلى التطور التكنولوجي الذي عرفته الأسلحة، حيث شهد هذا النزاع العالمي استخداما مكثفا للمدفعية وظهور الدبابات وقاذفات اللهب والعديد من أنواع القنابل اليدوية والبنادق. وتزامنا مع ذلك استخدمت خلال الحرب الكبرى ولأول مرة على مر التاريخ الأسلحة الكيمياوية على نطاق واسع، من قبل أغلب الأطراف المتحاربة، حيث فشل مؤتمرا لاهاي (Hague Conventions) المنعقدان خلال سنتي 1899 و1907 في منع تطوير واستخدام هذا النوع من الأسلحة. منذ بداية الحرب العالمية الأولى اتجهت فرنسا لاستخدام الغاز المسيل للدموع ففي حدود شهر آب/أغسطس سنة 1914 لم تتردد القوات الفرنسية، ولأول مرة أثناء الحرب، في استهداف المواقع الألمانية بهذا السلاح، والذي وافقت باريس على اعتماده من قبل رجال الشرطة منذ سنة 1912 لأغراض أمنية داخلية. في غضون ذلك لم يكن للغاز المسيل للدموع أي تأثير هام يذكر حيث لم يكن هذا السلاح مصمما للقتل، وقد جاء استخدامه من قبل الأطراف المتحاربة لإجبار جنود العدو على ترك مواقعها والتراجع. بالتزامن مع ذلك، اتجهت ألمانيا بشكل سري نحو تطوير عدد من الأسلحة الكيمياوية لحسم الحرب بشكل سريع. وفي حدود شهر يناير سنة 1915 أجرى الألمان أول تجربة على هذا النوع الجديد من الأسلحة عند منطقة بوليمو (Bolimów) ببولندا، حيث أقدمت القوات الألمانية على إطلاق قذائف محملة بغاز xylyl bromide ضد المواقع الروسية. وفي الأثناء كلل هذا الهجوم الأول بالفشل، حيث تجمد الغاز دون أن يحدث أضرارا تذكر. ويوم الثاني والعشرين من شهر أبريل/نيسان من نفس السنة، اعتمد الألمان مجددا على السلاح الكيمياوي فخلال معركة إيبر الثانية (Second Battle of Ypres) استخدمت ألمانيا غاز الكلور لتتسبب في مقتل آلاف الجنود الفرنسيين. وتزامنا مع هذا النجاح، واصل الجيش الألماني استخدامه لغاز الكلور لتتعرض القوات الكندية والبريطانية خلال الأيام التالية لهجمات كيمياوية مشابهة أسفرت عن سقوط مئات القتلى. أثار استخدام الألمان للأسلحة الكيمياوية غضب البريطانيين والذين لم يترددوا لحظة واحدة في الرد. وخلال معركة لوس (Battle of Loos) بالشمال الفرنسي اعتمد الجيش البريطاني يوم الخامس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1915، ولأول مرة في تاريخه، على السلاح الكيمياوي مستخدما بذلك غاز الكلور ضد القوات الألمانية. وفي الأثناء لقي الهجوم البريطاني فشلا ذريعا حيث تسببت التيارات الهوائية في تحويل وجهة هذا الغاز وإعادته نحو المواقع البريطانية. ومع حلول شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1915، عمد الألمان إلى استخدام نوع جديد من الأسلحة الكيمياوية. فبالقرب من منطقة إيبر البلجيكية اعتمد الجيش الألماني على غاز الفوسجين (Phosgene) والذي كان أكثر خطورة من غاز الكلور ضد المواقع البريطانية. وخلال تلك الفترة عرف عن غاز الفوسجين قدرته على القتل في غضون فترة لا تتجاوز 48 ساعة، بسبب تأثيراته الخطيرة على الجهاز التنفسي. وبناء على ذلك اتجهت أبرز الأطراف المتحاربة نحو استخدام هذا السلاح الكيمياوي ليتحول غاز الفوسجين على إثر ذلك إلى أبرز سلاح كيمياوي بالحرب، متسببا في مقتل حوالي 85 بالمئة من مجموع الضحايا الذين سقطوا بسبب الأسلحة الكيمياوية. وفي حدود منتصف سنة 1917 كان الألمان، مرة أخرى سبّاقين في مجال الأسلحة الكيمياوية. فخلال شهر تموز/يوليو سنة 1917 استخدم الألمان ولأول مرة على مر التاريخ غاز الخردل (mustard gas) والذي سرعان ما تحول إلى أحد أهم الأسلحة الكيمياوية في العالم. وفي الأثناء عرف عن غاز الخردل قدرته العالية على تحقيق نتائج إيجابية على ساحات المعارك. فعلى الرغم من قدرته الضئيلة على القتل حينها كان غاز الخردل قادرا على التسبب في حروق بليغة حال احتكاكه بالجلد، وبناء على ذلك أقصى هذا السلاح الكيمياوي الجديد الجنود من الحرب بشكل نهائي عن طريق إرسالهم نحو المستشفيات. خلال فترة الحرب العالمية الأولى أنتجت ألمانيا ما يزيد عن 69 ألف طن من الغازات السامة، متفوقة بذلك على فرنسا والتي أنتجت 37 ألف طن وبريطانيا والتي تمكنت من صنع ما يعادل 25 ألف طن. في غضون ذلك أصيب طيلة الحرب الكبرى حوالي مليون شخص بسبب الأسلحة الكيمياوية كانت من ضمنهم قرابة 90 ألف حالة وفاة، وهي نسبة تقدر بأقل من 1% من إجمالي عدد القتلى بالحرب العالمية الأولى.

مشاركة :