محمود الزاهي – حسم اتحاد منتجي الأسفلت الجدل حول خواص الخلطة التي اسفرت عن «تطاير الحصى» في عدد من طرق البلاد خلال موسم الأمطار الاخير، وذكر ان الدراسات التي أجراها خلصت الى تحديد 4 أسباب كانت وراء المشكلة، مشيرا إلى ابلاغه وزارة الأشغال في يناير 2014 في عهد الوزير عبدالعزيز الإبراهيم بتلك الأسباب. وأوضح الاتحاد في بيان أمس أن أول اسباب المشكلة يتلخص في قصر مدة تنفيذ فرش الأسفلت المحددة بواسطة إدارة المرور، والتي تسمح بالعمل لمدة 6 ساعات فقط قبل فتح الشوارع مجددا للمرور، لافتا الى تعارض ذلك مع المواصفات الفنية الكويتية للأعمال التي تنص على حد أدنى يبلغ 12 ساعة قبل السماح بالمرور على الأسفلت الجديد. وثاني الاسباب، وفق البيان، يكمن في عدم ثبات جودة البيتومين، وهي المادة الرابطة للحبيبات داخل الخلطة الأسفلتية، وتذبذب توريداته من حيث درجة الحرارة واللزوجة المطلوبتين لضمان الجودة، واللتين كان ولا يزال لهما دور كبير في ظاهرة تطاير الحصى. وأوضح أن ثالث الاسباب يكمن في استخدام الرمل الطبيعي كأحد مكونات الخلطة، رغم تكونه من حبيبات دائرية لا تسمح بتماسك البتيومين معها نهائياً، كما يحتفظ بالرطوبة داخل حبيباته ولا يستطيع المحمص DRYER تجفيفها بالكامل، مشيرا الى ان آخر الاسباب يكمن في عدم استخدام الطرق الحديثة لتصميم الخلطات الأسفلتية بما يتلاءم مع الأحوال الجوية في البلاد. حلول مطروحة وأشار اتحاد الأسفلت إلى أنه طرح العديد من الحلول منذ ذلك الوقت للقضاء على الظاهرة، أهمها زيادة الوقت المخصص لإنجاز أعمال الأسفلت إلى 12 ساعة، والاهتمام بمواصفات البيتومين وتثبيت جودته وإجراء الفحوصات الكيماوية الدورية عليه، لضمان مطابقته للمواصفات العالمية، ومنع استخدام الرمل الطبيعي وتعميم الطرق الحديثة لتصميم وتصنيع الخلطات. وذكر أن التوصيات شملت استخدام مادة البوليمر والمواد المانعة الانسلاخ لتحسن جودة البيتومين، وهو ما يحدث في دول الخليج الاخرى وحول العالم، إضافة إلى زيادة سمك طبقة الأسفلت نوع T.III الى 5 سم بدلا من 4 سم، خصوصا في أماكن تصريف المياه والطبقة السطحية. وأوضح أن التنسيق بين الاتحاد والأشغال أسفر في عام 2017 عن اتخاذ قرار بوقف استخدام طبقة الأسفلت PMS في تكسية الطرق السريعة، لأنها اكثر الطبقات تطايرا، واستبدالها بطبقة T.III بسمك 5 سم، مشيرا الى أنه رغم تحفظات الاتحاد والوزارة معا، فإن التنسيق مع المرور بشأن زيادة مدة التنفيذ وصل إلى طريق مسدود. تجارب عديدة أوضح اتحاد منتجي الأسفلت أنه نتيجة لتكرار ظاهرة تطاير الحصى وبعد عامين من رفع التوصيات، تم إجراء العديد من التجارب للاستقرار على الخلطات الجديدة، ولا تزال جميع الخلطات التجريبية باستخدام البوليمر والخلطة الجديدة T.III بسماكة 5 سم بلا رمل طبيعي وباستعمال مانع انسلاخ متماسكة منذ استخدامها حتى الآن، ولم يظهر بها أثر للتطاير حتى خلال الأمطار الأخيرة. وأشار إلى صدور الاعتماد للخلطة الجديدة في يوليو 2017، وأن الأخذ بمقترحات الاتحاد من قبل «الأشغال» تأخر 3 سنوات.
مشاركة :