الألمان يستخدمون «غاز الخردل» في الحرب العالمية الأولى

  • 7/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:عبير حسينتطورت أشكال وأنواع الأسلحة المستخدمة في الحروب عبر قرون طويلة بدءاً من السهام والرماح، وصولاً للأسلحة النووية والذرية. وأدركت العقول «الشريرة» السوق الضخم للأسلحة وحجم أرباحه الهائلة التي تتجاوز المليارات، فسخر البعض عبقريته في سبيل ابتكار وتطوير الأسلحة الفتاكة، حتى عرف العالم أشدها هلاكاً، وهي الأسلحة الكيماوية والجرثومية. وتسجل ذاكرة اليوم واحدة من أخطر المغامرات التي راح ضحيتها عشرات الآلاف حين استخدم الألمان في مثل هذا اليوم عام 1917 غاز الخردل للمرة الأولى خلال احتدام معارك الحرب العالمية الأولى.وغاز الخردل مركب كيميائي ينتمي لصنف من المركبات العضوية التي تدعى الثيولات، وهو سائل يصدر بخارًا خطرًا، ويسبب حروقًا وتقرحًا في الجلد المعرض له. ويؤذي الغاز الجهاز التنفسي عند تنشقه، ويسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويلحق أضرارًا بالأعين والأغشية المخاطية، والرئتين والجلد والأعضاء التي يتولد فيها الدم. أما أخطر التأثيرات الطويلة الأجل فتحدث بسبب كونه مسبباً للسرطان والتغييرات الوراثية، وعلى الرغم من ابتكار العقل البشري للغاز منذ العام 1915، فإنه لم يتم ابتكار علاج له حتى اليوم.ويسمى الخردل ب«الغاز مخترق الأقنعة» إذ يتسرب إلى الوجه حتى ولو ارتدى المعرضون له أقنعة واقية من الغاز، ما يسبب تهيجاً وآلاماً شديدة.لم يكتفِ الألمان بكونهم أول من استخدم غاز الخردل في الحروب، بل قدمت طريقة تصنيع قنابله الفتاكة إلى عدد آخر من حلفائها، فاستخدمته إسبانيا في قصف شمال المغرب 1925 غداة هزيمة جيشها أمام انتفاضة عبدالكريم الخطابي، واستخدمته بعدها إيطاليا عند غزو الحبشة 1936.وبسبب الإدانة الدولية الواسعة لاستخدام الغازات السامة في المعارك، وإقرار النظام الأساسي لعصبة الأمم التي تشكلت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، لعدة قوانين دولية تحظر استخدامه، بحث العلماء عن أسلحة أخرى فتاكة ومدمرة، لكنها تعمل بطريقة خفية يصعب إدانتها دولياً، وبالفعل ظهر للعيان أنواع أسلحة غريبة حين دارت رحى الحرب العالمية الثانية، وكان من أهمها ما عرف بقنابل «الوطاويط».و«قنابل الوطاويط» فكرة جهنمية توصل إليها جراح الأسنان الأمريكي ليتل آدامز، وتقدم بها مباشرة إلى المكتب البيضاوي في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت، الذي عهد بالفكرة إلى وحدة الابتكارات في البنتاجون لتطويرها، واستخدمت أثناء الحرب العالمية الثانية ضد اليابان، وحققت نتائج مذهلة لم تكن متوقعة. وكان من أهم ميزات هذا السلاح عدم تكلفته الاقتصادية، إذ تتكاثر ملايين الوطاويط في الكهوف في ولاية تكساس ولا يمثل صيدها أية مشكلة، كما أنها تقضي أشهراً طويلة في بيات شتوي ما يعني عدم تحمل تكلفة في إطعامها، وأهم ميزاتها قدرتها على حمل ضعف وزنها أثناء طيرانها وكانت بالتالي مؤهلة لحمل قنابل صغيرة، إضافة إلى قدرتها على الطيران ليلاً ومكنها ذلك من الدخول إلى المواقع والأبنية اليابانية بسهولة دون أن تتمكن أجهزة الرادار من رصدها، ومن ثم تفجيرها عن بعد. أما الفئران المفخخة فهي سلاح استخدمته بريطانيا ضد ألمانيا، وكانت تُربط قنابل صغيرة الحجم على الفئران التي تسقطها الطائرات وتتفجر بمجرد الدخول إلى جحورها في باطن الأرض. نجاح الفكرة على الرغم من بساطتها جعلها مادة رئيسية تدرس بالأكاديميات العسكرية بعدد من دول العالم. كما ابتكرت البحرية الأمريكية سلاح الدولفين القاتل باقتباس مباشر من طريقة الكاميكازي (الطيارون اليابانيون الانتحاريون) واعتمد استخدام هذا السلاح على تدريب الدلافين على الاصطدام المباشر بالغواصات العسكرية في أعماق المحيطات بعد تثبيت قنابل شديدة الانفجار بها.

مشاركة :